ماذا نعني بالتصور الإسلامي؟

ماذا نعني بالتصور الإسلامي؟
هوية بريس – إبراهيم الناية
هل يمكن للإنسان المسلم أن يواجه مشاكل الحياة ومهمة الرسالة بدون تصور إسلامي ورؤية إسلامية واضحة؟ إن ما تعيشه البشرية اليوم من أزمات اجتماعية واقتصادية وما تعانيه من تمزق واكتئاب ومن انتشار الرذائل والأمراض النفسية والعصبية ومن تشفي الجهل والفقر والبؤس والحرمان ،ما هو إلا نتيجة اختيارات فكرية وعقائدية انتجها العقل البشري وتبناها البشر ظنًا منه أنه سيحيا تحت ظلال عناصر القوة والرحمة والعدل والسعادة ،ولكن للأسف النتائج المترتبة عن هذه الاختيارات ألقت بظلالها على حياة الناس وبذلك ظل الناس يتخبطون داخل حلقة مفرغة يبحثون عن الطمأنينة، يجربون هذه النظرية من أجل تحقيق مبتغاهم وعندما يئسوا منها ينتقلون إلى أخرى لعلهم يجدون ضالتهم وسكينتهم النفسية، واستقرارهم المجتمعي، وما يفتؤون أن يواجهوا ما هو أسوأ من الأول، وهكذا أصبح الإنسان يعيش داخل عالم تسوده الروح العدوانية والظلم والبؤس والشقاء، فاحتلال أراضي الشعوب وطمس حضارتهم واستعباد البشر واعتبارهم أشياء متحركة مما يسهل حيونتهم والسيطرة عليهم ،كل ذلك والبشر لا يقف وقفة تأمل ويسأل نفسه أين الخلاص؟ وقد يدل ذلك أن الفكر البشري لا يمكن أن يجلب السعادة للإنسان ,لأن الإنسان لم يكن خالقا لنفسه ولذلك لا يعرف طبيعته، فالذي خلق الإنسان ويعلم طبيعة ما خلق هو الذي له الحق أن يشرع للإنسان الذي خلقه، لأنه يعلم يقينا ما الطريق الذي إذا سلكه هذا الإنسان يكون سعيدا في حياته؟ ومن جهة أخرى ان النظرية البشرية يشوبها الجهل والنقص والضعف والهواء ،فهي تركز على جانب دون آخر ولا تنظر إلى الإنسان في شموليته وواقعيته وعلى أساس أنه يحتل موقعا مركزيا في الوجود ولكي يتحقق الخلاص ينبغي أن يخرج البشر من الحلقة المفرغة، وأن يعود إلى المنهج الإلهي الصادر عن العلم والكمال والقدرة والحكمة، هذا المنهج القائم على أساس إخراج البشر من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده دون سواه ومن ثم تحتاج البشرية إلى صياغة هيكلية قائمة على الإيمان والعلم ومستمدة كل منطلقاتها من رسالة السماء .ولكن هناك مسألة أساسية وهي رغم أن المجتمعات تدور في الحلقة المفرغة إلا أنها تقع تحت رؤية الموجهين العالميين الذين يسيطرون على مراكز التوجيه ويوهمون الناس بالتحرر والنمو والتغير ويعتقد الناس أنهم على حق ويستجيبون لآرائهم وتكون بعد ذلك الكارثة بعد فوات الأوان ،ويساعدهم في ذلك ضغط الواقع وما يحمله من تصورات قد تحدث الضعف عند بعض الناس ليتنازلوا عن كثير من مواقفهم ولذلك لا بد من العودة والرجوع إلى منهج الحق الإلهي الذي لا تشوبه شائبة، إذا أراد البشر تحقيق السعادة في حياتهم ولابد أيضا من التعرف على ثقافة الآخر فالشخص الذي درس الأفكار والتصورات المناقضة للإسلام واطلع على الإسلام هو الذي يدرك حقيقة الإسلام وعظمته ويدرك حقيقة النعمة التي يعيش عليها المسلم بخلاف الذي يتيه بين النظريات البشرية ولذلك قال عمر بن الخطاب ” ينقض الإسلام عروة عروة من نشأ في الإسلام ولم يعرف الجاهلية “ومن هنا طرحتُ موضوع التصور الإسلامي لأن الإنسان المسلم الذي يعيش وسط الآراء والتوجهات المتناقضة لا بد له من تصور إسلامي ومن رؤية واضحة لمواجهة مشاكل الحياة وقضايا الوجود المتعددة ولابد للمسلم من آلية تحليل إسلامي تمكنه من التعرف على كيفية التعامل مع التراث البشرية غير الإسلامي ولذلك إن موضوع التصور الإسلامي يعد من الموضوعات الأكثر أهمية، لأن المسلم لا يمكن أن يبقى يتخبط دون أن يكون له إطار واضح يسير عليه ويناقش كل القضايا من خلاله.
