مدونة الأسرة وتحدي الاحتكام لإرادة الشعب..!!

05 مايو 2024 18:13

هوية بريس –  نور الدين درواش

المسلم يُسْلِمُ لله القياد ويحتكم لشرعه ولا يتقدم بين يدي نصوص القرآن والسنة امتثالا لأمر الخالق المالك المدبر سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ ‌لِمُؤۡمِنٖ ‌وَلَا ‌مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا} [الأحزاب:36].

وقوله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ‌إِذَا ‌دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ أَن يَقُولُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} [النور:51].

الأقصى و"البقرات الحمراء".. المدونة وعدوان "الجهلوت".. قدوات الراب و"المواعدة العمياء" - ملفات وآراء

وغيرها من النصوص في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية والتي تلزم المسلم بالإذعان للحكم الشرعي والتسليم له وعدم مخالفته أو منازعته أو اختيار غيره.

هذا هو ما يفسر حرصنا في موضوع مدونة الأسرة -كما في غيرها من قضايا الخلاف العلماني الإسلامي- على المطالبة بالتزام الأحكام الشرعية الربانية التي سنها الله عز وجل لتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها وإصلاح أمور العباد في معاشهم ومعادهم.

أما المخالفون لنا فهم ليسوا مخالفين في جزئية أو حكم فردي وإنما يخالفوننا في التصور

إنهم لا يؤمنون بإلزامية أحكام القرآن بالاتباع مع أن الله عز وجل يقول: {‌فَٱحۡكُم ‌بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡحَقِّ} [المائدة:48].

إنهم لا يؤمنون بأن أحكام الله خير وأفضل من أحكام البشر المستمدة من الثقافة الغربية وما يسمونه “القيم الكونية” مع أن الله عز وجل يقول: {أَفَحُكۡمَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ يَبۡغُونَۚ ‌وَمَنۡ ‌أَحۡسَنُ ‌مِنَ ‌ٱللَّهِ ‌حُكۡمٗا لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ}  [المائدة:50].

إنهم لا يؤمنون بأن الأحكام الشرعية صالحة لهذا الزمان ومُصْلحة له مع أن المسلم يعتقد أن الله هو الخالق للبشر والعليم بما يصلحه {أَلَا ‌يَعۡلَمُ ‌مَنۡ ‌خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ} [الملك:14].

وقد شهد بمحاسن الشرع الإسلامي علماء النصارى أنفسهم حيث يقول “‌إيفور ‌إليويس” الذي كان قسا نصرانيا ثم أعلن إسلامه -وهو مثال فقط-: (ولعل ما لفت نظري وجذبني لهذا الدين أنه دين شامل وكامل يعالج جوانب كثيرة من حياة الفرد والمجتمع، ويوازن بين الدنيا والآخرة، ويقدم للبشرية مشاريع إصلاح اقتصادية واجتماعية ونفسية). اهـ

فمشكلتنا مع القوم لا تنحصر في مدونة الأسرة فقط بل تتعاداها للتصور بشأن الخالق والكون والإنسان وأصل وجود هذا الإنسان والمقصد من إيجاده وعلاقته بخالقه وما ينتظره في الدار الآخرة من ثواب أو عقاب…

إنها مشكلة في الإيمان وأركانه والإسلام وأحكامه وتشريعاته…

ولما وجد القوم أنفسهم في بيئة يعظم ويقدس أهلُها الإسلام، فإنهم لم يجدوا بُدَّا من تركيز جهودهم على تحريفه وتشويهه ومحاربته من الداخل وبث الشكوك لدى الشباب حول أصوله وثبوتها، ومصادره التي يقوم عليها وحجيتها، وأحكامه وصلاحيتها، ويسعون لتصويرها بصورة النظام المتخلف الرجعي الظلامي…

ومع كل ذلك فإننا نتنزل ونطالبهم بأمر يحسم الخلاف وينهي المشكل.

هل يرضون أن نحتكم وإياهم للشعب المغربي في استفتاء أو استطلاع رأي نزيه نعرف من خلاله إرادة هذا الشعب في مختلف قضايا الخلاف، بعد بيان أهل العلم والاختصاص، أم أنهم يتغنون بالديمقراطية شعارا دون أن يؤمنوا بها ولا يقوون على المطالبة بها.

لقد أثبت المغاربة في مناسبات عدة أنهم ضد أي مساس بأحكام الشرعية الإسلامية في الزواج والطلاق والإرث وغيرها.

وقد يبتلى المغربي المسلم بشتى أنواع المخالفات والمعاصي لكنه أبدا لا يقبل بتبديل شرع الله ومحاربة أحكامه وتشريعاته.

فهل تقبلون التحدي وتحتكمون لـ “إرادة الشعب المغربي”؟!

كونوا شجعانا لمرة واحدة واقبلوا التحدي!!!

واقبلوا باختيار المغاربة أو ابلعوا ألسنتكم وكفوا شركم عن الناس!!!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M