الريسوني: المغرب قلعة إسلامية تواجه معركة اجتثاث كبرى.. فما أنتم فاعلون؟!

هوية بريس – متابعات
أكد العالم المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني أن التحدي الأكبر المطروح اليوم على عاتق المؤمنين بقيم الأسرة، هو تقديم نموذج ناجح وعملي لهذه المؤسسة المحورية، معتبراً أن الحركات الإسلامية والعلماء والدعاة مدعوون إلى تقليص تركيزهم على مواضيع العقائد والعبادات، لصالح تعزيز خطاب ينهض بالأسرة ويدافع عنها في ظل التهديدات المتزايدة.
📚 كلمة ختامية في ندوة فكرية حول كتابه الجديد
جاء هذا التصريح خلال الكلمة الختامية التي ألقاها الفقيه المقاصدي ضمن ندوة علمية نظّمها مركز المقاصد للدراسات والبحوث، يوم السبت الماضي 5 يوليوز 2025، بمركز التكوين بحي المحيط في الرباط، حول كتابه الجديد “التمييز البناء بين الرجال والنساء”.
✳️ تآكل بنية الأسرة خطر داهم..
وقال الريسوني إن التحديات التي تواجه الأسرة اليوم تتجاوز بكثير التحديات المرتبطة بالفرائض مثل الصلاة، الصيام، الزكاة والحج، مشيرًا إلى أن المغاربة يلتزمون بهذه الفرائض بدرجة عالية، لكنهم يواجهون خطرًا أكبر يتمثل في تآكل بنية الأسرة تحت ضغط الأفكار والتيارات الوافدة.
🧭 الكتاب امتدادٌ لمعركة فكرية عالمية
وأوضح أن كتابه الجديد لا يأتي في سياق معرفي منعزل، بل هو امتداد لما أسماه بـ”المعركة الكبرى” التي يعيشها العالم الإسلامي عمومًا، والمغرب خصوصًا، ضد موجة اللادينية والتفكيك القيمي، مستحضرًا في هذا الصدد مرجعًا آخر هو كتاب الدكتور إدريس الكتاني “المغرب المسلم ضد اللادينية”.
⚔️ المغرب في قلب الصراع الثقافي العالمي
وشدد الريسوني على أن المغرب لطالما لعب دورًا محوريًا في نشر الإسلام في إفريقيا وأوروبا، وكان منارة حضارية وإنتاجية علمية متميزة، لكنه أصبح أيضًا هدفًا مباشرًا لهجمات فكرية وثقافية تهدف إلى تقويض هويته.
📌 من “البزوغ” إلى “النبوغ”: المغرب حاضر بقوة
وأضاف أن “البزوغ يأتي من المشرق، لكن المغرب يبصمه بالنبوغ”، مستلهمًا عبارته من كتاب العلامة عبد الله كنون “النبوغ المغربي في الأدب العربي”، مؤكدًا أن هذا النبوغ لا يقتصر على الأدب فقط، بل يمتد إلى كافة ميادين الإبداع والفكر.
🛡 معركة الأسرة.. معركة وجودية
الريسوني وصف الصراع القيمي حول الأسرة بـ”المعركة الثقافية الفكرية الكبرى“، مشبهًا إياها من حيث الأهمية، بالمعارك الميدانية مثل معركة غزة أو الضفة الغربية، معتبرًا أن الأمر لا يتعلق بخلاف فكري بسيط، بل بمحاولة اجتثاث الجذور والأسس التي تقوم عليها المجتمعات الإسلامية.
❓ تساؤلات حارقة حول مسؤولية المؤمنين بالأسرة
وفي ختام كلمته، وجه الريسوني تساؤلات جوهرية للمؤمنين بالأسرة:
-
ما هو النموذج الذي نقدمه للعالم؟
-
هل نحن قادرون فعلاً على بناء الأسرة التي نؤمن بها؟
-
كيف نترجم هذا الإيمان إلى واقع عملي؟
وختم بدعوة ملحة إلى ضرورة تقديم نموذج متكامل للأسرة، معتبراً أن “هذا هو التحدي الأكبر في زمن التحولات القيمية الكبرى”.