فلقد عاش الإنسان قبل الإسلام في التيه يتخبط وسط كم هائل من العقائد والعادات المدمرة لحقيقته، ولما جاء الإسلام أحدث ذلك الانقلاب الهائل والشامل في المفاهيم والتصورات التي كانت سائدة قبله ،ولفت نظر الإنسان إلى حقيقة وجوده ومركزه في الكون ودوره في الحياة ونقله من حالة الحيوانية إلى حالة الإنسانية ولذلك لم يعد الإنسان تائها بعد ربطه بخالق هذا الوجود .وإذا كان الأمر هكذا فكيف وقع المسلمون في غبش التصور وكيف فقدوا تلك الرؤية الإسلامية الصحيحة؟
إن اختلاط المسلمين بغيرهم من شعوب الأرض المختلفة الثقافات والعقائد كالفلسفة اليونانية وغيرها من المعتقدات التي وجدها المسلمون في البلاد التي فتحوها بالإضافة إلى تلك الأحداث التي وقعت بين المسلمين كل هذه الأمور وغيرها جعلت بعض المسلمين يدخلون في نقاشات مع غيرهم حول المسائل التي طرحت في المجتمع الإسلامي وإن كانت تلك المسائل تخالف في بنائها منطلقات التصور الإسلامي، وفي العصر الحديث ومع الانهزام النفسي والعقلي نتيجة معطيات متعددة وقع الكثير تحت تأثير الفكر الغربي الذي أفقدهم ذاتيتهم وكينونتهم وصاروا أدوات طيعة يفكرون بعقله وتصوره، كل هذا يحتم علينا أساسا توضيح مفهوم التصور الإسلامي وماذا نعني بمقوماته؟ وما الفرق بينهما؟ وإن كنت لا أريد الدخول في الحديث عن الخصائص لأن هناك كتبا في هذا المجال وإنما الهدف هو تبيان المفهوم والفرق بين التصور الإسلامي وبقية التصورات البشرية الأخرى، وإذا كان مفهوم التصور الإسلامي مرتبطا بالإسلام فينبغي توضيح الرؤية حول الإسلام أولا.
إن الإسلام منهج حياة للإنسان بكل تفاصيلها وجزئياتها وكلياتها يشمل التصور الاعتقادي الذي يحدد طبيعة الوجود ومكان الإنسان في هذا الوجود ويحدد غايته وينبثق عنه النظام الأخلاقي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ،ولذلك إن الإسلام ليس عقيدة وجدانية منعزلة تتمثل في مجرد الشعائر التعبدية بل هو نظام حياة مرتبط بواقع الحياة البشرية في كل مجالاتها والإسلام جاء لينشئ مجتمعا متميزا ويقود هذا المجتمع الإنساني إلى الخير والفضيلة، ويبعدها عن الشر والرذيلة، والإسلام هو الدين الوحيد الذي اختاره الله للناس ولا يقبل غيره منهم” إن الدين عند الله الإسلام” ويلزمهم بتصوره ومقوماته، ومن ثم تكون موازين الإسلام هي الإطار المرجعي الذي يعود إليه الناس في كل شؤون حياتهم، وهو أمر مستمر غير مرتبط بمكان أو زمان تاريخي معين، ولن يستقيم أمر الإنسان إلا بعد أن يجعل من الإسلام هو المنظم لكل تفاصيل حياته العامة والخاصة وكل علاقاته مع الآخرين، فالإسلام إذن مرتبط بواقع الحياة الإنسانية ولا يمكن أن يبقى حبيس مجال النظر تلوكه الألسن فقط ،والإسلام جاء ليحدث انقلابا في حياة البشر من حيث الاعتقاد والتصور والمفاهيم والمشاعر والشعائر، ثم ليحدث بعد ذلك واقعا جديدا مغايرا للحياة التي كانت عليها حياة البشر في الجاهلية بل إن الإسلام يؤسس كل أنظمته وتشريعاته على الاتصال بالله واستحضار رقابته ،فالفقه الإسلامي ليس منفصلا عن الشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية ليست منفصلة عن العقيدة الإسلامية ،والفقه والشريعة والعقيدة نظام للحياة كل لا يتجزأ أي التصور الإسلامي القائم على معرفة الله ،ولذلك إن الفقه وكل تقنيات النظام الإسلامي لا يمكن أن يفهم إلا في الاطار الشمولي للتصور الإسلامي ،لأن تلك الجزئيات المعالجة لحياة الإنسان وغيره مرتبطة بعضها ببعض في إطار الرؤية الإلهية لنظام الكون والحياة والإنسان.
وإذا كان الأمر هكذا فماذا نعني بالتصور الإسلامي ومقوماته؟ ولكن قبل الجواب عن مفهوم التصور الإسلامي يلزم أولا تحديد مقوماته: فمقومات التصور الإسلامي هي البحث عن القاعدة التي يقوم عليها نظام الحياة الإنسانية في أكمل صورة بل هو بحث عن الاصل الذي ينبثق منه هذا النظام . يقول صاحب كتاب مقومات التصور الإسلامي ” فمقومات التصور الإسلامي هي مجموعة الحقائق العقيدية الأساسية التي تنشئ في عقل المسلم وقلبه ذلك التصور الخاص للوجود وما وراءه من قدرة مبدعة وإرادة مدبرة وما يقوم بين هذا الوجود وهذه الإرادة من صلات وارتباطات”. فإذا كان هذا هو مفهوم المقومات فماذا نعني بالتصور الإسلامي؟
إن التصور الإسلامي هو الرؤية الإلهية للكون والحياة والإنسان يخاطب ذاتية الإنسان وكينونته بلغته الخاصة المتميزة عن كل الأساليب البشرية فهو جهاز مفاهيمي يتعلق برؤية الخالق وله مصطلحاته ومفاهمه وأسلوبه الذي يتماشى مع تلك الرؤية التي يتميز بها عن بقية الرؤى البشرية الأخرى. ولكن للأسف إن كثيرا من الذين لم يدرسوا التصور الإسلامي كرؤية مستقلة يخلطون بين مفاهيم الفكر الغربي والمفاهيم الإسلامية ،ولذلك ينبغي صياغة التصور الإسلامي في إطار مستقل يتلائم وخصوصيته الربانية التي تجعله يتميز عن بقية التصورات البشرية وفق الرؤية الشمولية التي تتحدث عن الكيان البشري ومن ثم إن وضوح الرؤية عند الإنسان المسلم مسألة أساسية وضرورية حتى تستقيم تحليلاته وتتميز مناقشاته لكي لا يقع في الخطأ الذي وقع فيه متفلسفة الإسلام وعلماء الكلام قديما ،حيث اختلطت رؤيتهم بمختلف التصورات وأصبحت اطروحاتهم عبارة عن أشلاء ممزقة وتصورات متناثرة لا تستطيع أن تقدم رؤية محددة للكون والحياة والإنسان ،والأمر لا يقف هنا بل إن كثير من المسلمين عندما يتصدون لدراسة التراث البشري انطلاقا من التصور الإسلامي فنلاحظ أنهم لا يتوفرون على آلية تحليل إسلامي يتعاملون من خلالها مع مختلف الإنتاجات الغير الإسلامية ولذلك ينبغي دراسة التراث البشري دراسة تاريخية دون الخلط بينه وبين الرؤية الإسلامية لبيان مختلف الإنحرافات التي وقع فيها الفكر البشري بمختلف تلاوينه وأطيافه، كما ينبغي تحديد الفرق بين التصور الإسلامي وغيره من التصورات الأخرى.
