غيّر حياة الآلاف.. منصات التواصل تنعى محمد الشريف أحد أبرز دعاة الإسلام في الغرب
هوية بريس – وكالات
نعى ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية والأوروبية وفاة الشاب محمد الشريف مؤسس معهد المغرب لدراسة الإسلام في الغرب، أول أمس الخميس في دبي، وشارك كثيرون مآثره وأعماله التي أسهم فيها، وتحدثوا عن دوره في خدمة الإسلام ونشر تعاليمه الصحيحة، وتنظيمه دورات ومحاضرات تربوية في عدد من الدول الغربية.
ووفق ملفه التعريفي على فيسبوك، فقد ولد وعاش في كندا، وتخرج في جامعة المدينة المنورة، وحفظ القرآن الكريم ثم أسس معهد المغرب لدراسة الإسلام.
وعاش محمد حياته في عدد من البلاد الغربية، وشارك في العديد من الأعمال الدعوية في أنحاء العالم، وله كثير من الدروس والمحاضرات في الدعوة للإسلام والتعريف به، ويعدّ معهده الذي أسسه أحد أبرز المعاهد في تدريس الإسلام باللغة الإنجليزية، وله فروع في عدد من الدول.
وأعلن مركز المغرب لدراسة الإسلام وفاته يوم 21 يوليوز الجاري في دبي، عن عمر 47 عاما، في وفاة طبيعية، وأقيمت جنازته في اليوم التالي، وكتب المركز عبر صفحته على فيسبوك “كان الشيخ محمد قائدنا ومعلمنا، وألهم مئات الآلاف من الطلاب لتعلم الإسلام، نسأل الله أن يكون ذلك في ميزان حسناته”.
ولاقى خبر وفاته تفاعلًا واسعًا عبر المنصات، حيث نعاه زملاؤه وأصدقاؤه وعبروا عن حزنهم لفقدانه، وكتب كثيرون عن أعماله الدعوية ومحاضراته التي استفادوا منها.
وكتب صديقه المقرب الدكتور وليد حكيم أنه تحدث معه قبل ساعات من وفاته، ولذلك كان الخبر صادمًا له، وكتب عبر حسابه على فيسبوك “لقد ترك إرثًا ضخمًا وراءه وهو أكبر معهد إسلامي ناطق باللغة الإنجليزية في العالم، وكان رائد التنمية الشخصية القائمة على الإسلام، وسيحتاج الحديث عن إرثه إلى كتاب كامل”.
وأضاف في منشوره “ستترك وفاته المفاجئة فراغًا هائلًا في حياتي، لا أعتقد أن أي شخص آخر يمكن أن يملأه، هذا هو الشخص الوحيد في حياتي الذي كان يراسلني حرفيا كل يوم، والآن أشعر بالوحدة مرة أخرى”.
تفاعلات مختارة
كتبت الإعلامية ياسمين الكيلاني “امبارح (أمس) فيه واحد مات. مصري بس مش معروف في مصر. عاش وتربى في كندا وسافر المدينة وهو شاب عشان (من أجل أن) يدرس الإسلام. كان شديد الذكاء وشخصية كارزماتية فريدة من نوعها. شاف (رأى) مشكلة وبتوفيق من ربنا حلّها. الإسلام لا يدرس صح في الغرب. لا الأسلوب ولا المحتوى يناسب إيقاع الحياة ولا لغة الناس”.
وأضافت “جمّع المتميزين من العالم وعرف يقنعهم يشتغلوا معاه. الجوامع حاربته في الأول، ليه بياخد فلوس من الناس، ليه بيبعزق (ينفق) الفلوس على بوسترات و”Marketing” (تسويق) بس كمّل. بقى بيأجر قاعات من الجامعات لمدة “Weekend” (نهاية أسبوع) أو اثنين ويطبع مناهج مبسطة والناس تدرس الموضوع بشكل مكثف من 10 الصبح إلى 7 بالليل. يتخللها فترات راحة”.
وتابعت “قمة في التنظيم، قمة في الرقي والتعامل، بأسلوب فاهم طبيعة المجتمع واحتياجاته. وفكاهة في مكانها تلطف الجو. أنا فاكرة كمية الضحك اللي ضحكناها في كورس فقه الموت مثلا، وكمية البكاء واحنا بندرس شمائل النبي عليه الصلاة والسلام. وانتشر المعهد عشان يبقى مؤسسة فروعها في أميركا وكندا وأوروبا واندونيسيا وماليزيا وغيرها. أعرف أُسر كانت تأخذ إجازة بالسنتين لحضور كل الكورسات (الدورات التدريبية) في أي مكان، ليس من أجل شهادة، وإنما للاستمتاع بالعلم”.
وكتب الداعية الإسلامي إسماعيل موسى “نحن في نفس العمر، درسنا في نفس الوقت، نفس الجامعة، نفس الكلية، تخرجنا في نفس العام 1998. كان أخًا عظيمًا، نسأل الله تعالى أن يتقبل منه وأن يرزقه أضعاف النفع من صدقته الجارية الضخمة”.
وعلق طلابه من جميع أنحاء العالم يذكرون أفضاله، فكتبت شمس نور “الشيخ محمد هو من قربني من الدين الإسلامي الجميل، رجعت إلى الله، فيا رب أسعده في الآخرة كما أسعدنا في الدنيا”.
وكتب ماجد محمد “إنا لله وإنا إليه راجعون، خبر صادم ومحزن، الشيخ محمد أحد الأشخاص الرئيسيين الذين أثروا الدعوة. وجعلني أحب طلب العلم الإسلامي”.
واستذكر عاقب أحمد قائلا “عملنا سويا وعلمني الكثير في حياتي، لقد كان معلما عظيما”.
وكتبت آي. إس. كوفاليس (I.S. Kouvalis) “نحن الطلاب مصدومون جدا، كان أحد عظماء الأمة الذين سنفتقدهم بشدة، وأحد أكثر قادة الأمة تأثيرا في نصف الكرة الغربي، كان ينشئ مشاريع صدقة جارية طويلة الأمد، علمنا أن نزرع تلك البذرة دائمًا. وكان دائمًا ما يشجعنا أن نسأل الله أن يكون ذلك التغيير في ميزان حسناته”.