أبوعلين: لا ينبغي الاكتفاء بـ”تحسين مكافأة الأئمة” بل يجب إلغاء “صيغة التكليف المفتوح”

23 أكتوبر 2024 16:59

هوية بريس – إبراهيم بَيدون

قال الإمام والقيم الديني سعيد أبوعلين، تعليقا على تصريحات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أول أمس بمجلس النواب حول رفع قيمة المكافآت والخدمات المقدمة لأسرة المساجد “لا ينبغي الاكتفاء بتحسين مكافأة الأئمة بل يجب إلغاء صيغة العمل بالتكليف المفتوح وتعويضه بما يتناسب مع القوانين المعمول بها لضمان استقرار الأئمة”.

القيم الديني المهتم بشؤون القيمين الدينيين، ذكر في اتصال معه أن “الأئمة عموما وخاصة المهتمين منهم، يشتكون من أسئلة السياسيين في البرلمان، والتي تكون دائما بصيغة العموم المخل “نسائلكم السيد الوزير عن التدابير لتحسين أحوال القيمين الدينيين“، ثم يجابون بنفس الشريط والكلام دائما والذي ليست فيه أية إضافة، ثم حتى في تعقيباتهم لا يجيدونها، لأنهم دائما يتحدثون عن العموميات “تحسين” “أوضاع“، أو المساءلة عن جزئيات بسيطة مثل السؤال عن مسجد أغلق وغيرها.. ويتجنبون تفاصيل مهمة هي المشكلة عند الأئمة”.

وتوضيحا لذلك، قال أبوعلين “مثلا عندما يتكلمون عن تحسين الوضعية أو رفع وزيادة المكافأة، هذا نثمنه وهي مساعي حثيثة باستمرار، ولكن دائما تلاحق مستوى الحد الأدنى للأجور في المغرب، ما يعني أن الأئمة لن تتجاوز مكافأتهم هذا السقف، سوى حالات استثنائية، فقد تجد أحدهم أسندت إليه مهام متعددة يتلقى أجورا خيالية (مستفيدا من الريع)، أنا أتكلم عن عموم الأئمة”، مردفا “ثم هذه المكافآت ماذا قدمت لنا؟ أعطتنا مكافآت غير مستقرة، الطابع الذي يغلب عليها هو الصدقات، والدليل على ذلك عندنا أئمة اشتغلوا في المساجد 10 سنوات أو 15 سنة أو 20 سنة بل بعضهم 25 سنة، اضطروا لظروف معينة الانتقال من مسجد إلى مسجد آخر -وهذا من طبيعة العمل في المساجد-، فهم في فترة البحث عن مسجد بديل ولم يكتب لهم أن يجدوا هذا المسجد الجديد لعدم توفقهم في الحصول على التأهيل، وجدوا أنفسهم في بطالة دون مسجد، وانقطعت عليهم تلك المكافأة وتلك الخدمات، بل تعتبر الأوقاف نفسها غير معنية بهم، لأنهم خارج المساجد، ومنهم من امتدت به هذه البطالة لسنوات، 4 سنوات أو 5 سنوات أو شهورا وهكذا؛ ونقدر أعداد الذين توقفت مكافآتهم حاليا بما لا يقل عن 300 إمام باحث عن مسجد بديل.

وتوقفت عنه المكافأة وتوقف انخراطه في مؤسسة النهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين وتوقف دفع واجب الانخراط في الضمان الاجتماعي”.

وتابع أبوعلين “بمعنى أن هذه المكافأة لا معنى لها زيادة أو نقصانا ما دامت لم تؤطر بضابط قانوني يكفل استقرار الإمام، فليست مشكلتنا زيادة أو نقصان المكافأة، فالأئمة لا يشتكون من الجوع، وآية “إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ“، نرى أن معناها نزل فينا، فالإمام لا يجوع ولا يعرى، ولكن نحن نتكلم عن الاستقرار النفسي، والاستقرار العائلي، الذي يوفر لنا الظروف الجيدة للدعوة إلى الله وللقيام والاضطلاع بمهام المساجد الكثيرة والكثيرة جدا”.

