تدنيس للمصحف في أماكن النجاسة.. أستاذ للشريعة يدخل على الخط
هوية بريس – عابد عبد المنعم
بين الفينة والأخرى يتم تداول أخبار حول تدنيس المصحف الشريف من طرف بعض المتطرفين، الذين يصنفون تارة ضمن السحرة والمشعوذين، وتارة أخرى ضمن من يكن العداء لهذا الدين.
ومؤخرا تم تداول أخبار بتدنيس المصحف بشكل مستمر داخل مرحاض بأحد المساجد بمدينة إنزكان، وبغض النظر عن صحة الخبر من عدمه، فإن كل من تسول له نفسه الإقدام على هذا الفعل القبيح يتعن بحقه أن يعلم أمورا مهمة.
وهي أن تكريم القرآن الكريم وتشريفه وتعظيمه من أساسيات دين الإسلام؛ وهو أمر لا يناقش فيه المسلم؛ بل كل المسلمين بفطرتهم السليمة مجمعون على هذا الأمر؛ قال سبحانه: (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
وقد بلغ حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر لدرجة نهيه عن حمل المصحف إلى بلاد غير المسلمين؛ مخافة أن يلحقه الأذى؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهَى أن يسافرَ بالقرآنِ إلى أرضِ العدوِّ مخافةَ أن ينالَه العدوُّ)؛ رواه مسلم؛ قال الإمام الزرقاني في شرح الموطأ: (قال ابن عبد البر: أجمع الفقهاء أن لا يسافر بالمصحف في السرايا والعسكر لصغير المخوف عليه وفي التكبير المأمون خلاف فمنع مالك أيضا مطلقا .
وفصل أبو حنيفة وأدار الشافعي الكراهة مع الخوف وجودا وعدما واستدل به على منع بيع المصحف من الكافر للعلة المذكورة فيه وهو التمكن من استهانته، ولا خلاف في تحريم ذلك).
وفي هذا الصدد قال د.يوسف فوزري بأن كل من قصد إهانة المصحف باللفظ كالاستهزاء أو السب والشتم أو التنقيص من قيمته أو التكذيب به؛ أو قصد إهانته بالفعل كرميه في القاذورات أو رميه بالنجاسات؛ فكل هذا كفر مخرج من الملة والعياذ بالله.
وأضاف أستاذ الشريعة بجامع ابن زهر بأكادير “للأسف نسمع من الفينة إلى الأخرى عن حوادث مفجعة في بلاد المسلمين عن تدنيس للمصحف الشريف في أماكن النجاسة؛ والواقعون في هذا الجرم إما هم من المرضى النفسانيين؛ أو من السحرة المشعوذين؛ أو من الكفرة الملحدين.
فأما المرضى فهم حالة شاذة مرفوع عنها القلم؛ الواجب على الأمة القيام بواجبها الكفائي في علاجهم؛ والعناية بهم.
وأما السحرة؛ فهم كفرة؛ خرجوا من الملة؛ فالواجب على السلطات الأمنية محاربتهم؛ وكف شرهم عن المجتمع؛ إذ إن هذه الممارسات الكفرية وسيلة لكسب مهارة السحر والشعوذة؛ وهي المقصودة هنا من هذا السلوك الشنيع في تدنيس المصحف.
وأما الكفرة من الملحدين فهم أيضا من المجرمين الذين يحاولون بهذه الأفعال الشنيعة إهانة المقدسات الإسلامية؛ إمعانا منهم في كره الإسلام والمسلمين”.
فالواجب على الدولة والمجتمع والعلماء والوعاظ والخطباء والدعاة تحذير الناس من خطورة الاستهانة بقداسة المصحف الشريف؛ وعلى الدولة ممثلة في مصالح الأمن ورجال السلطة الضرب بقوة على يد كل من تسول له نفسه الإقدام على هذا الفعل المقزز؛ وبالله التوفيق.