وإذا كان التصور الإسلامي قائما على التوحيد المطلق فقد تميزت طرق معالجته لكل القضايا الإنسانية التي نزل القرآن لتصحيح الرؤية حولها، ولذلك من أراد معرفة التصور الإسلامي فعليه أن يستمده من القرآن ذاته بعيدا عن النظريات البشرية الأخرى التي تنطلق من منطلقات ليست هي المنطلقات القرآنية: أي أن التصور الإسلامي لكي يستلهم لا بد من العيش داخل الآيات القرآنية والتفكر والتدبر في معانيها ومحاولة استحضار تلك اللحظات التي نزلت فيها تلك الآيات. إذن التصور الإسلامي هو الإطار العام للرؤية الإلهية للكون والحياة والإنسان أي المعايير والموازين التي خلق الله عليها الكون والحياة والإنسان ،ولذلك ان الدخول إلى هذا العالم الرحب يصبح الإنسان في إطار معرفي منظم ،فكل شيء في حياته يعود إلى نظام الخالق بكلياته وجزئياته، ولذلك إن كل جزئية من حياة الإنسان توضع في إطار هذا النظام الشامل لكل شيء، فالتصور الإسلامي يحدد العلاقة بين الإنسان المخلوق وبين الخالق المعبود ويحدد العلاقة بين هذا الإنسان وبين الأرض التي يعيش على ظهرها، والسماء التي يستظل بظلها، وبين كل المخلوقات التي خلقها الله على ظهر هذه الأرض بشراً كانت أم حيواناً ،أو أي كائن آخر، فالله خلق الإنسان، والإنسان خاضع للنواميس التي خضع لها الكون كله الذي خلقه الله، فالله سبحانه خلق الإنسان على تصوره وأنزل شريعة أو نظام تتلائم وطبيعة ذلك الخلق ،ولذلك إن التصور الإسلامي نظام شامل ورؤية عامة وضعه الخالق لكي ينظم الإنسان حياته وعلاقته مع الآخرين من خلالها فإذا كانت المقومات هي القاعدة الأساس، فإن التصور الإسلامي هو الميزان الذي وضعه الخالق لكل الكائنات من أجل السير عليه ،وهو بذلك تصور إلهي خلق الله الكون والحياة والإنسان وفقه، ومن ثم إن النظرية الإسلامية توحد بين الحق الذي يقوم عليه هذا الدين والحق الذي تقوم عليه السماوات والأرض ،وقد خُلق الإنسان على تلك الرؤية أو التصور وينبغي أن تسير حياته كذلك على تلك الرؤية لكي لا يقع في التناقض. ولذلك إن التصور الإسلامي جاء ليحدث واقعا جديدا وانقلابا هائلا في المفاهيم والتصورات والرؤى التي كانت سائدة عند العرب في الجاهلية. وهذا الواقع الجديد متميز بشكل أساسي عن مختلف ما تعيشه كل المجتمعات البشرية في واقعها. ويقوم التصور الإسلامي على إعلان عبودية الإنسان لله وحده بلا شريك، وهو بذلك يدعو إلى ميلاد حياة جديدة قائمة على إلغاء عبودية الإنسان للإنسان وإزالة عبودية الإنسان للأشياء والأحياء ولذلك يقول صاحب كتاب نحن والحضارة الغربية ” إن الحرية هي إخلاص العبودية لله، وكلما زاد الإنسان إخلاصا في العبودية زاد تحررا من كل مخلوق في الطبيعة” ولذلك ما يتميز به الواقع الذي أنشأه التصور الإسلامي هو حضور رقابة الخالق وقوانينه في كل تفاصيل حياة الإنسان وبذلك يحرر الإسلام الإنسان من العبودية لغير الله ومن سيطرة البشر ومن عبودية الإنسان لهواه.
