مسيرات ضخمة لأنصار الإسلام في بنغلاديش رفضًا للعلمانية والإقصاء

هوية بريس – متابعات

شهدت العاصمة البنغالية دكا، اليوم السبت، مسيرات حاشدة نظمها مئات الآلاف من أنصار “الجماعة الإسلامية”، كبرى الأحزاب الإسلامية في البلاد، وذلك في مشهد يعكس الوعي الشعبي المتزايد بضرورة التمسك بالهوية الإسلامية لبنغلاديش، ورفض محاولات تهميش القوى الملتزمة بالدفاع عن قيم الدين والأمة.

ويأتي هذا الحراك الشعبي في سياق التحضير للانتخابات المقبلة، المقرر مبدئياً تنظيمها في أبريل 2025، بحسب ما أعلنت عنه الحكومة المؤقتة. غير أنها لم تستبعد إمكانية تقديم الموعد إلى فبراير 2026، استجابة لضغوط من بعض القوى السياسية المعارضة، وفي مقدمتها الحزب الوطني البنغلاديشي.

وكانت “الجماعة الإسلامية”، التي ظلت ثابتة في مواقفها منذ تأسيسها، قد أعلنت عزمها على حشد مليون مشارك في هذه المسيرات، تأكيداً لمكانتها الوازنة في المشهد السياسي، وللتعبير عن رفضها للإقصاء والتضييق الذي طالها في عهد رئيسة الوزراء السابقة، الشيخة حسينة، والتي فرت إلى الهند بعد سقوط حكمها في احتجاجات قادها طلاب غاضبون العام الماضي.

ومنذ تولي الشيخة حسينة السلطة عام 2009، واجهت “الجماعة الإسلامية” حملة شرسة استهدفت رموزها، حيث تم الحكم بالإعدام أو السجن على عدد من قادتها بتهم تتعلق بفترة حرب الاستقلال سنة 1971، في محاكمات وُصفت من طرف عدد من المراقبين بأنها مسيسة، وافتقدت إلى شروط العدالة والنزاهة، ما خلّف جراحاً غائرة في صفوف الحركة الإسلامية وعموم الأمة البنغالية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه بنغلاديش مرحلة انتقالية دقيقة، تتطلب من جميع القوى الحية، وفي طليعتها التيار الإسلامي، أن تبقى يقظة وحاضرة في الميدان، للدفاع عن القيم والمبادئ، والمساهمة في رسم مستقبل البلاد بعيداً عن الهيمنة العلمانية أو التدخلات الخارجية.