فريد الأنصاري.. من بقية الذكرى

07 نوفمبر 2025 23:15
فيديو.. سحر الإعلام المعاصر - الشيخ فريد الأنصاري -رحمه الله-

هوية بريس – د.ميمون نكاز

مما أذكره من الوقائع بمناسبة ذكرى وفاة أخينا فريد الأنصاري رحمة الله عليه، أننا التقينا في أحد معارض الكتاب بالدار البيضاء قبل وفاته ببضع سنين، تبادلنا أطراف الحديث في أحد أروقة المعرض حول “قطبية الوحي” و”مركزية القرآن الكريم” في “رفع قواعد التحضر الإسلامي”، فكان مما استحضرته حينها من نصوص الوحي الشريف في سياق بيان أثر الكتاب في “إخراج الإنسان” وتشكيل “هوية وجوده” قوله تعالى في سورة الرعد:

﴿وَلَوۡ أَنَّ قُرۡءَانًا سُیِّرَتۡ بِهِ ٱلۡجِبَالُ أَوۡ قُطِّعَتۡ بِهِ ٱلۡأَرۡضُ أَوۡ كُلِّمَ بِهِ ٱلۡمَوۡتَىٰۗ بَل لِّلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ جَمِیعًاۗ أَفَلَمۡ یَا۟یۡـَٔسِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن لَّوۡ یَشَاۤءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِیعًاۗ}[الرعد31]، تكلمت عن إفادة النص من سياقه بيان آثار “”سلطان الوحي” على الوجود، حيث لو “سُيِّرَت به الجبال لسارت”، ولو “قُطِّعَتْ به الأرضُ لتقطعت”، ولو “كُلِّمَ به الموتى لتكلموا”، فكيف لا يترك معقباته الأثرية في “الإنسان الكائن الحي”؟ ذلك يعني أن الإنسان الذي لا يثيره الوحي ولا يخضع لسلطانه، هو أشد عنادا وتشبثا بمواقع الضلال من الجبال بمواقعها، إذ أنها لو سُيِّرَت بالوحي لسارت، وهو أشد قساوة وتصلبا في ضلاله وصدوده وكُفرَانِه من الأرض في صلابتها وشدة تماسك أقطاعها، إذ لو قُطِّعَت به لتقطعت، وَلَهُوَ أَمْوَتُ من الموتى في مواتهم، إذ لو كُلِّموا به لتكلموا… ثم ختمت كلامي معلقا على قوله تعالى: {أَفَلَمۡ یَا۟یۡـَٔسِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَن لَّوۡ یَشَاۤءُ ٱللَّهُ لَهَدَى ٱلنَّاسَ جَمِیعًاۗ} بالقول: لا تبتلى هذه الأمة بآفة اليأس من هداية الناس إلا عندما تفقد “بوصلة الوحي”، ما إن أتممت حديثي حتى قام إِلَيَّ مِنْ على كرسيِّه ليعانقني… كانت تربطني به على تباعد في المساكن “خُلّةُ الوحي الشريف” و”صحبة الكتاب المنير”، رحمة الله عليه…

ومما أذكره عنه وَلَهُ أن الجامعة -عبر الشعبة التي كان يرأسها في حينه- نظمت ندوة حول “الاجتهاد والتجديد” (لا أذكر سنة ذلك)، فأصر إصرارا شديدا على مشاركتي فيها رغم اعتذاري، متعللا ببعض الأشغال الأخرى، وألمح إلي أنه يريد -راجيا ذلك مني- أن أشارك في جلسة سيشارك فيها الأستاذ الدكتور فاروق حمادة حفظه الله تعالى ويسر أمرنا وأمره، فما كان مني إلا أن نسخت بعض الأشغال لألبي رجاءه وأمنيته، كانت ندوة مباركة مشهودة، ولعل بعض الذين شاركوا أو حضروا في تلك الندوة يذكرون ذلك…

رحم الله أخانا فريدا برحمته الواسعة وأجزل أجره وثوابه على ما قدم لأمته…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
12°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة