فيلم “الإخوان”.. ذ.مبروك يكتب عن “نفسية الفنانين عند غضب الجمهور”
هوية بريس – ذ.خالد محمد مبروك
لا شك أن كلام الناس يؤثر على النفس البشرية تأثيرا عجيبا بليغا.. ولا يمكن لأحد أبدا أن ينكر ما تفعله الإنتقادات والاستهزاء والسخرية والاتهامات بالشخص، حتى تُسقطه أرضا.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من هو، يحزن بسبب اتهامات الكافرين واستهزائهم وأقوالهم الكاذبة والفاجرة، دلّ على ذلك قول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام:33).
وقوله تعالى: {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} (يّـس:76).
إذا كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتأثر بكلام الناس، وهو سيد ولد آدم، وأفضل البشر، فكيف بمن هو دونه!!!؟؟
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مؤيَّدا من الله، وينزل عليه الوحي ليواسيه.. كيف بمن يتعرض لهجوم شرس من جمهوره وأتباعه بسبب استهزائه بالدين في فيلم ممجوج!!؟ من يستطيع أن يواسي هؤلاء الممثلين!!!؟؟
لقد تكفل الله بنفسه بمواساة نبيه صلى الله عليه وسلم في أزمة أقاويل الناس واستهزائهم، لما لكلام الناس من قوة وتأثير على النفس يصعب تحمله، حتى تطمئن نفسه و يستطيع الصمود و الثبات صلى الله عليه و سلم…
فمن يواسي الممثل الذي استهزأ بمظاهر التدين في فيلم!!؟؟ من يواسيه وقد غضب الله عليه وغضب عليه جمهوره وانقلبوا ضده!!؟؟
نماذج من الممثلين:
تابعت عدة نماذج (ممثلون وفنانون وكوميديون) ممن تعرضوا لانتقادات الجمهور، فأصابهم الهم والغم والحزن والاكتئاب، وكثير منهم فكروا في إنهاء كابوس انقلاب الجمهور ضدهم بالإنتحار ووضع حد لحياتهم التعيسة.. خاصة بعدما تخلى عنهم المخرج والمنتج و الزملاء وتركوهم ليواجهوا محنتهم لوحدهم.. وتصريحاتهم مازالت على الإنترنت.
أيها المدافعون عن الإسلام إياكم أن تظنوا أن الحرب الإعلامية التي تقودونها ضد الأفلام المسيئة ليس لها تأثير في الواقع! والله وبالله إن كلام الناس أشد على النفس من الضرب بالسوط.. فلا تتوقفوا، ولا تحقروا أسلوبكم هذا، ولا تلتفتوا لمن يقنطكم ويثبطكم ويفشلكم.
نحن لا نريد أن يمرض الممثل ولا أن ينتحر، بل غايتنا الكبرى أن ننكر المنكر بالوسائل المتاحة لنا حتى لا يحاسبنا الله على السكوت.. وفي الوقت نفسه ندعو الممثلين إلى التوبة والإقبال على الله، فوالله لن يستطيع طبيب نفسي أن يواسي ممثلا مسلما يرى أن الله والرسول والعلماء والفقهاء والدعاة وسائر الناس ضده ولا يرضون عمله..
الحل الوحيد أخي الممثل، هو إعلان التوبة والتبرؤ من الفيلم أمام الناس، واللهُ سيقبلك ويرضي عنك الناس.. وقد تاب ممثلون كُثر فبارك الله لهم وأسعدهم في الدنيا قبل الآخرة.
“ألا بذكر الله تطمئن القلوب“.
“قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم“.