إن التصور الإسلامي يهدف إلى التغيير الكلي للحياة البشرية وتصوراتها وقيمها وأوضاعها وقوانينها وتشكلاتها التنظيمية في كل حقل من حقول الحياة، لأن تغيير الواقع لا بد أن يسبقه إنشاء تصور جديد أنشأه الخالق .ولكن كيف للإنسان المسلم أن يكون كذلك بدون تصور وتحويله إلى حركة واقعية إيجابية؟ لأن المعرفة تأخذ مصداقيتها إذا تحولت إلى حركة تطبق في الواقع الاجتماعي ،ومن ثم إن التصور الإسلامي ينطلق منه دستور الحياة الواقعية للمسلمين، فالنظام الاجتماعي انبثق عن التصور الاعتقادي ولذلك إن الواقع الذي يعيشه الناس اليوم نشأ عن فساد التصور، ولذلك إن الحكم على أي تصور معين ينبغي النظر إلى نتائج تطبيقه في الواقع.
وإذا كان الأمر كذلك فيمكن التساؤل عن نتائج النظريات الفلسفية والاجتماعية والنفسية على الواقع الاجتماعي وما خلفته من آثار ؟ومن ثم لا بد من إبراز الفرق بين التصور الإسلامي للحياة البشرية وبين بقية التصورات البشرية الأخرى. فالتصور الإسلامي لا بد أن يلتصق بالواقع ولا يمكن أن يبقى أفكارا ترددها الألسنة وموضوعة في رفوف المكتبات، بل يهدف إلى إنشاء واقع جديد وفق المنهج الإلهي ،سيما أن التصور الإسلامي منسجم مع الفطرة البشرية، ولذلك ان الإسلام باعتباره منهجا إلهيا لا يمكن أن يلتقي مع النظريات البشرية في المنطلقات والأهداف .وقد يتقاطع مع بعض النظريات في بعض النقط لكنه يختلف معها في الأسس والمنطلقات.
إن الفرق بين منهج الإسلام وسائر المناهج البشرية الأخرى هو أن الناس في نظام الحياة الإسلامية يعبدون إلها واحدا يتلقون منه جميع تشريعاتهم وأنظمة حياتهم من القوانين وبقية التوجيهات المتعلقة بحياتهم، بينما سائر الأنظمة البشرية يعبدون آلهة متفرقة من هوى النفس وما يبرزه العقل البشري من رؤى وغير ذلك .ولذلك تنعكس هذه التصورات المتعددة على واقعهم النفسي وتفعل فعلها ،ولننظر إلى النظريات الاقتصادية الغربية وكيف ساهمت في تفقير الشعوب؟ وهناك ملاحظة لا بد من الإشارة إليها وهي عندما ابتعدت المجتمعات عن التصور الإسلامي للحياة ترتب عنه مباشرة إبتعاد واقع هذه المجتمعات عن النظام الإسلامي.
إن التصور الإسلامي يقر بأن هناك ارتباط وثيقا وتلازما ضروريا بين التصور الاعتقادي ومسألة النظام الاجتماعي. وبذلك ان النظام الاجتماعي بمختلف فروعه الاقتصادية والسياسية وغيرها هي جزء من الرؤية الشاملة لهذا الوجود. وعليه إن كل الأنظمة الاقتصادية والسياسية هي فرع من التصور الاعتقادي .ولذلك هناك تلازم وثيق بين طبيعة التصور الإسلامي والنظام الاجتماعي المنبثق عنه لأن العقيدة ضرورة تنظيمية، فعلى أساسها يبنى المجتمع وتتماسك عناصره وترتبط ويتصل آخره بأوله، ومن ثم جاء الإسلام لتحرير الإنسان من العبودية للبشر في المجال السياسي والاقتصادي وغير ذلك من المجالات.


