ويحمان يوجه رسالة مفتوحة لرئيسة الفريق البرلماني لحزب فرنسا الأبية

ويحمان يوجه رسالة مفتوحة لرئيسة الفريق البرلماني لحزب فرنسا الأبية

هوية بريس – متابعات

وجّه الناشط الحقوقي المغربي أحمد ويحمان رسالة مفتوحة إلى السيدة ماتيلد پانو، رئيسة الفريق البرلماني لحزب فرنسا الأبية، يعرض فيها ما وصفه بواقعة صادمة عاشها مع شركة إير فرانس في مطار باريس شارل ديغول. ويرى ويحمان أن ما وقع له لا يُختزل في خطأ إداري فردي، بل يعكس تراجعا لافتا في القيم المؤسسية التي ارتبطت بها فرنسا لعقود، من عقلانية وشفافية واحترام للمساطر، وهي قيم يعتبر أنها جزء من صورة الجمهورية الفرنسية التي طالما قدّمت نفسها من خلالها للعالم.

ويحكي ويحمان أنه توجّه إلى المطار يوم 11 دجنبر 2025 قبل ساعات من موعد رحلته إلى الرباط، بعد اقتنائه منذ أسابيع تذكرتين له ولزوجته. لكنه فوجئ بإلغاء تذكرته دون أي إشعار مسبق، في حين ظلت تذكرة زوجته صالحة. وكلما حاول معرفة سبب الإلغاء، كان الجواب الوحيد الذي يتكرر أمامه هو عبارة “هذه هي الإجراءات”، دون تقديم أي تفسير حول هوية من قام بالإلغاء أو مصير المبلغ المدفوع.

ويشير إلى أنه كان قد تغيّب عن رحلة الذهاب بسبب انتقال مهني عاجل إلى بيروت، ما دفعه إلى التواصل مرارًا مع الشركة لطلب تغيير موعد الرحلة أو تعديل الوجهة أو حتى تحويل التذكرة لابنته، غير أن كل تلك الطلبات قوبلت بالرفض، وهو ما أدى إلى ضياع تذكرة الذهاب دون أي بديل. ورغم عودته إلى باريس ثم بقائه في أوروبا إلى غاية الموعد المحدد في تذكرته الأصلية، إلا أنه مُنع من استخدام تذكرة العودة.

ويروي ويحمان أن الحل الوحيد الذي قدّم له في البداية هو شراء تذكرة جديدة بالكامل، قبل أن تبدأ مفاوضة طويلة عند شبابيك التسجيل انتهت باقتراح أن يُسمح له بالركوب مقابل دفع غرامة وصفها بالتعسفية. ولم يكن الموقف واضحًا، إذ تغيّر مبلغ الغرامة ثلاث مرات بشكل أربك المسافر: مرة 150 يورو، ثم 450 يورو، ثم العودة إلى 150 يورو، في مشهد قال إنه بدا أقرب إلى تفاوض مرتجل منه إلى احترام منسجم لقواعد شركة وطنية تمثّل واجهة لفرنسا.

وفي رسالته، عبّر ويحمان عن قلقه من أن مثل هذه الممارسات لم تعد حالات معزولة، إذ يتحدث مسافرون آخرون – بحسبه – عن تجارب مشابهة مع مؤسسات يفترض أنها نموذج في الانضباط الإداري. ويتساءل عمّا إذا كانت فرنسا تنزلق نحو ممارسات بيروقراطية تعسفية لا تنسجم مع صورتها التاريخية كدولة مؤسسات تحترم حقوق المسافرين والقواعد الإدارية.

وفي ختام مراسلته، شدّد على أنه لا يهدف إلى إثارة الجدل بقدر ما يسعى إلى تنبيه السلطات البرلمانية الفرنسية إلى خلل يمس صورة فرنسا قبل أن يمس المسافرين، داعيًا رئيسة الفريق البرلماني إلى التدخل لإلقاء الضوء على ما وقع داخل شركة إير فرانس واتخاذ ما يلزم صونًا لسمعة البلاد وحقوق مستعملي خدماتها الجوية.