ملتمس إلى الأستاذ عبد اللطيف وهبي
هوية بريس – يونس فنيش
كثير من الناس يتمنون العمل ب”العفو عند المقدرة” للإرتقاء بأنفسهم روحيا أو لرفع مقامهم عند الله، ولكنهم لا يتوفرون على المقدرة. و ها أنت اليوم، أستاذ عبد اللطيف وهبي، و بفضل من الله، لك القدرة على الدفاع عن نفسك و رد كل إساءة وجهت إليك، إما عن خطأ، أو عن غير معرفة، أو عن تسرع غير متزن، أو كيفما كان السبب، نظرا لكفاءتك كمحامي، و موهبتك، و ضبطك لفصول القانون الواسع العريض، بحكم تكوينك و تجربتك.
أستاذ عبد اللطيف وهبي، لقد تقدمت بشكاية إلى القضاء، و هذا حقك المشروع، و القضاء قال كلمته في المرحلة الإبتدائية و قرر عقوبة السجن في حق من أخطأ في حقك. و لقد نزل الحكم ليس على الصحفي-اليوتوبر وحده بل على أطفاله أيضا…
أستاذ عبد اللطيف وهبي، هذه فرصتك للعفو عند المقدرة، و لقد جعلك الله في هذه النازلة في مرتبة القدرة عن العفو، إن أردت، و ذلك عبر إمكانية سحب شكايتك، ولك واسع النظر طبعا، الآن و قد تمكنت من إظهار مظلوميتك في هذه القضية أمام الملأ، و خاصة أمام الصحفي-اليوتوبر حميد المهداوي الذي يؤمن بأن الأحكام القضائية عنوان الحقيقة حيث كثيرا ما يؤكد ذلك في فيديوهاته.
صحيح أننا نعيش اليوم في زمن أصبحت فيه ظاهرة “الصحافة اليوتوبرية شبه “سلطة خامسة” قد تتغول في بعض الأحيان لأنها ليست مقننة، و لا يكفي أن لا تكون كذلك في البلدان الغربية لكي لا نسارع لتقنينها، لأن بلدنا الحبيب و مجتمعنا له خصوصياته و أخلاقه التي لا يجب تجاوزها.
و صحيح أيضا أن “الأدسنس” أصبح يتحكم في لاشعور أو في لاوعي بعض اليوتوبرز الذين قد يفتنون إلى حد تجاوز كل الحدود بغية تحقيق ربح مادي عبر مجرد “الثرثرة”، بسبب أو بلا سبب، لإرضاء متفرجين يسعون فقط لتجزية الوقت و لرفع نسبة المشاهدات، و ها هي الفرصة متاحة لك أستاذ عبد اللطيف وهبي من أجل العمل على صياغة قانون خاص ينظم “مهنة” “الصحافة-اليوتوبرية” الجديدة، إن صح التعبير، حتى لا تتحول إلى وسيلة ابتزاز مغلف بالدفاع عن قضايا الناس بمقابل مادي في إطار عشوائية رهيبة مخيفة و ما إلى ذلك، لا قدر الله.
أستاذ عبد اللطيف وهبي، إنني كمواطن بسيط أعلم أن معالجة ظاهرة “الصحافة-اليوتوبرية” ليست بالأمر الهين، ولكنني متأكد أنك كوزير للعدل، و نظرا لكفاءتك كرجل قانون، تستطيع القيام بهذه المهمة الصعبة عبر فتح حوار وطني ثم إنجاز مشروع قانون متكامل خاص باليوتوبرز، بصفة عامة.
و قبل ذلك، و من أجل طي “صفحة يوتوبرية سوداء” و فتح صفحة بيضاء، ألتمس منك، أستاذ عبد اللطيف وهبي، العفو عن الصحفي-اليوتوبر حميد المهداوي عبر التنازل عن شكايتك نظرا لقدرتك على ذلك، و من أجل إسعاد أطفال حميد المهداوي الصغار، و إدخال الفرحة عليهم و إسعادهم عبر إنقاذ أبيهم من السجن… من فضلك.
العفو عند المقدرة، ثم قانون خاص باليوتوبرز، فصفحة ناصعة البياض. و مع أجمل تحياتي. و الله أعلم.