المرزوقي الرئيس التونسي الأسبق: قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية يمهّد لإحياء الاتحاد المغاربي

هوية بريس- متابعات

أكد الرئيس التونسي الأسبق، الدكتور المنصف المرزوقي، أن المرحلة التي تمرّ منها المنطقة المغاربية اليوم تُعدّ «منعطفًا تاريخيًّا حاسمًا»، مشيرًا إلى أن القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء يشكّل «خطوة مفصلية تمهّد لفتح آفاق جديدة لإحياء مشروع الاتحاد المغاربي بعد عقود من الجمود».

المرزوقي، الذي حلّ ضيفًا على ندوة نظّمها حزب جبهة القوى الديمقراطية حول علاقات المغرب مع جيرانه، شدّد على أنه يحمل «أملًا كبيرًا» في أن يتفاعل الإخوة الجزائريون مع هذا القرار الأممي الذي «يعكس إرادة غالبية شعوب العالم، وينسجم مع تطلعات الشعوب المغاربية إلى إنهاء سياسات عطّلت for أكثر من نصف قرن مشروع الاندماج الإقليمي».

وأضاف أن اليد الممدودة التي عبّر عنها جلالة الملك محمد السادس «تفتح فرصة حقيقية للعودة إلى البناء المشترك»، معتبرًا أن الاتحاد المغاربي «بيتٌ بُنيت أسسه منذ عقود، لكن جدرانه لم تُستكمل بسبب الخلافات السياسية»، بينما شهدت مناطق كثيرة من العالم — في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية — اندماجًا اقتصاديًّا وسياسيًّا ناجحًا مكّن شعوبها من تحسين ظروفها.

وشدّد المرزوقي على أن «الصحراويين كانوا الأكثر تضررًا من استمرار هذا النزاع»، داعيًا إلى تمكينهم من العودة إلى أرضهم في إطار الحكم الذاتي كحلٍّ يضمن لهم «وطنًا صغيرًا ضمن وطن أوسع هو المملكة المغربية، ووطن كبير هو الاتحاد المغاربي».

وأكد الرئيس التونسي الأسبق أن «إعادة بناء الفضاء المغاربي مسؤولية مشتركة بين دول المنطقة وشعوبها»، مضيفًا: «أنا لا أمثّل دولة اليوم، بل أمثّل جزءًا من تطلعات الشعب التونسي والشعوب المغاربية التي تتوق إلى الوحدة، وأدعو المثقفين والقوى السياسية والاجتماعية إلى الدفع بقوة نحو هذا المسار».

من جهته، أوضح حزب جبهة القوى الديمقراطية أن هذه الندوة تأتي في سياق استلهام مضامين الخطاب الملكي ليوم 31 أكتوبر، والذي أبرز أهمية بناء رؤية مغاربية جديدة تقوم على سياسة اليد الممدودة وتعميق التعاون مع الجيران. وأكد الحزب أن النقاش المفتوح منذ 2021 حول مستقبل العلاقات المغاربية يمثّل «منصة لاختبار الأفكار وتطوير خطاب سياسي جديد قادر على تجاوز معيقات الماضي».

وختم المرزوقي مداخلته بالتأكيد على أن قرار مجلس الأمن الأخير «ليس مجرد محطة دبلوماسية، بل فرصة تاريخية لإعادة إطلاق مشروع الاتحاد المغاربي، واستعادة شعوب المنطقة لحقها في التنمية المستدامة والاستقرار والاندماج الاقتصادي».