عن الإرث.. ما الذي يحدث بالضبط؟!
هوية بريس – إلياس العمراني
العلمانيون في المغرب يريدون وبكل ما أوتوا به من قوة تغيير أحكام الإرث لتتوافق مع القوانين والعهود والمواثيق الدولية وخصوصا في الشق المتعلق بالمساواة بين الذكر والأنثى..
بدأوا أولا بخطوة أولية تهدف إلى مسح أحكام الإرث من الذاكرة عبر إلغائها تماما من المناهج التعليمية والتربوية حتى يأتي جيل جديد لا يعرف عنها الكثير ولا يأبه لأهميتها في الشرع..
ثم أوعزوا لجمعياتهم النسوية والحقوقية للتحرك في هذا الإتجاه عبر التنبيه إلى الظلم الشديد الذي تعاني منه المرأة بسبب هذه القسمة الربانية الجائرة وغير العادلة وخصوصا أن المرأة باتت اليوم تعمل بجنب الرجل لتساهم بالنفقة في بعض الأسر الضعيفة والهشة..
ثم بدأوا في تحريك إعلامهم القوي ليسهم بدوره في تثبيت فكرة المساواة في عقول الملايين من الأسر المغربية التي غالبها ممن ليس لهم علم كبير بمسائل الإرث ومكانتها في التشريع حيث يجتمعون في البرامج والندوات الحوارية التي لا يحضرون إليها إلا دعاة المساواة ولو من داخل المؤسسات الدينية الرسمية..
ثم انتقلوا إلى الدعوة إلى فتح نقاشات مجتمعية وموائد مستديرة وحوارات عقلانية حول وجوب الإجتهاد في أحكام الإرث لتجاوز الأنصبة “الظلامية” التي باتت متجاوزة في نظرهم ولا تتوافق مع العقل والمنطق وحقوق الإنسان الكونية!!
ثم بدؤوا يحركون بعض رموزهم السياسية والثقافية والفكرية فخرج اليزمي من داخل مؤسسة حقوقية رسمية وخرجت المرابط من داخل مؤسسة دينية رسمية وخرج العماري من داخل مؤسسة جهوية وخرجت منيب من داخل مؤسسة حزبية..
واليوم وكآخر خطواتهم الرامية إلى الوصول إلى هدفهم المنشود جمعوا حفنة من المفكرين والأدباء والفنانين والمنتكسين فكريا وعقديا وحرروا عريضة جماعية رفعوها إلى الملك مطالبين فيها بضرورة تعديل أحكام التعصيب وجعل الميراث لا يخرج عن نطاق الأسرة الواحدة ولا يتعداها لينتقل إلى الإخوة والأعمام والأخوال وغيرهم ضاربين عرض الحائط أنصبة الإرث الثابتة في كتاب الله وكذا في سنة نبيه الصحيحة.