إعادة تنظيم القيادة العسكرية للتخوم الجزائرية المغربية (1933م)

25 ديسمبر 2025 18:10

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

نشرت الجريدة الرسمية بتاريخ 2 شتنبر مرسوم إعادة تنظيم القيادة العسكرية للتخوم الجزائرية المغربية.

رئاسة المجلس

القيادة العسكرية للتخوم الجزائرية المغربية

رئيس الجمهورية الفرنسية

بناء على تقرير رئيس المجلس ووزير الحربية، ووزير الداخلية، ووزير الخارجية، ووزير المستعمرات.

وبعد الإطلاع على المراسيم الصادرة في 3 يبراير 1930.

** المراسيم

المادة 1: تُنشأ بموجبه قيادة عسكرية مؤقتة للتخوم الجزايرية المغربية، يكَلَّف فيها المقيم العام للجمهورية الفرنسية في المغرب، بضمان الأمن وحفظ النظام بها.

تشمل هذه القيادة في المغرب، المقاطعات التي يحددها المقيم العام، وفي الجزائر، المقاطعات التالية من إقليم؛ عين الصفراء العسكري: ملحق الساورة، وجزء من ملحق تويست الواقع غرب خط امْدَكامْ-اشْنَشَان.

المادة 2: يرأس القيادة جنرال أو ضابط كبير، يحمل لقب القائد العسكري للتخوم الجزايرية المغربية. ويخضع لأمر القائد العام للقوات المغربية، الذي ينقل تعليمات المقيم العام، بشأن مهمته إلى الحاكم العام.

يخول له من خلال القادة الإقليميين، القوات المغربية والجزائرية في منطقة قيادته.

أما القوات الجزائرية، فتقتصر صلاحيتها على أمور العمل والتأديب.

المادة 3– يحتفظ القائد العسكري لأراضي العين الصفراء، بجميع الصلاحيات المنصوص عليها في مرسوم 14 غشت 1905؛ ويمارسها تحت سلطة الحاكم العام للجزائر، مع مراعاة الإستثناءات المبينة في المادة السابقة.

المادة 4– يضع الحاكم العام لغرب إفريقيا الفرنسية مؤقتا، تحت تصرف القائد العسكري للتخوم الجزائرية المغربية، جميع أراضي هذه المستعمرة الممتدة شمال خط يتبع عموما خط العرض 25 شمالا.

المادة 5– ينظم وزير الحرب، ووزير الداخلية، ووزير الخارجية، ووزير المستعمرات، تفاصيل تنفيد هذا المرسوم بتعليمات وزارية.

المادة 6– يصدر هذا المرسوم رسميا من قبل الجمهورية الفرنسية، وفي تاريخ يحدده المجلس لاحقا، بناء على اقتراح وزير الحرب، وسيحل محل مرسوم 3 يوليز 1900 المنظم للقيادة الموحدة للتخوم الجزائرية المغربية

حرر في مرساي العليا في 5غشت 1933

التوقيعات /(ص534).

يُعد هذا المرسوم النتيجة المنطقية لعمليات هذا الصيف، أنشئت القيادة العسكرية لمنطقة التخوم الجزائرية المغربية عام 1930 (أنظر افريقيا الفرنسية 1930 ص:15و19)عقب اغتيال الجنرال “كلافيري” والهجمات المتواصلة التي شنتها قبيلة آيت حمو، في الإقليم الجنوبي، وفي منطقة كولومبشار، وكُلِّفت باستعادة الأمن في هذه الناحية، وقد أنجزت هذه المهمة على أكمل وجه.

والآن بعد أن احتلت قواتنا تافلالت، ساغرو، ومنعطف درعة، فقد تم احتلال كامل الأطلس الكبير بدوره من قبل قواتنا، هذه القيادة لم تعد تلبي الحاجيات الآنية التي وضعت من أجلها، إذ أصبحت مهمتها تقتصر على أقصى الغرب، في المنطقة المتاخمة للأطلس الصغير الغربي، وفي جزء من ساحل المحيط الأطلسي، بعيدا عن متناول معظم القوات التي كانت تعمل منذ ثلاث سنوات، تحت قيادة الجنرال غراند، ومع الحفاظ على الصيغة الناجحة للتعاون الجزائري المغربي تحت قيادة واحدة.

كان من الضروري تكييفها مع الظروف الجديدة التي تواجهها اليوم.

مشكلة الأطلس الصغير هي مشكلة سكان مستقرين، وبالتالي فهي محلية بحتة، على الرغم من تعدي منطقة إفني الإسبانية، فهي تقع حصريا تحت سلطة المغرب، ضمن إقليم أكادير فقط، يمكن تقدير أنه سيتم حلها بسهولة نسبية، دون الحاجة إلى أعداد كبيرة من القوات في الوقت الذي تختاره القيادة العليا.

إن مشكلة الصحراء الغربية، أكثر تعقيدا بكثير، فهي تُطرح بسبب استقلال وفوضى وعدوان حوالي 70 ألف رحَّال يتجولون باستمرار على مدى مئات الكلمترات بين حدود الإمبراطورية الشريفة، وسهوب السودان، وبين المحيط ورمال كثبان إيكدي، وعرق الشيش، ويزيد من تعقيدها، أن أنشطتنا هناك تنبع من المغرب والجزائر، وغرب إفريقيا الفرنسية، التي تقع تحت سلطة ثلاث وزارات مختلفة.

