رفيقي.. بين الحريات الجنسية ومدونة الأسرة المغربية

22 أبريل 2024 18:52

هوية بريس – عابد عبد المنعم

مرة أخرى أثار الناشط المثير للجدل محمد عبد الوهاب رفيقي، الرأي العام الوطني، بسبب مواقفه الحدية والمتطرفة من أحكام قطعية ونصوص صريحة الدلالة بالقرآن الكريم والسنة المطهرة.

فبعد أن احتضنه وزير العدل عبد اللطيف وهبي، ومنحه منصب مستشار داخل وزارته، اختفى الشخص المذكور عن الأنظار، فلم يعد يسمع له صوت، بل لم يعد يدوّن حتى على صفحته بالفيسبوك، ما إلا قليلا، دفع بكثير من المتابعين والمعلقين أن يتركوه لحال سبيله.

لكن ذات الناشط عاد مرة أخرى لسلوكه المعتاد، وبصورة أكثر تطرفا، وكأنه موكل بمهمة من جهة ما، خاصة بعد أن باتت أيام ولي نعمته معدودة داخل وزارة العدل، وعزله صار مقترنا بالإعلان عن التعديل الحكومي، ما سيترتب عنه حتما إلغاء المهمة بالرباط، ومنه سيضطر رفيقي مرة أخرى للبحث عن فرصة جديدة للعمل.

ومؤخرا شارك ذات الناشط بعدد من الندوات، حضوريا وعن بعد، هاجم من خلالها، مرة أخرى، نظام الإرث وتعدد الزوجات، وطالب بإلغاء التعصيب والإرث، واتهم المغاربة بتزويج الطفلات… مكررا بذلك ذات السمفونية البئيسة المملّة التي لم تعد تطرب أحدا..

وتعليقا على مواقفه المعلنة، ومحاولاته هدم نظام الأسرة باستغلال الدين، وتوظيف بعض النصوص الشرعية توظيفا منحرفا، نشر صديقه السابق د.الحسن بن علي الكتاني مقطع فيديو لأبي حفص وهو ينظر للعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، ما يؤكد أن المتحدث قد ابتعد بشكل كبير عما هو محسوم في الدين بنصوص قطعية الثبوت صريحة الدلالة، وصار يتبنى المرجعية اللادينية ومطالبها الشهوانية بوجه مكشوف.

وجاء في المقطع الذي نشره الكتاني على صفحته:

وليس الشيخ الكتاني وحده من حذر من منهجية وسلوك رفيقي الذي عاشره وخَبَره لسنوات طويلة، فحتى الشيخ الفزازي سبق وصرح بقوله “أدوات اشتغال رفيقي هي الكذب والافتراء والدسائس والمكر.. بل النصب والاحتيال” وأضاف “ولي في ذلك برهان”، والعهدة عليه.

الكتاني والفزازي يكشفان معطيات خطيرة حول تغيير “رفيقي” للمنكر باليد وعمليات نصب واحتيال

وعلاقة بالتشجيع على العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج: الزنا، نذكر ها هنا أن رفيقي وخلال مشاركته في برنامج “بدون لغة خشب” على “ميد راديو”، ادعى بأن من يقف ضد حرية “العلاقات الرضائية” ويعارض تغيير الإرث، هم الذكوريون الذين لهم مصالح مادية.

وأضاف، دون أن يرف له جفن، بأن هذا الموضوع ليس وراءه دافع ديني وإنما الغاية منه دنوية محضة!!!

ولما اعترض عليه مقدم الحلقة بأن من يعارضون طرح رفيقي يعتبرون أن أحكام الإرث وغيرها منصوص عليها في القرآن الكريم، وهي أحكام قطعية لا يحق لنا المس بها، لم يتوان النزق في التصريح مباشرة بأن “هادشي هو لي خسنا نهرسوه وراه تهرس Déjà“.

ما يؤكد أن هذا الشخص الذي أدين في وقت سابق بالسجن بسبب مواقفه المتطرفة لا زال إلى الساعة يقوم بذات التطرف لكن بطريقة مغايرة هذه المرة.. ولا يستنكف أن يصرح بأنه يستهدف نصوصا صريحة في القرآن الكريم والسنة النبوية.. والمس بالأمن الروحي للمغاربة..

أضف إلى ما تم ذكره، فذات “الناشط” سبق ودعا إلى إلغاء منع زواج المسلمة بغير المسلم!! وطالب بأن تلبس المرأة ما تشاء وقتما تشاء كيفما تشاء، وادعى أن الشريعة لا تعارض “الممارسات الجنسية خارج إطار الزواج”!! واتهم بالمقابل “فقهاء المساجد” والكتاتيب القرآنية بالاغتصاب، كما حمل أحاديث نبوية شريفة، بالبخاري ومسلم وغيرهما، المسؤولية الكبرى في احتقار المرأة في مجتمعنا، والجرأة على اغتصابها.

وفرحا بهذا التحول والتحور المثيرين باتت المنابر اللادينية تحتفي به، ولا تستنكف أن تصفه بـ”الفقيه المتنور”، آه نعم “الفقيه” و”المتنور”، وتسبل عليه ما تعرف وما لا تعرف من أوصاف المدح والثناء، وهي التي كانت بالأمس القريب تطلق عليه ألقابا من قبيل: الذئب المنفرد والإرهابي والمتطرف والظلامي والرجعي والقرسطوي والمتخلف..

فما الذي تغير بين الأمس واليوم؟

الجواب عن هذا السؤال سنتركه للقراء والمتابعين الكرام.. لأننا حقيقة نحترم ذكاءهم..

 

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M