حزب سياسي يطالب بإغلاق بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط وطرد ممثليه بشكل رسمي
هوية بريس – متابعات
جددت الأمانة العامة للمصباح دعوتها لإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني وطرد ممثليه بشكل رسمي.
وفي هذا الصدد أصدرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بياناً عقب اجتماعها العادي، السبت 11 نونبر 2023، جددت من خلاله دعوتها لإغلاق مكتب الاتصال وطرد ممثليه بشكل رسمي، وفيما يلي نص البيان كاملاً:
“انعقد بعون الله وحسن توفيقه، يومه السبت 26 ربيع الآخر 1445هـ موافق 11 نونبر 2023م، الاجتماع العادي للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، برئاسة الأخ الأمين العام للحزب الأستاذ عبد الاله ابن كيران.
وقد تطرق هذا الاجتماع لمختلف المستجدات والملفات السياسية والحزبية. وتوقفت الأمانة العامة بالأساس عند التطورات الخطيرة والمؤلمة والحرب الدامية والمدمرة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على فلسطين عامة وغزة خاصة والمدنيين منهم بالأخص.
وبالنظر لهذه التطورات الخطيرة والمتسارعة وللمعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدو وسياساته النازية والعنصرية وجرائمه اليومية، ولهذا السياق الكارثي وغير المسبوق؛
واعتبارا لاستمرار العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة ليل نهار ودون توقف منذ أزيد من 36 يوما، واستعماله لأبشع الأسلحة المحرمة دوليا والآليات الحربية المدمرة في حق المدنيين بشكل مباشر ومقصود ومواصلته لحملات التقتيل والتهجير والتجويع الجماعي؛
وحيث ان هذا العدو يواصل قصفه المتعمد والمستهدف للمستشفيات وللطواقم الطبية ولسيارات الإسعاف ولقوافل المدنيين والنازحين ويستمر في قطع الماء والكهرباء والوقود والإمدادات الغذائية والإنسانية ويعرقل الحركة عمدا في كل المعابر وفي معبر رفح بالخصوص؛
وحيث ان حصيلة هذه الحرب الوحشية على غزة، والتي وسعها العدو لتشمل أشقائنا في الضفة الغربية أيضا، أسقطت الآلاف من الشهداء والضحايا بما يتجاوز 11.000 شهيد وشهيدة، من ضمنهم أزيد من 5.000 طفل، وأكثر من 70 في المئة منهم من النساء والأطفال والرضع؛
وحيث ان هذا العدو وبالرغم من كل هذه الاعتبارات والمجازر ما زال يحظى علنا ودون قيد أو شرط بالدعم من طرف الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها والتي تمده بالمال والسلاح وتوفر له الإمدادات بالأسلحة المتطورة بما فيها نشر أسطولها وبوارجها الحربية في مواجهة شعب أعزل ومقاومة محدودة الوسائل؛
وحيث انه وبالرغم من كل هذه الاعتبارات والمجازر فإن الدول الغربية الداعمة لهذا الاحتلال ترفض رفضا قاطعا مطالبة الاحتلال الصهيوني بوقف إطلاق النار، بما فيه التوقف المؤقت في إطار هدن إنسانية، وتعتبر انه يمارس حقه في الدفاع عن النفس، وانه عليه ان يواصل إكمال مهمته في القضاء على المقاومة وعلى الفلسطينيين، وتعلن مساندتها المطلقة له في حربه ضد غزة وذلك بالرغم من خروج الآلاف من مواطنيها في مسيرات منددة بهذه الحرب وبهذه المجازر؛
وحيث أن الكيان الصهيوني أصبح يستغل بمكر وجبن ما سمي باتفاقيات “ابراهام” والتطبيع مع الدول العربية ويسرب بكذب وخبث كعادته ان هناك من الدول العربية من يوافقه سرا على القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة؛
وبالنظر لهذا السياق الكارثي والمؤلم والمتصاعد وما يفرضه علينا من واجب اتجاه أشقائنا في فلسطين لمزيد من الضغط على العدو الصهيوني وحكومته الفاشية لوقف إطلاق النار، وحيث لم تنفع ولم تعد تنفع موجات الاستنكار والتنديد والوقفات والاحتجاجات الوطنية والدولية، ومازال الجيش الصهيوني يواصل بشكل منهجي سياسته النازية المتمثلة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني الشقيق، تؤكد الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية على المواقف التالية:
بالنظر لكل هذه الاعتبارات الجديدة والخطيرة، وبهدف تشديد الضغط على الاحتلال الصهيوني، تجدد دعوتها إلى قطع جميع علاقات الاتصال والتواصل والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وإغلاق ما سمي بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط وطرد جميع ممثليه بشكل رسمي.
