الشيخ الدخيلة يكتب: تنبيهات للمتسرعين المندفعين

31 مارس 2024 03:09

هوية بريس – الشيخ موسى الدخيلة

الأول: نصرةُ المؤمنين المستضعفين وحمْلُ همّهم -في كل وقت وموطن- أمر واجب على كل مسلم، كلٌّ بحسب استطاعته وقدرته، والأمر المشترك الذي في طوق الجميع هو الدعاء، ومَن كان قادرًا على غيره لزمه، أمّا على الكفاية أو على الأعيانذ، على حسب الحال والأمر…

الثاني: إذا تحقق الأمر المذكور المقدور عليه وبذل المسلم قصارى جهده فيه واستفرغ كل ما يمكنه: فلا يجوز له أن يترك ما عداه مما هو مشغول به من أمر دينه ودنياه، ولا يجوز له ان يعطل مصالحه أو مصالح المسلمين العامة والخاصة بدعوى ان المقام غير مناسب لذلك!!! ثم هو لا يقوم بشيء ينفع المسلمين المستضعفين مقابل ذلك!!!

فمن الخطأ البيّن والاندفاع الزائد: نهْيُ الناس عن عمل ما ينفع بتلكم الدعوى المزعومة مع انه لا تنافي بينهما؟!

فإذا لم يملك المسلمُ في مقامه إلا الدعاءَ لإخوانه فلماذا يُنهَى عن العمل فيما ينفع ؟!

وهل هناك تعارض بين نصرة المسلمين وحمْل همّهم والدعاء لهم وبين الانشغال بتعليم العامة والخاصة دينهم ودنياهم؟!!!

الثالث: كثير ممن ينكر على الناس وينهى ويحكم ويسيء الظنّ لم ينفع إخوانه المتضررين بغير الدعاء، ولا هو نفع عامة المسلمين بشيء، وإنما شغْلُه وديدنه تقويم الناس والحكم عليهم وتتبع عوراتهم ثم تصنيفهم بالجبن والخوف والضعف أو الشجاعة والجراءة والقوة…

الرابع: البيان والنصح للناس في النوازل فرض كفاية وليس فرض عين ، فإذا قام به البعضُ وحصل المراد كفى ذلك ، وسقط به الإثم عن الباقين، فلا يلزم ان يكون لكل أحد في كل نازلة قول، خاصةً إذا تكلم من هم أعلم وأحكم وأضبط وأعقل!!!

الخامس: لا تعارض ألبتة بين تعليم المسلمين وبين فعل ما يستطاع فيما يقع !!!

ولو كان ذلك يُشغل عن الواجب لما استطاع المعترضُ ان يرى البرامج الدعوية وعيرها ويعلق عليه؛ لانشغاله بواجب الوقت وفقه الواقع في زعمه!

ثم هل الواجب إيقافُ البرامج الدعوية العلمية المقررة وغيرها نصرةً لإخواننا المستضعفين؟ هل في إيقاف ذلك رضًا لله تعالى ومصلحة للمسلمين؟ أم إن نصرة الله للمسلمين تكون بنشر دين الله وتعليمه والدعوة اليه؟! والله ان هذا لمِن نصر الله ورسوله والمومنين، ولكن كثيرا من الناس لا يعلمون…
ولسانُ حال هؤلاء ان يخرج الناسُ بمقاطع في ثواني أو دقائق ثم ليناموا وليضحكوا وليفعلوا ما شاءوا -دون الاشتغال بالدعوة والتعليم- فهم بذلك ينصرون المسلمين ويحملون همومهم!. أيّ ميزان وأيّ عقل هذا؟؟؟.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M