هكذا أجاب عصيد لما وجد نفسه أمام الملك

02 أبريل 2023 17:48

هوية بريس – نبيل غزال

خلال هذا الشهر الفضيل الذي يجتهد فيه معظم المغاربة في العبادة أيما اجتهاد، هناك صنف آخر ممَّن يشاركنا هذا الوطن الفسيح، يجتهد في نوع آخر من الوظائف، وهي التشويش على المغاربة والعمل على زعزعة قناعاتهم وعقائدهم.

ومن ممثلي هذا الصنف المثير المدعو “عصيد” الذي أكثرَ من خرجاته خلال هذا الشهر، وكأن له مهمة يتعين عليه تنفيذها.

فمرة خرج وهاجم “مصلي التراويح”..

وفي أخرى وصف المعارضين للإفطار العلني بـ”الوحش الذي يرفس ويركل”!!

وطلع على قناة “كافر مغربي” ليشبع رغبته في الدفاع عن “وكالي رمضان”..

واتهم مدونة الأسرة المغربية بأنها تهدر كرامة المرأة..

وطالب بتبديل قانون الإرث والقطع مع القراءة الفقهية القديمة ..

كما لم يفلت مهاجمة من يرفض طرحه الرجعي، برميهم جميعا عن قوس واحدة، واتهامهم بالتطرف والإرهاب وإهانة المرأة..

دعونا نبتدئ أولا بموضوع إهانة المرأة، يبدو أن عصيد قد ظن أن المغاربة قد نسوا فضيحة مليكة مزان، التي خرجت وكشفت أن هذا “الناشط” قد أهانها بالضرب والحجر والإهانة، وخرب بيتها، وقالت بالحرف “هذا الأمازيغي العلماني الكذاب؟! لعنة الله عليه!”.

كما كشفت من خلال وثيقة موقعة من طرف عصيد وتحمل رقم بطاقته الوطنية، أن علاقة غير شرعية تحت رعاية الإله “ياكوش” كانت تجمعها بالناشط العلماني، وأن عصيد كان يتعامل معها بشكل عنيف وغير إنساني، وأنه مارس عليها العنف الجسدي والرمزي، وأقدم على صفعها.

وبهذا الاتهام الخطير يكون عصيد قد مارس العنف على امرأتين، الأولى أم أولاده التي خانها، والثانية مزان التي غرر بها وأهانها.

ولا يفوتني أن أشير ها هنا إلى أن عصيد يتهرب دوما من التفاعل مع “فضيحة مزان”، ويصر على عدم طرح هذا الموضوع في لقاءاته، وقد اختفى بعد الفضيحة قليلا، ريثما هدأت عاصفة النقد التي طالته، ليعود مجددا، آملا أن تكون الأيام قد أنست الناس جريرته الشنعاء.

لن نستطرد في موضوع إهانة عصيد للمرأة، فمن ادعى ما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان.. وهذا ما وقع فعلا..

فهذا الشخص الذي لا يجد غضاضة في وصف رسائل نبينا محمد ﷺ بالإرهابية، ويرفض القسم بالله تعالى، كما وقع حين استضافته في برنامج “قفص الاتهام”، ليست مشكلته مع الإرث أو بعض مواد مدونة الأسرة المستمدة من الفقه المالكي، الذي يصفه بالفقه التراثي القديم، ولا مع الصلاة والصيام فحسب، وإنما مشكلته بالأساس مع الإسلام كدين.

وأكثر من هذا فهو يعتبر شموليته “فكرة إرهابية”.

وقال بكل وضوح أن “المشكلة ليست في المسلمين فقط بل تكمن في صميم الدين الإسلامي وبين ثنايا نصوصه”!! كما صرح بذلك غير ما مرة.

وشدد على أن الإسلام لا يعني الأمازيغ والأعراق الأخرى لأنه أتى للعرب فحسب (مقالات أسئلة الإسلام الصعبة).

كما لا يعتبر ذات الشخص أن مصدر الدين من الله تعالى، بل صناعة بشرية محضة (انظر قدر العلمانية في العالم العربي342).

بعد كل هذا لا يمكن البتة أن ننتظر منه احترام إسلامية الدولة المنصوص عليها دستوريا.

من أجل هذا لما حاصره الصحافي يوسف بلهيسي، في حوار أجراه معه، تعقيبا على مطالبته بتغيير نظام الإرث ورفع التجريم عن “العلاقات الرضائية”/الزنا، وأن الملك قد شدد في خطاب العرش بشكل واضح، أنه لن يحلَّ حراما ولن يحرِّم حلالا، وجد عصيد نفسه في موقف صعب للغاية، لأن الأمر يتعلق هذه المرة بالملك، فلم يجد وسيلة يتهرب بها من السؤال المحرج إلا تحريف الكلم عن مواضعه، على عادة من عرفوا بذلك، وقال بأن الحلال بالنسبة لهم كحقوقيين هو العدل والحرام هو الظلم.

وكأن الملك وأميرَ المومنين الذي يمثل كل المغاربة، لا يفهم المستمعون لخطابه ما كان يقصده حين قال بكل وضوح “بصفتي أمير المؤمنين، فإنني لن أحل ما حرم الله، ولن أحرم ما أحل الله، لاسيما في المسائل التي تؤطرها نصوص قرآنية قطعية“.

فالملك لم يقل حلالُ الحقوقيين، من أمثال عصيد، وحرامهم، وإن لم يكن لهم حلال ولا حرام أصلا، وإنما قال بوضح ما أحل الله وما حرم الله.

وخلاصة القول فقناعات هؤلاء لا تقبل إطلاقا بثقافة الحلال والحرام، ولا إمارة المومنين ولا غير ذلك، وماداموا يشعرون أنهم مستضعفين، فإنهم يجدون في التقية والنفاق اللائكي ملجأ لإخفاء قناعاتهم المعروفة والمقررة في الكتب والمقالات.

وبهذا يتبين أن حديث هذا “الناشط”، سواء تعلق الأمر بالمرأة أو الدين أو حقوق الإنسان أو غير ذلك، حديثٌ مؤدلج، يسعى من ورائه لخدمة أجندة ترفض الثوابت المغربية وتهدد المجتمع في أمنه واستقراره ولحمته.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M