إصدار جديد لـ: “الطيب أكزول” عن التنظيم القضائي والتوثيق العدلي (من خلال وثائق تطوانية)  

إصدار جديد لـ: “الطيب أكزول” عن التنظيم القضائي والتوثيق العدلي (من خلال وثائق تطوانية)  

هوية بريس – د. يوسف الحزيمري

صدر حديثا عن منشورات باب الحكمة وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، الطبعة الأولى (2025م) لكتاب بعنوان: “التنظيم القضائي والتوثيق العدلي بشمال المغرب زمن الحماية والاستقلال –قضاة وعدول من خلال وثائق تطوانية-“، لمؤلفه الدكتور “الطيب أكزول” في الحجم المتوسط (24×17) في حدود 347 صفحة، وتصميم غلاف لأحمد البقالي.

والكتاب قدّم له الأستاذ القاضي “عبد النور الحضري” وراجعته الدكتورة “حسناء داود”، وتأتي أهمية هذا الكتاب حسب التقديم كونه: “لم يسبق إليه أحد من خلال المنهجية المتبعة وحجم المعلومات، يحس قارئه بشغف معرفي وفضول متجدد يشجعه على إتمام قراءته، لاحتوائه على وقائع وأحداث ذات صلة بمنطقة الشمال، سواء خلال عهد الحماية أو بعده. مواضيع قيمة اجتهد المؤلف في جمعها بطريقة احترافية بالرغم من تخصصه كأستاذ لمادة الفيزياء يهتم بأداء التطوير العلمي في كلية العلوم بتطوان”.

وعن سياق إصداره يقول مؤلفه: “حظيت الوثائق والرسوم العدلية منذ القدم إلى عصرنا هذا بكثير من الاهتمام، فهي مرآة الحياة اليومية للناس في معاملاتهم المختلفة في الزمان والمكان، حيث إنها تواكب الإنسان في مختلف مراحل حياته إلى وفاته وما بعدها، فتوثق معاملاته وتصون أعراضه وممتلكاته، بل إن الوثيقة العدلية تواكب حياة الإنسان قبل ولادته، وذلك من خلال ما يوصى له من الوصايا لفائدة الموجودين منهم ومن سيقدر وجودهم.

كما أن هذه الوثائق العدلية تعتبر من أهم المستندات التاريخية، لمن يريد البحث والكتابة في التاريخ المحلي والوطني، ففيها نجد الكثير من أسماء الأشخاص، والعائلات والأماكن. ومنها نعرف الكثير من التقاليد والعوائد، وما كان بين مختلف الطبقات من الاتصال والمعاملات والعلاقات كما نعرف منها أثمان العقارات والأشياء وقيمتها، ومختلف العملات المتداولة.

وقد توفر لعائلتنا كم هائل من هذه الوثائق العدلية، تم توارثها أباً عن جد على مدى ما يقرب من ثلاثة قرون. وبهدف حفظ هذه الذخيرة الوثائقية المهمة، وإتاحتها للعموم، تم وضعها محفوظة في مؤسسة أرشيف المغرب بالرباط. وموازاة مع هذه المبادرة، قمنا أيضاً، في إطار أبحاثنا التي نخصصها لتاريخ المجتمع التطواني، باستخراج نصوص أغلب هذه الوثائق العدلية وتقديمها في مؤلّف لتيسير استغلالها من لدن الباحثين والمهتمين. وقد سجلنا بكثير من الارتياح مبادرة مؤسسة أرشيف المغرب بنشرها هذا المؤلف في نهاية عام 2023 تحت عنوان “أرشيفات عائلية من تطوان (1725-1972)”.

وهذه الدراسة التي نعمل عليها حالياً، هي أيضاً من ثمار هذه الأبحاث، واستكمالاً للدراسات المخصصة لهذه الوثائق العدلية العائلية، فهي تسعى في النهاية إلى التعريف بالقضاة والعدول من خلال توقيعاتهم وأشكالهم الواردة في هذه الرسوم العدلية العائلية… وقد أثار انتباهنا [يقول المؤلف] منذ انطلاقة أبحاثنا بخصوص هذا الموضوع خلو الخزانات المحلية والوطنية من أعمال متعلقة بالقضاء والتوثيق العدلي بشمال المغرب خلال عهد الحماية”.

واشتمل الكتاب حسب تصميمه العام بعد التقديم والمقدمة، على أربعة فصول؛ الأول تناول فيه: القضاء والتوثيق العدلي قبل الحماية، والثاني: التنظيم القضائي والتوثيق العدلي بشمال المغرب على عهد الحماية، والثالث: التنظيم القضائي والتوثيق العدلي على عهد الاستقلال، والرابع: الكشف عن قضاة وعدول من خلال وثائق عائلة “أجزول” التطوانية، كما ضمّ ملاحق عن قضاة النواحي وقضاة المدن بالمنطقة الخليفية بشمال المغرب سنة 1939، وقضاة تطوان: قضاة تطوان ونوابهم من عام 1137/1725 إلى بداية الحماية سنة 1331/1913، وقضاة تطوان على عهد الحماية، وخلفاء قضاة تطوان على عهد الحماية، والقضاة المكلفون بالتوثيق بتطوان خلال عهد الاستقلال، وملحق عن عدول تطوان: عدول تطوان من القرن 11 إلى القرن 14هـ، والعدول بدائرة ابتدائية تطوان، وفهارس تفصيلية ضمت فهرس صور الأشخاص والوثائق، وفهرس الرسوم التوضيحية لبنية الأجهزة الإدارية والقضائية، وفهرس جداول المعطيات، وفهرس لمواد الكتاب.

يعد الكتاب إضافة نوعية إلى مكتبة تاريخ شمال المغرب، لكون الكتب التي تعتمد على الوثائق الأرشيفية لها أهمية كبيرة، لما تتميز به من الدقة والموثوقية: (الوثائق الأرشيفية توفر معلومات دقيقة وموثوقة عن الأحداث التاريخية) وفهم عميق للتاريخ: (تساعد في فهم السياق التاريخي والظروف المحيطة بالأحداث) وإعادة بناء الماضي: (تمكن الباحثين من إعادة بناء الأحداث التاريخية بشكل أكثر دقة)، ودعم البحث العلمي: (توفر مصادر أولية للباحثين والدارسين)، وإسهامًا في البحث القانوني: (يمكن أن يكون مرجعًا للباحثين في القانون والتاريخ، وحتى المهنيين من القضاة والعدول فيما يتعلق بتاريخ القضاء بالمنطقة الخليفية، وبالتوثيق العدلي بها.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف الطيب أكزول سبق له إصدار كتب نوعية وقيمة تعتبر مصادر مهمة لفهم تاريخ تطوان والشأن المحلي فيها، منها: “تاريخ المجالس البلدية والقروية بشمال المغرب: مجالس مدينة تطوان نموذجا (1860-2023)” “و”النظام الإداري والمخزني بتطوان في عهد الحماية الإسبانية (1912-1956)”و”من عائلات تطوان – عائلة زوزيو من خلال الوثائق المخزنية والعائلية”و”من تاريخ المجتمع التطواني: وثائق عائلية، القرن 18 – القرن 20″و”أرشيفات عائلية من تطوان” و”الأبواب السبعة والمعالم المرفقة بها”و”أول مجلس بلدي منتخب في تطوان”.

وله العديد من المقالات في تدبير الشأن المحلي بتطوان، ومقالات واستجوابات حول النفايات الطبية والصيدلية، منشورة بجريدة تمودة والشمال وغيرهما.