ولأن جزء من المنطقة التي يسكنها المتمردون، ينتمي إلى إسبانيا دون أن تعرب عن رغبة في احتلالها، وبالتالي يميل الرحل إلى ممارسة سياسة ضارة، تتمثل في تغيير الولاءات بيننا، من الصحراء الغربية، ومراعي وادي درعة؛ وقد وضع تحت تصرف الجيش الجديد شبكة اتصالات كثيفة، وقوات اكتسبت خبرة على مدى ثلاث سنوات من العمليات المتواصلة، وموارده متنوعة، وكتيبته الرائعة من ضباط الشؤون الأهلية، وقدم لها تعاطفها مع الإسبان منذ قضية الريف، وهو تعاطف تم الحفاظ عليه لسبع سنوات بفضل تعاونها اليومي، ومن خلاله، كما تُقدِّم الجزاير بدورها، إلى المغرب خبراتها الصحراوية، وإسهامات قيمة من بعض قواتها المتخصصة.

ترى القيادة العسكرية للتخوم، أن تسحب للجزائر، قوات دائرة كولومبشار، التي ليس لها سوى دور ما قبل الصحراء، يحتفظ بملحق الساورة، وتستقبل الجزء الغربي لتوَات (إلى آخر خط امْدَكام.اشُنَشان) L.A.O.F ستعطيها مؤقتا كل أراضيها بالشمال، الموازية لخط عرض 25ْ مما يسمح لها بالعمل حتى زمور، على طول الحدود الشرقية بأكملها للممتلكات الإسبانية.

في المغرب تترك مهمة تحديد حدود منطقة عملها للمقيم العام، ولكن يبدو أنه يمكن تحديدها تقريبا بالفعل: فالإقليم الجنوبي الذي أصبح الآن بعيدا جدا عن المنطقة غير الخاضعة، لن يتم تضمينه بعد الآن؛ ويمكن أيضا استبعاد واحات إقليم وارزازات دون عبء كبير، حيث يقع مركز ثقل الرحل الصحراويين إلى الغرب كثيرا.

ومع ذلك ستمنح له بلا شك، جميع “بوابات” جبل باني،

انطلاقا من تيسِّنت، ونخيل وادي نون، التي حالما تصله قواتنا سينتسب لها دون شك، ولن تحتاج لتوسيعها نحو الشمال قَطٌّ.

ما يزال مقر القيادة الجديد لم يحدد مكانه بعد، ومن أجل ذلك تدرس عدة نقاط، ويبدو أنه من الممكن تحديد موقعه مؤقتا، ريثما يتم إقامة منشأة أقل هامشية في أكادير أو محيطها، وبالتالي فإن حاملها سيجد نفسه في الواقع، خارج نطاق إقليمه، وبعيدا عن كولومبشار، (مقر إقليم عين الصفراء) وتابلبالا (ملحق الساورة) إلا أن الإتصال المباشر بالرباط، وموريطانيا، وكاب جوبي، سيكون الأقرب إلى أكبر تجمع للرحل، ومراكز التصنت النشطة، بشكل خاص في تيزنيت، وكلمين.

سيكون لديه منظور كاف للحفاظ على حرية تقديره، وأخيرا ستظل الروابط الجوية ممكنة مع جنوب الجزاير عبر ورزازات وتافلالت، أو عبر وادي درعة.

شكلت القوات الإضافية من المهاريس، والفرسان والوحدات الآلية، والطائرات، والإتصالات اللاسلكية بعيدة المدى، وسائل عمل عسكرية، مقترنة بعمل سياسي، وخاصة اقتصادي، والأهم من ذلك، التفكير الذي يمكن استخدامه في حماية أراضينا ضد اعتداءات الرحل، وأنها تحضِّر لتحييدهم وترويضهم.

نأمل كما ذكرنا سابقا، ألا ترفض إسبانيا الجهد الضعيف الذي سنطلبه منها، لإتمام مهمتنا، وأنها سوف تتولى بدورها تهدئة منطقتها.

في 5 شتنبر نشرت الصحف البرقية التالية:

الرباط، بناء على معلومات وردت من الرباط، اتفقت هيئة الأركان العامة الجزايرية والمغربية، على تعيين الكولونيل ترينكييه قائد مركز كولومبشار، رئيسا للأراضي الجديدة على التخوم الجزايرية المغربية، وهو منصب أنشئ بموجب مرسوم وزاري حيث، لم يضلل أحد بالخطإ الإملائي الذي أخطأ في كتابة اسم الضابط وكان الجميع سعداء بفهم متطلبات صنع القرار،

والقيادة، وخبرة واسعة في الشؤون الإفريقية، وفهم واسع الأفق لجميع جوانب المشكلة، بصفته قائدا لإقليم عين الصفراء، فإن صفاته بالإضافة إلى منصبه كقايد للتخوم، جعلته مؤهلا بشكل خاص لضمان التنسيق السلس لوسائل العمل المتاحة له من قبل الجزاير والمغرب، وهو تنسيق سيؤدي بلا شك إلى تغييرات أخرى في عناصره، والذي حتى في شكله الحالي غير المكتمل، سيسمح للمنظومة الجديدة بتحقيق هدفها، في التهدئة دون صعوبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Reorganisation du commandement Militaire des confins algero-marocains

L,afrique francaise 1933 /pp.533-535.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
12°
15°
الجمعة
15°
السبت
15°
أحد
15°
الإثنين

كاريكاتير

حديث الصورة