“الكاميرا الخفية” بين المتعة والمفسدة

27 يوليو 2013 14:57

هوية بريس – إبراهيم بيدون

السبت 27 يوليوز 2013م

يكثر في شهر رمضان عرض إنتاجات تلفزية متنوعة لا تلتزم لا بضوابط ولا بآداب، ومن بينها برنامج “الكاميرا الخفية”، التي تثير دائما الجدل حول مصداقيتها وحكمها وقانونيتها، وحول ذلك كتب الأستاذ طارق الحمودي -الباحث في العلوم الشرعية-، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” تحت عنوان “رؤية شرعية في الكاميرا الخفية”: “فإن الكاميرا الخفية من البرامج التلفزيونية الأساس في منظومة البرامج -..الترفيهية زعموا- عندنا في البلاد العربية الإسلامية في شهر رمضان، وقد كنا نشاهدها صغارا، ولا زالت أعيننا تقع على أشياء منها.. وتطورت بتطور الوسائل والإمكانات المسخرة في ذلك.

وصار الناس يتفننون فيها كي يطربوا المشاهد لهم، والعجيب أنك تجدها من البرامج التي يحسبها الناس ممتعة ومرفهة لهم خصوصا عند الإفطار في رمضان؛ لكنك لن تجد واحدا منهم إلا من رحم الله يسأل عن حكم ذلك في شرع رب العالمين..”.

وحول المحاذير الشرعية الموجودة فيها كتب: “فإنك تجد في هذه الحلقات الكذب والتزوير وأحيانا إخافة للمسلمين وترويعهم، ولست محتاجا لبيان ذلك والاستدلال عليه؛ فالكذب بين أنه حرام وإن كان مزاحا، ومن الكلمات السائرة عندنا مسار الأحاديث: لعن الله الكاذب ولو كان مازحا، ولا يصح حديثا.. ويغني عنه حديث أبي داود : “أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، و بيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه” وقد حسنه الألباني في الصحيحة (273).

وأما الزور فقد قال أبو بكرة رضي الله عنه: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا؛ الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور، ألا وشهادة الزور وقول الزور، وكان متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت) رواه البخاري ومسلم”.

وأكد على المفسدة الكبيرة الموجودة بها، والتي يتفنن القائمون على إنتاج هذا البرنامج في السنوات الأخيرة على الإبداع في إتقانها لرفع مستوى الهلع والخوف في ضحية البرنامج، وهي ترويع الضحايا حيث كتب: “وأزيد هنا الحديث على مصيبة أخرى في هذه الكاميرا الخفية
وهي ترويع ضحاياهم..

فقد روى أبو داود (5004) وغيره عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنام رجل منهم، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه، ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما”، وصححه الألباني رحمة الله عليه”.


(الأستاذ طارق الحمودي)

ومن هنا يتبين أن زيغ الناس وبعدهم عن الالتزام بالأحكام الشرعية يوقعهم في مفاسد كبيرة وخطيرة، قد تودي بحياة وسلامتهم، ولو بدافع تحصيل الضحك والمتعة؛ ولا يخفى على الكثير حادثة قتل ممثل الكاميرا الخفية في روسيا، عندما أراد أن يضع الرجل الروسي ظرفا في علبة البريد، لكنه كان يتفاجأ بأنها ترمى بالخارج كل مرة، فلما تكرر الأمر وعلم أنها مقلب غضب؛ وأخرج مسدسه وأدخل يده في علبة البريد، وأردى الممثل قتيلا..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M