من بينها المغرب.. “الصحة العالمية” تفضح انتهاكات شركات حليب الأطفال بعدة دول
هوية بريس – متابعات
خلص تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إلى أن شركات الحليب الصناعي استهدفت الأمهات والآباء بممارسات تسويق تنتهك في معظمها المعايير الدولية المتعلقة بممارسات تغذية الرضّع.
ويعرض التقرير الجديد، الذي يستند إلى مسح شمل 8500 فرد من الآباء والأمهات والحوامل و300 عامل صحّي في مدن واقعة بعموم أرجاء بنغلاديش والصين والمكسيك والمغرب ونيجيريا وجنوب إفريقيا والمملكة المتحدة وفييت نام، (يعرض) تفاصيل ما سمّاه “الممارسات الاستغلالية المُتّبعة من قطاع صناعة مستحضرات حليب الرضّع الصناعي، المقدّرة قيمته بمبلغ 55 مليار دولار، ممّا يعرض تغذية الأطفال للخطر، وينتهك الالتزامات الدولية”.
واستند التقرير المعنون بـ: “كيف تؤثر ممارسات تسويق الحليب الصناعي على قراراتنا بشأن تغذية الرضع”، إلى مقابلات أجريت مع الآباء والأمهات والحوامل والعاملين الصحّيين في ثمانية بلدان، من بينها المغرب، وكشف ما وصفه بـ”استراتيجيات التسويق المنهجية وغير الأخلاقية التي يتبعها قطاع صناعة الحليب الصناعي للتأثير على قرارات الآباء والأمهات بشأن تغذية الرضّع”.
ويرى التقرير أن أساليب التسويق التي تتّبعها دوائر الصناعة تشمل الاستهداف غير المنظّم والكاسح عبر الإنترنت؛ وشبكات المشورة وخطوط المساعدة التي ترعاها؛ والعروض الترويجية والهدايا المجانية؛ والممارسات المُتّبعة للتأثير على تدريب العاملين الصحّيين وتوصياتهم. وغالباً ما تكون الرسائل التي يتلقاها الآباء والأمهات والعاملون الصحّيون مضلّلة ولا أساس لها من الصحة علمياً وتنتهك المدوّنة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم (المدوّنة) – وهي اتفاق تاريخي في مجال الصحّة العامة كانت قد أقرته جمعية الصحّة العالميّة في عام 1981 لحماية الأمهات من ممارسات التسويق الشرسة التي تتّبعها دوائر صناعة أطعمة الأطفال.
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير المنظّمة العام: “إن هذا التقرير يبيّن بوضوح تام أن ممارسات تسويق مستحضرات الحليب الصناعي ما زالت منتشرة ومضلّلة وشرسة بشكل غير مقبول، ولابد من التعجيل باعتماد وإنفاذ لوائح بشأن مكافحة ممارسات التسويق الاستغلالية لحماية صحّة الأطفال”.
ومن جانبها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين رسل: “تشكل الرسائل الكاذبة والمضلّلة بشأن التغذية بمستحضرات الحليب الصناعي عائقاً كبيراً يعترض الرضاعة الطبيعية التي نعلم أنها الأفضل بالنسبة للأطفال والأمهات. وتلزمنا سياسات وتشريعات واستثمارات متينة في مجال الرضاعة الطبيعية لضمان حماية المرأة من ممارسات التسويق غير الأخلاقية – وتزويدها بما يلزمها من معلومات ودعم لتنشئة أسرتها”.
وأعربت النساء في جميع البلدان المشمولة بالمسح عن رغبة قوية في ممارسة الرضاعة الطبيعية حصراً، حيث تراوحت نسبتهن ما بين 49 في المائة في المغرب و98 في المائة في بنغلاديش.
في المقابل، ترغب 47 بالمائة من المغربيات في الرضاعة الصناعية و5 بالمائة في رضاعة مختلطة.
وصرحت 38 بالمائة من الأمهات المغربيات بأنهن عرضت عليهن توصيات باستخدام حليب معين من قبل مهنيي الصحة، و19 بالمائة من الأمهات عرضت عليهن عينات مجانية من الحليب داخل المستشفى، و20 بالمائة عرضت عليهن عينات خارج المستشفى و26 بالمائة داخل وخارج المستشفى.