لماذا تخلت الإمارات عن السعودية وهرولت لإيران؟

15 أغسطس 2019 12:21
مجلس تنسيق للسعودية والإمارات.. أين البحرين؟

هوية بريس – متابعات

يبدو أن هناك تصدعات حقيقية تنشأ داخل التحالف العربي الذي كان يدعم عقوبات أمريكية أكثر قسوة على طهران، إذ إن الإمارات قد فقدت الثقة بترامب وقررت تغيير خططها.

يقول خبراء استخبارات إسرائيليون وأمريكيون إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجنب القيام بعمل عسكري ضد إيران، إلى جانب مجموعة من الاعتبارات الأخرى، يضعف التزام دول الخليج بالخط المتشدد ضد الإيرانيين. ويمكن رؤية العلامات الأكثر وضوحاً لهذا التغيير في دولة الإمارات العربية المتحدة، حسب تقرير لصحيفة Haaretz الإسرائيلية.

كانا يحفزان أمريكا ضد إيران بالتنسيق مع إسرائيل ويتعاونان في اليمن
وفق “عربي بوست” فقد كان كل من ولي عهد السعودية والإمارات، محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، في السنوات الأخيرة يدفعان واشنطن لاتخاذ موقف أكثر عدوانية ضد إيران. ولبعض الوقت من هذه الفترة، بدا أنهما كانا يقومان بتنسيق المواقف سراً مع إسرائيل بشأن هذه المسألة. لكن في الأسابيع الأخيرة، كانت الإمارات تتصرف بشكل مختلف.

في اليمن، كانت هناك حرب أهلية مميتة مستمرة منذ سنوات حيث تقاتل السعودية والإمارات والحكومة المحلية ضد المتمردين الحوثيين، الذين يتلقون المساعدة من إيران. لقد كانت المساهمة العسكرية لدولة الإمارات في الحرب كبيرة.

لكن في الشهر الماضي بدأت الإمارات في الحد من نشاطها العسكري هناك. وأوردت وكالة Bloomberg الأسبوع الماضي أن الإمارات في يونيو/حزيران رفضت طلباً من رئيس الوزراء اليمني للحصول على مساعدة مالية إضافية، وأن الإمارات تخطط لإعادة تقييم موقعها في المنطقة.

ويزعم تقرير Bloomberg أن دول الخليج تخشى على موقفها بالنظر إلى التهديد الإيراني وتزايد التوترات بين طهران والولايات المتحدة.

والإمارات تخطط للانسحاب والحوثيون توقفوا عن مهاجمتها
لكن الإمارات تنكر أنها تخطط لانسحاب كامل وتزعم أنها غيرت فقط من أسلوبها لنشر قواتها، لكن الانطباع في إسرائيل هو أن الإمارات تريد بالفعل وقف تدخلها في الحرب في اليمن.

وقد أعلن الحوثيون بالفعل أنهم سيتوقفون عن مهاجمة الأهداف الإماراتية رداً على تغيير سياستها. ويبدو الآن أن السعودية ستُترك للقتال في اليمن وحدها، بمساعدة عدد قليل من وحدات المرتزقة التي تمكنت من تجنيدهم من مختلف البلدان، بما في ذلك السودان.

والأغرب أن وفداً من خفر السواحل الإماراتي زار إيران
وفي تطور غير عادي، زار قائد خفر السواحل الإماراتي طهران الأسبوع الماضي والتقى بنظيره الإيراني. ووقع الطرفان اتفاقية لصياغة تفاهمات بشأن ترتيبات الصيد والإبحار في الخليج العربي.

وفي وقت سابق، تجنبت الإمارات إلقاء اللوم على طهران صراحة في تفجير ناقلة نفطها، بعد سلسلة من الهجمات الأخرى التي، طبقاً لوكالات الاستخبارات الغربية، شنها الحرس الثوري الإيراني ضد الناقلات ومواقع صناعة النفط. وفي تطور غير عادي آخر، سافر وزير سعودي الأسبوع الماضي إلى طهران لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني حول ترتيب زيارات إيرانية للحج إلى مكة والمدينة. وليس من غير المعقول أن يبدأ الموقف السعودي أيضاً في تخفيف حدته تجاه إيران.