تدعو الدول العربية والإسلامية لتتحمل مسؤوليتها التاريخية واتخاذ كل ما يلزم لنصرة الشعب الفلسطيني الشقيق، والمسارعة إلى قطع كل علاقات الاتصال والتواصل وإنهاء الاتفاقيات الموقعة سابقا معه، والتي لم يعد لها أي معنى في هذا السياق المؤلم والدموي وحرب الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني، فضلا عن أن اول من نقض ما سمي باتفاقيات أبراهام، وببشاعة هو هذا الكيان، ولم يعرها أي اعتبار وهو يمعن بوحشية في قتل أشقائنا الفلسطينيين، رضعا وأطفالا ونساء، ولم يبال بكل الأصوات العربية والإسلامية التي تنادي بوقف العدوان وتنبه إلى مخاطر هذه الحرب.
تثمن الأمانة العامة عاليا خطاب جلالة الملك حفظه الله أمام الدورة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، والذي جاء فيه: ” إننا أمام أزمة غير مسبوقة يزيدها تعقيدا تمادي إسرائيل في عدوانها السافر على المدنيين العزل، ويضاعف من حدتها صمت المجتمع الدولي، و تجاهل القوى الفاعلة للكارثة الإنسانية التي تعيشها ساكنة قطاع غزة.”، وتنبيه جلالته إلى أنه ” ومخطئ من يظن أن منطق القوة يمكنه تغيير هذا الواقع وتلكم الهوية المتجذرة. وسنتصدى له على الدوام، من منطلق رئاستنا للجنة القدس”.
تجدد دعمها الكامل والمطلق للمقاومة الفلسطينية بمختلف أطيافها وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام، وتجدد تأكيدها على أن عملية طوفان الأقصى هي الرد الطبيعي والمشروع على سياسة الاحتلال الصهيوني الذي يمعن في تقتيل الفلسطينيين واعتقالهم بالعشرات وطردهم من بيوتهم وتدميرها وتوسيع المستوطنات في مخالفة لكل القرارات الاممية، وتدنيس للمساجد والكنائس بلغ حد دخول المستوطنون إلى المسجد الأقصى ومنع المصلين والمرابطين من أداء شعائرهم الدينية، سعيا لتهيئ شروط هدم المسجد وإقامة هيكلهم المزعوم.
تندد بأشد العبارات بالرسالة التي وجهها إلى جلالة الملك حفظه الله، أحد الصهاينة الذي يقدم نفسه انه يمثل الإسرائيليين من أصول مغربية، والتي يصف فيها بكل وقاحة المقاومة الفلسطينية المشروعة بأبشع الأوصاف، ويمدح دون خجل ولا حياء جيش الاحتلال المجرم ويعتبره بالرغم من جرائمه في حق المدنيين من “أخلق” الجيوش في العالم، ويملي بوقاحة على بلادنا وعلى شعبنا المواقف التي “عليها” أن تتخذ في موضوع العدوان على غزة، ويطالب بلادنا بالوقوف اللامشروط إلى جانب الجيش الإسرائيلي في الجرائم التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ويطالب بأن تتنصل بلادنا من مسؤولياتها التاريخية اتجاه فلسطين واتجاه مقاومة الاحتلال، ويستغرب بخسة كيف أن الشعب المغربي ينظم بهذه الكثافة التظاهرات دعما للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.
تحيي عاليا تضامن الشعب المغربي ووقوفه الدائم إلى جانب فلسطين والمقاومة الفلسطينية وتدعو مناضلي ومناضلات الحزب وعموم المواطنين والمواطنات إلى مواصلة المشاركة بكثافة وباستمرار في كل المسيرات والوقفات والفعاليات الشعبية التضامنية التي تنظمها وتدعو إليها مختلف الهيئات الداعمة للشعب الفلسطيني وكفاحه المشروع لدحر الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الرباط، السبت 26 ربيع الآخر 1445هـ موافق 11 نونبر 2023م
الإمضاء: الأمين العام ذ. عبد الإله ابن كيران. اهـ