في وفاة الدكتور المختار العبدلاوي
هوية بريس – بلال التليدي
التحق إلى جوار ربه الدكتور المختار العبدلاوي، الأستاذ الباحث المشارك، الذي جمع بين البحث والفعل المدني والسياسي، وبين الالتزام الإيديولوجي والانفتاح على مختلف الطيف.
كانت معرفتي الأولى به حوار أجريته معه سنة 2006 او 2007 بجريدة التجديد في إطار سلسلة حوار العلمانيين والاسلاميين والتعايش الممكن. التقينا في مقهى جميل بالبيضاء، وقبل أن نبدأ حوارنا اخذ حقنة من الانسولين، وأخبرني بأن معاناته مع السكري مزمنة. وجدت فيه الرجل المنفتح، الذي يقبل إشراك الإسلاميين ويعتبر ذلك مهما وأساسيا لتقوبة المسار الديمقراطي، وفوق هذا وذاك كانت له مواقف جد مشرفة من اللغة العربية والدفاع عن القيم الإسلامية.
من تلكم اللحظة تقوت العلاقة بيننا والتقينا في أكثر من لقاء، في منتدى الإصلاح السياسي بقطر، وفي لقاء بمركز مدى الذي كان يرأسه بالدار البيضاء وبمنتدى أصيلة ثم جمعنا الدكتور التونسي رضوان الصمودي ثلاث مرات الأولى بقطر والثانية بالبيضاء والثالثة بالرباط وأظن أننا التقينا أيضا بندوة في تونس حول الإصلاح السياسي.
علمت بعد فترة أنه أصيب بمرض عضال وظل رحمه الله يتداوى منه خارج الوطن دون علم أهله حتى لا يفزعهم وبالأخص والدته التي كان بارا بها.
له آثار فكرية مهمة ومشاركات في ندوات عديدة، تابعت منها مؤخرا مداخلة طيبة شارك بها في لقاء قرطبة الذي نظمه المعهد الاوربي للدراسات الابستمولوجية رفقة كتاب ومفكرين من الوزن الثقيل.
رحم الله المختار العبدلاوي وغفر له وأثابه وألهم أهله الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.