خطير بالصور.. تفاصيل ليلة بكل الألوان لعبدة الشياطين بمنطقة تافراوت
هوية بريس – متابعة
الأربعاء 20 يناير 2016
كثيرا ما يتم ربط منطقة تافراوت لدى أذهان الناس ببعض الأماكن التي تعتبر مزارات سياحية كما هو الشأن بالنسبة لأكرض اوضاض، أو أومركت، أملن، واحة أيت منصور.. الى غير ذلك من المناطق. هذه المناطق التي تساهم في الإنتعاش السياحي بالمنطقة بفضل مؤهلاتها الطبيعية والجغرافية.
هذه الأيام، أصبحت أحد هذه المناطق السياحية المعروفة على مستوى منطقة تافراوت قبلة لعبادة الشياطين، حيث قضوا ليلة حمراء، داخل هذا الفضاء السياحي الطبيعي، وتم فتح الباب امام الجميع بما فيهم أطفال قاصرين، تم إمدادهم بجميع أنواع المخدرات.
“تيفاوت بريس” تتبعت خيوط هذا الحدث، وحاولت أن تستجمع المعطيات.
ليلة بكل الألوان..
كانت الانطلاقة من مكان الحدث، حيث تم الوقوف على التحضيرات الأولية للمجموعة المنظمة لهذا الحفل، شبان بلباس غريب وتسريحات شعر توحي لك من الوهلة الأولى أنك أمام مجموعة بشرية مختلفة تماما عما ألفته عيون ساكنة تافراوت. الجميع منكب على التحضير للسهرة، حيث يتم استغلال الأشجار والأحجار، والتربة والمياه بدون أدنى مراقبة أو زجر.
هناك أيضا عيون السلطات بدورها كانت حاضرة في كل مكان، رجال الدرك الملكي هم أيضا حاضرون من أجل ضمان الأمن والسلامة للمحتفلين. الكل ينتظر ساعة انطلاق السهرة. مع حلول الظلام أصبحت منطقة أمركت قبلة لشبان أخرين قدموا من كل مكان، قاصرين، قادهم الفضول لمعرفة ما يجري في بلدتهم الصغيرة الهادئة.
مع تقدم ساعات الليل، أصبح المكان غاصا بالناس، الموسيقى الصاخبة تكاد تثقب الأذان، والمشروبات الكحولية بجميع أنواعها، والمخدرات الصلبة كانت حاضرة في الحفلة، أضواء ملونة في كل مكان.. جماجيم، وتماثيل، وجوه ملونة ومصبوغة بطريقة توحي بأفلام الرعب والظلام، مرحبا بكم في عالم عبدة الشياطين.
أطفال قاصرون رصدتهم تيفاوت بريس يتناولون كؤوس من المشروبات الكحولية التي تمد لهم بسهولة ويسر، وينخرطون في تدخين السجائر والمخدرات، هستيريا عارمة عمت المكان. مشاهد لا يتقبلها العقل والمنطق.
من يرخص..
أمام هذه المشاهد، حاولت تيفاوت بريس أن تنتقل الى زاوية أخرى، من أجل استكمال صورة هذا الحفل. حيث انتقلنا الى الإجابة عن السؤال التالي: من رخص لهؤلاء.
من أجل الإجابة عن هذا السؤال حاولنا الاتصال بعدد من المسؤولين، حيث تأكد لنا أن هؤلاء حصلوا على ترخيص “بالنشاط” من عمالة تيزنيت. وقد تلقت السلطات المحلية بموجب هذا الترخيص أمرا بتوفير الحماية الكافية لهذا النشاط، وللمكلفين بإنجازه. حيث يظهر منذ بداية الحفلة حرص السلطات المحلية بتافراوت على تتبع كل أطوار هذا النشاط الذي يستهدف القيام والأخلاق والشباب، والمنطقة برمتها.
بعد الإجابة عن هذا السؤال، حاولنا التوغل في البحث أكثر، وهذه المرة عن القيمة الإقتصادية لهذا الحفل على السياحة بالمنطقة، وعلى الانتعاش الاقتصادي؟
الجواب كان واحد: لا تستفيد المنطقة من شيء؟ لا الفنادق، ولا المطاعم، ولا النقل.. كل شيء يجلبه هؤلاء معهم في شاحناتهم الغريبة.
سكوت المجتمع المدني غير المبرر..
رغم التحذيرات القبلية على مواقع التواصل الاجتماعي من هذا النشاط الذي يهدد شريحة مهمة من أبناء منطقة تافراوت، ظلت أفواه المجتمع المدني بالمنطقة صامتا مترقبة بدون أدنى محاولة منع أو إنجاز عريضة بخصوص هذا الحفل الذي يروج للكحول والمخدرات ولثقافة دخيلة على المجتمع. باستثناء مبادرة فردية قامت بها جمعية شباب تافراوت للثقافة والتنمية سنة 2012، قامت الجمعية بإصدار بيان استنكرت فيه الجمعية سماح السلطات لجمعية معينة إنجاز نشاط يجر الشباب والأطفال الى الانحراف.
إلى متى..؟؟
ويطرح السؤال، أي مبرر من وراء تنظيم مثل هذه التظاهرات التي لا تجر المنطقة الى الاندثار، وتهديد جيل كامل بالخسارة الثقافية والأخلاقية، والسلوكية؟
ثم من يدافع عن الانحراف في بلدة صغيرة كتافراوت؟
وأين هو دور الجمعيات والأحزاب، والمجالس المنتخبة، والسلطات من كل هذا؟
لا حول و لا قوة إلا بالله
اللهم احفظ بلادنا من كل سوء
هذا يستدعي تحرك المجتمع لمواجهة مثل هذه الحوادث
بل تحرك ولي الأمر. ضبط المصطلحات.