حادثة واحدة كانت وراء ضعف ثقة دول الخليج في ترامب
هذه السلسلة من التطورات ربما تشير إلى ضعف ثقة دول الخليج في التحركات الأمريكية، خاصة الإمارات العربية المتحدة. وكانت اللحظة الحاسمة هي قرار ترامب عدم الثأر من إيران لإسقاطها طائرة أمريكية بدون طيار، تقدر قيمتها بمبلغ 130 مليون دولار، بعد أن أشار تقييم أجرته وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن حوالي 150 إيرانياً ربما كانوا ليذهبوا ضحايا للهجوم الأمريكي المحتمل. إن ما كان ينظر إليه في الولايات المتحدة على أنه قرار مدروس ومبرر بدا للكثيرين في الخليج كدليل على الضعف، وهو ما يتطلب من جيران إيران إعادة النظر في مواقفهم.

الأمير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب/ رويترز
وبشكل عام، فبعد خطابها الحاد خلال الأسابيع القليلة الأولى من الصراع، كانت واشنطن تهدئ من لهجتها. وأوضح ترامب أنه غير راغب في حرب أخرى في الخليج وأنه يسعى لاستئناف المفاوضات مع طهران لاستعادة الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو/أيار 2018، ولكن هذه المرة مع بعض المطالب بعيدة المدى الجديدة على الإيرانيين.

وإيران ترفض دعوته للحوار
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أوردت صحيفة New York Times أن طهران رفضت الشهر الماضي اقتراحاً من السيناتور الجمهوري راند بول، الذي ينسق جهوده إلى حد ما مع ترامب، بدعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى المفاوضات.

وأكد التقرير شكوك إسرائيل في أن الإدارة تسعى جاهدة لاستئناف المحادثات. في الوقت نفسه، كانت هناك تقارير مختلفة في وسائل الإعلام العربية حول إمكانية قيام عُمان بالتوسط بين الأطراف. وقد شارك العمانيون في الاتصالات التي أدت إلى اتفاق نووي مؤقت بين إيران والمجتمع الدولي في عام 2013.

والعالم يرفض مبادرة أمريكا للمشاركة في حماية الملاحة بالخليج
في الوقت نفسه، تواجه الولايات المتحدة مشكلة في الترويج لمبادرة إنشاء قوة دولية لتأمين مرور ناقلات النفط في الخليج، وذلك في أعقاب سلسلة من الهجمات المنسوبة إلى إيران. ووافقت بريطانيا، التي اختطف الإيرانيون إحدى ناقلاتها الشهر الماضي (رداً على تحرك بريطاني مماثل ضد ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق)، على نشر سفينتين فقط في المنطقة، واحدة منها ستضطر إلى مغادرة الخليج قريباً للصيانة. وتجنبت كل من فرنسا وألمانيا الموافقة على الطلب الأمريكي. إن الولايات المتحدة نفسها، كما أعلن ترامب، لا ترى أن أمن ناقلات النفط هو مسؤوليتها المباشرة لأن الاقتصاد الأمريكي قد تحرر إلى حد كبير من اعتماده على النفط العربي.

الإيرانيون والخليجيون فهموا أن ترامب لا يريد حرباً
ومن الصعب التنبؤ بكيفية تطور الأمور في الخليج في الأسابيع المقبلة. فالكثير يعتمد على الخطوات التالية التي يتخذها الإيرانيون وعلى سياسة الإدارة الأمريكية غير المنظمة. لكن إحجام الرئيس عن التورط عسكرياً ترك بالفعل انطباعاً كاسحاً إلى حد ما.

وكما هو الحال في العديد من المجالات الأخرى في السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الحالية، هناك فجوة كبيرة بين الخطاب والتنفيذ. فالإدارة تصدر الكثير من الإعلانات، لكنها عادة لا تجري متابعتها لتحقيق نتائج حقيقية.

وتعزز هذه الأحداث الأخيرة الانطباع في إسرائيل بأنه على الرغم من تهديد إيران مراراً وتكراراً، فإن الرئيس الأمريكي يفضل طريق المفاوضات ولا يريد استخدام القوة العسكرية الشاملة. والسؤال الرئيسي هو ما إذا كانت أمريكا أو إيران ستخففان من مواقفهما بطريقة تسمح باستئناف المحادثات. في الوقت الحاضر، لا تزال الفجوة بينهما تبدو واسعة.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. مقاومة الإحتلال الصهيوني يجب ان تستمر وبأي وسيلة تتاح للشعب الفلسطيني .فالمحتل فريضة على مسلم أن يقاومه .والشغب الفلسطيني خصه الله سبحانه وتعالى بنعمة الشهادة في سبيل الله .والأقصى غالية عند الله فالجهاد في تحريرها واجب على كل المسلمين .أما صهاينة العرب والمطبعين كآل سعود وآل ثاني وآخرون ملعونين عند الله .

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M