الإسلام ليس معادلات رياضية معقدة

هوية بريس – احسان الفقيه
الإسلام ليس معادلات رياضية معقدة، ولا ألغازًا غامضة تحتاج إلى فكّ شيفراتها، ولا هو طلاسم فلسفية تستهلك العمر في الجدل والمُماحكات…
إنما هو نور يُشرق في القلب، وفطرة تستيقظ في الروح، وسلوك يُترجم في الواقع…
لقد لخّص رسول الله ﷺ الدين كلّه في كلمتين جامعتين: «قل لا إله إلا الله ثم استقم» [رواه مسلم].
كلمة التوحيد هي المفتاح، والاستقامة هي الباب…
ومن دخل الباب نجا، ومن أعرض عنه ضلّ وتاه…
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا﴾ [فصلت:30].
لم يطلب الله من عباده تعقيدًا ولا فلسفة، بل طلب كلمة صادقة وعملًا مستقيمًا.
الإسلام هو العودة إلى الفطرة: أن تُحب الخير، وتُبغض الظلم، وتأنف من الخيانة. قال ﷺ: «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق» [رواه أحمد].
فالدين ليس إلا تجسيدًا عمليًا للعدل والرحمة والصدق والأمانة، تلك القيم التي يعرفها كل إنسان بفطرته قبل أن يُمليها عليه قانون أو فتوى.
ولذلك قال بعض السلف: “الدين ليس بكثرة الرواية، ولكن الدين خشية الله”؛
أي إن جوهر الإسلام ليس في تراكم الأقوال بل في صدق الحال.
الإسلام بحر عذب، من شرب منه ارتوى، ومن ابتغى دونه الهلاك عطش…
هو شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تثمر حبًّا للناس، ورحمةً للضعفاء، وعدلًا مع الأعداء قبل الأصدقاء.
إنه ليس ثوبًا نرتديه في المواسم ثم نخلعه، ولا شعارًا نعلقه على الجدران، بل هو حياة تُعاش؛ أن ترى الله في كل خطوة، وتسمع نداه في ضميرك، فتعمل للناس بما تحب أن يُعمل لك.
الإسلام هو البساطة في التوحيد، والجدّ في الاستقامة، والسموّ في الأخلاق…
هو أن تعيش على الفطرة النقية التي جُبلت عليها،
وتُترجمها سلوكًا : “أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك”، وأن تكره له ما تكره لنفسك…
فليس الإسلام في كثرة الأقوال، وإنما في صدق الأفعال…
وليس في الجدل العقيم، وإنما في العمل القويم…
هو دين السلام والرحمة، ودين العدل والفطرة، ودين القلوب العامرة بحب الله والناس…



