وزير سابق: وجود 5000 مدرسة بدون ماء يشكل كارثة وطنية بكل المقاييس

هوية بريس-متابعات

قال الدكتور خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والخبير في قضايا التربية والتكوين، إن تصريح وزير التجهيز والماء نزار بركة بشأن وجود 5000 مدرسة بدون ماء يشكل كارثة وطنية بكل المقاييس، ويكشف عن عمق أزمة تدبير البنيات التحتية للمؤسسات التعليمية بالمغرب.

وأوضح الصمدي في منشور له أن ما ورد على لسان الوزير في برنامج حواري مع الشباب على القناة الثانية، حول غياب الماء في آلاف المدارس، يسلط الضوء على أحد الأسباب الخفية للهدر المدرسي، مؤكداً أن تلميذاً لا يمكنه أن يدرس وهو محتقن، في غياب الماء والنظافة والمرافق الصحية الأساسية.

وأضاف المتحدث أن هذه الأرقام صادمة، خصوصاً إذا علمنا أن عدد المدارس بالمغرب يقارب 12 ألف مؤسسة، ما يعني أن نصفها تقريباً يفتقر إلى الماء والمرافق الصحية. واعتبر الصمدي أن هذه الوضعية، إن صحت الأرقام، تستدعي إعلان حالة استنفار وطني، داعياً وزارة التربية الوطنية إلى توضيح المعطيات بشكل عاجل ودقيق.

وانتقد الصمدي بشدة صمت الحكومة تجاه هذا الواقع، متسائلاً عما إذا كان الوزير نزار بركة قد أبلغ رئيس الحكومة بهذا المعطى الخطير باعتباره رئيساً للجنة الوطنية لتتبع إصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والتي “لم تعقد أي اجتماع إلى حدود الساعة”، وفق تعبيره. وأضاف: “إن كان الوزير قد نبه الحكومة ولم تتحرك فالمصيبة عظيمة، وإن لم يفعل إلا بعد الاحتجاجات فالخطب أفدح”.

وتساءل الصمدي: “كيف يمكن الحديث عن جودة التعليم وإصلاح المناهج والمدرسة الرائدة والتعليم الصريح والتقويم والإدماج الرقمي، في وقت لا يجد فيه التلاميذ ماءً يشربونه أو مرافق تحافظ على كرامتهم؟”، معتبراً أن رفع ميزانية التعليم إلى 85 مليار درهم لا معنى له إذا غابت أبسط شروط التمدرس الكريم.

وختم الصمدي تصريحه بالتأكيد على أن ما يجري هو “إفلاس في نموذج تدبير المنظومة التعليمية”، داعياً إلى القطع معه نهائياً لصالح نموذج جديد قائم على تدبير القرب، كما ينص على ذلك القانون، “لضمان فضاءات مدرسية تحفظ كرامة التلميذ أولاً، قبل أي حديث عن الإصلاح”.