الكنبوري: عداء “البام” مع الإسلاميين لم يؤد إلى نتيجة ورهاناته فشلت..ومسار جديد ينتظر الحزب
هوية بريس-أحمد السالمي
بعد الإعلان الرسمي بفوز عبد اللطيف وهبي بالأمانة العامة لحزب الجرار، خلفا لحكيم بنشماش، قال المفكر والكاتب المغربي، د.إدريس الكنبوري، أنه بإنتخاب عبد اللطيف وهبي أمينا عاما، الآن سيأخذ الحزب مسارا مختلفا نسبيا بعد تشطيب المرحلة السابقة. أقول نسبيا لأن العمق الايديولوجي للحزب لن يتغير.
كما ذكر الكنبوري أنه بعد 12 سنة اقتنع حزب “البام” بأن العداء مع الإسلاميين لم يؤد إلى نتيجة وبأن رهاناته فشلت. لكن السؤال هو: لماذا تتجاهل الأحزاب السياسية المغربية الواقع وتغلب الايديولوجيا على حساب الجدوى؟
كما استحضر الكنبوري التاريخ حيث قال: منذ استقلال المغرب دخل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في صراع مع الدولة من أجل الحكم.
بعد 15 سنة اقتنع الحزب الاشتراكي بفشل رهاناته وأعلن النضال الديمقراطي، ضيع المغرب بعد ذلك عقودا في الصراعات الفارغة حتى 1998 حين قرر الاتحاد الاشتراكي دخول الحكومة، لكن الوقت كان قد فات تماما ولم يكن ذلك من أجل الإصلاح بل من أجل الإدماج.
وقال الكنبوري أنه بعد مجيء العهد الجديد أمل الناس خيرا لكن صناعة الحزب الجديد ضيع على المغاربة قرابة عشرين عاما إذا بدأنا من لكل الديمقراطيين. اليوم حزب الأصالة والمعاصرة يدرك أن رهاناته فشلت.
القصر يعرف هذا لذلك نراه يطرح مبادرة بعد أخرى بعيدا عن جفاف الطبقة السياسية. هذه المرة لم يفت الوقت تماما كما فات في التسعينات. يمكن إنقاذ الوضع، لكن لا بد من مغامرة ومن جرأة.
ثم أكمل الكنبوري في تديونة أخرى أن الذين يطعنون في انتخاب وهبي على رأس حزب الأصالة والمعاصرة بدعوى أن جميع المرشحين المنافسين انسحبوا وتركوا المجال أمامه كمرشح وحيد لا يفهمون قصة الحزب جيدا.
حيث أكد أن المؤتمر لم يكن سيد نفسه لأن السيد كان خارج المؤتمر. الحزب تأسس قبل 12 سنة بهوية معينة، والذين أسسوه كان عليهم أن يصلحوا الخطأ بأنفسهم. لذلك لا شيء يثير الغرابة.
لكن ما حصل مهم. جزء كبير من الأحزاب السياسية في المغرب يمشي بهذه الطريقة في المؤتمر لأن البنيات الحزبية بنيات سلطوية، وما هو مطلوب هو النتيجة.
كما ذكر أن الحزب استهلك من الدولة وقتا ثمينا واستنزف الجهد والمال في لا شيء. بدأ كحزب وحيد له مشروع ايديولوجي وقدم تقرير الخمسينية كوصفة سحرية لخلق التنمية.
وخطأ الكنبوري الاعتقاد بأن التقرير هدفه جلب المنافع ودفع المضار عن المغاربة، ليتبين في الأخير أن هدفه جلب المنافع لأعضاء الحزب وحلب ضرع الدولة. كان الهدف الرئيسي هو إدماج نخبة لم تجد مكانا لها في السابق وإعطائها فرصة لجمع الثروة مقابل الجهود الوطنية العظمى التي قامت بها خير قيام.