اقرأ أيضا: التوفيق يتحدث عن مكافآت القيمين الدينيين

وأكد أبوعلين، أنه “ما دام يوجد العمل بالتكليف المفتوح بهاته الصيغة التي ابتدعوها تبقى في المساجد، وهي المعني بها 90 في المائة من الأئمة إذا أزلت الأئمة المرشدين والأئمة المتعاقدين، فهؤلاء 90% من الأئمة كلهم يشتغلون بالتكليف المفتوح”، مردفا “وهذا التكليف لا يقول به أي قانون، لا قانون ولا مدونة الشغل، ولا قانون الوظيفة العمومية.. ابتدعوه ونزلوه على المشتغلين مع وزارة الأوقاف، وهو ما يتسبب في هذا الاضطراب الموجود عند الأئمة، لأنه إذا خرج إمام من مسجد وأراد الانتقال لمسجد آخر.. لابد أن يتوقف عنه كل ما ذكرناه؛ أقل القليل يتوقف عاما أو 10 شهور أو 8 شهور، وترى الوزارة أنها في حلٍّ من أمرها وغير معنية بهذا الذي هو خارج المسجد”.

لماذا؟ يجيب أبوعلين “لأن جميع المكافآت يحصل عليها الأئمة من خلال الرمز المعلوماتي للمساجد، كأن الأوقاف تقول لك: “حنا كنخلصوا الحيوط ديال الجامع”، ما دام أنت وسطهم ستحصل على هاته المكافأة ما دمت خارجها لسبب من الأسباب فأنت غير معني”.

وتعليقا على كلام أحمد التوفيق في مجلس النواب عن استفادة الأئمة من التغطية الصحية، قال أبوعلين متسائلا “ثم الحديث عن أن الأئمة ألحقوا بالضمان الاجتماعي، بأية وضعية؟

وضعية الأئمة في صندوق الضمان الاجتماعي خير منه وضعية العاملات في الضيعات الفلاحية -مع احترامي لهن لأنهن يبذلن جهدا لكسب الحلال-، لأنهن على الأقل صاحب الضيعة تكلف بهن، أما نحن الأئمة فبحثوا عن صيغة من الصيغ وألحقونا بالضمان الاجتماعي مستغلين الهالة الإعلامية من أن الأئمة انخرطوا في الضمان الاجتماعي، لكن عندما تبحث في حقيقة تموضعنا في أولويات وسلالم الضمان الاجتماعي، وجدنا أنفسنا غير أجراء، بل مثلنا مثل الحرفيين الأحرار، فقط لتغطي الأوقاف عن هشاشة الصيغة المعتمدة التشغيل بالتكليف المفتوح صارت هي من تدفع لك، بدل أن تدفع أنت الانخراط، لكن بمجرد أن لا تبقى في المسجد تتوقف عن دفع الانخراط لصالحك.

وهو أيضا ما يجعل التقاعد الذي تتحدث عنه الوزارة غامضا على اعتبار تعليق المكافأة و الانخراط بين الحين والآخر للكثيرين”.

ثم هؤلاء البرلمانيين (الذين يطرحون الأسئلة على وزير الأوقاف)، حسب أبوعلين “لا يطالعون ولا يعرفون القضية جيدا، ربما يحصلون على هاته العموميات من الوزارة، ونحن نثمن أية مبادرة جيدة، ولكن ما يكون فقط للاستعراض الإعلامي والبروباغندا، فلا يمكن أن نقبله”.

كما ذكر القيم الديني أبو علين “ندرس إن شاء الله كيفية إحاطة الفرق النيابية بالبرلمان بتفاصيل هذه الإشكالات حتى يتسنى لهم طرح الأسئلة على وزارة الأوقاف والتعقيب عليها بشكل يخرج الأسئلة والإجابة عليها عن طبيعية العموميات المتفق عليها وإغفال التفاصيل القاتلة”.

اقرأ أيضا: ما هي أسباب توقيف الخطباء في المغرب؟!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M