ندوة دولية حول التكامل المعرفي في العلوم الإسلامية والإنسانية والاجتماعية

ندوة دولية حول التكامل المعرفي في العلوم الإسلامية والإنسانية والاجتماعية
هوية بريس – متابعات
اختُتمت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس – فاس، يومي 19 و20 نونبر 2025، أشغال الندوة العلمية الدولية في موضوع التكامل المعرفي وامتداداته في العلوم الإسلامية والإنسانية والاجتماعية: المقاربات التأصيلية والدور الحضاري المنشود، والتي نظمها مختبر اللغات والإعلام والعلوم الشرعية بشراكة مع مركز نماء للدراسات والأبحاث بالرباط، وبدعم من رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله، ومجلس مقاطعة سايس، بمدينة فاس.
وقد شهدت الندوة حضورا نوعيا لنخبة من الأساتذة الباحثين من المغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، وتونس، وقطر، والسعودية، والسنغال، مما أضفى عليها بعدا علميا دوليا، وأتاح فضاء غنيا للنقاش والتداول حول قضايا التكامل بين العلوم، وأدواره الحضارية والمعرفية في السياقات المعاصرة.
وعلى هامش الندوة، نظمت مؤسسة نماء البحثية المعرض الجامعي السادس تحت شعار “الكتاب إلى قلب الجامعة“، وهو معرض يهدف إلى تعزيز حضور الكتاب الأكاديمي داخل الفضاء الجامعي.
تنوع الجلسات ومحاور المداخلات
توزعت أعمال الندوة على سبع جلسات علمية متتابعة إلى جانب الجلستين الافتتاحية والختامية، واشتملت على أربع وثلاثين مداخلة غطّت مختلف محاور التكامل المعرفي، من مداخل تأسيسية، وتأصيلات منهجية، ونماذج تراثية، وتطبيقات في الغرب الإسلامي، وصولا إلى آفاق التكامل المعرفي في ظل التحولات الرقمية وثورة الذكاء الاصطناعي.
وقد أبرزت الجلسات عمقا علميا واضحا في تناول الموضوع؛ إذ تناولت العروض إشكالات التجسير بين العلوم، وضرورات تجاوز العزلة التخصصية، ودور التكامل في بناء الوعي، وتطوير مناهج البحث، واستثمار التراث الإسلامي في تجديد المعرفة.
رهان علمي وحضاري
أكد التقرير التركيبي للندوة أن اختيار موضوع “التكامل المعرفي” لم يكن اعتباطا، بل جاء استجابة لحاجة علمية ملحة إلى إعادة وصل العلوم الإسلامية والإنسانية والاجتماعية ضمن رؤية معرفية شاملة تخدم مقاصد العلم وتحديات العصر. كما شدد التقرير على أن المقصود بالتكامل ليس إلغاء التخصص، بل ترشيده ليصبح منفتحا وقادرا على الإسهام في معالجة مشكلات الواقع بروح تعاون علمي.
نتائج وتوصيات
خلصت الندوة، بناء على المداخلات والنقاشات واستنادا إلى استمارات المقترحات، إلى جملة من التوصيات أبرزها:
- التأكيد على أن التكامل المعرفي يمثل الإطار الأنسب لتقريب العلوم وتنزيل نتائجها، وضرورة ربط التخصصات الجامعية بالمنظور الكلي للمعرفة.
- الدعوة إلى إعداد دليل مرجعي للتكامل يتضمن الضوابط والمعايير المنظمة له، قصد اعتماده في المؤسسات البحثية.
- دعم البحوث التي تدرس العلاقة بين العلوم الشرعية والإنسانية وتعزز رؤية معرفية متوازنة.
- تطوير وحدات جامعية مشتركة تعنى بالتداخل المعرفي، وإدراجها ضمن البرامج الدراسية لجميع التخصصات.
- اقتراح إحداث مسلك للماستر متخصص في التكامل المعرفي.
- تنظيم دورات تكوينية لطلبة الدراسات الإسلامية في مجالات العلوم الإنسانية والفلسفة.
- تعزيز التغطية الإعلامية للفعاليات المتعلقة بالتكامل المعرفي لضمان إشعاع أوسع للمخرجات.
- نشر أعمال الندوة في كتاب محكم، وإتاحتها رقميا لتوسيع نطاق الاستفادة.
- جعل الندوة موعدا سنويا ثابتا لترسيخ تقاليد البحث العلمي في هذا الحقل.
اختتام الأشغال
أجمعت كلمات الجلسة الختامية على أهمية هذه الدورة العلمية وما قدّمته من إضافات منهجية ومعرفية في موضوع التكامل المعرفي، وعلى ضرورة استمرار هذا المشروع البحثي لما يحمله من إمكانات تجديدية تخدم الوعي الحضاري، وتعزز حضور المعرفة الإسلامية في سياق التحولات العالمية الراهنة.
كما عبّر المشاركون عن تقديرهم للجهود التنظيمية الكبيرة التي بذلتها اللجان العلمية والتنظيمية، والشركاء الداعمون، والطلبة والمتطوعون، مما مكّن من إخراج هذا المحفل العلمي في صورة تليق بمكانة الجامعة المغربية وبطموحاتها العلمية.



