أم الليالي الطاهرات
شعر: عبد المجيد أيت عبو
هوية بريس – الخميس 09 يوليوز 2015
لَـمْلِمِ الزَّادَ لِتَرْقَى فِي السُّرَى***وَارْكَبِ العَزْمَ وَشُدَّ الـمِئْزَرَا
زَارَتِ العَشْرُ فَيَا مُرْتَقِبًا***مَا الَّذِي أَعْدَدْتَ مِنْ طِيبِ القِرَى
أَكْرِمِ الضَّيْفَ إِذَا أَحْبَبْتَهُ***خَابَ مَنْ شَحَّ نَدَاهُ مُقْتِرَا
زَارَكَ الـخَيْرُ فُيُوضًا فَاقْتَنِصْ***مِنْ مَقَامَاتِ النَّدَى مُدَّخِرَا
لاَحَتِ العَشْرُ لَنَا وَالْتَمَسَتْ***بَاغِيًا لِلْخَيْرِ يُحْيِي السَّحَرَا
جَاءَتِ العَشْرُ وَفِيهَا لَيْلَةٌ***بَرَزَتْ فِي العَشْرِ بَدْرًا نَيِّرَا
لَيْلَةُ القَدْرِ رُبَى الـخَيْرِ بِهَا***نَزَلَ الذِّكْرُ مَنَارًا لِلْوَرَى
هِيَ فِي عِقْدِ اللَّيَالِي دُرَّةٌ***أُمُّ هَاتِيكَ اللَّيَالِي عِبَرَا
أَلْفُ شَهْرٍ دُونَهَا مَنْزِلَةً***فَاغْنَمِ الفَضْلَ لِتَحْيَا عُمُرَا
لَيْلَةٌ بَارَكَهَا الله فَبُشْـ***رَى لِعَبْدٍ أَمَّهَا مُبْتَدِرَا
يَرْتَجِي فَيْضَ العَطَا مُجْتَهِدًا***صَابِرًا يَمْنَعُ جَفْنَيْهِ الكَرَى
شَامِخَ الـهِمَّةِ لاَ يُثْقِلُهُ***شَرَكُ النَّفْسِ وَلاَ مَنْ قَصَّرَا
يَقْتَفِي سِيرَةَ جِيلٍ نَاسِكٍ***وَيُرَى فِي رَكْبِهِمْ مَا فَتَرَا
لَيْلَةٌ يُفْرَقُ فِيهَا رِزْقُنَا***وَبِهَا الفَصْلُ لِمَا قَدْ قُدِّرَا
أُخْفِيَ التَّعْيِينُ فِيهَا فَالْتَمِسْ***فَضْلَهَا فِي العَشْرِ مِنْ دُونِ مِرَا
حَسْبُ مَنْ قَامِ بِهَا مُحْتَسِبًا***أَنْ يَكُونَ ذَنْبُهُ قَدْ غُفِرَا
سَابِقِ الفُرْسَانَ فِيهَا وَانْتَفِضْ***لاَ تَكُنْ خَيْلُكَ فِيهِمْ ضُمَّرَا
وَالْحَقِ القَوْمَ بِحَزْمٍ إِنَّمَا***يُدْرِكُ الـمَجْدَ بِهَا مَنْ شَمَّرَا
وَاطْلُبِ العَفْوَ مِنَ الـمَوْلَى وَكُنْ***لَهِجًا بِالذِّكْرِ تَرْجُو الظَّفَرَا
فُرَصٌ تَسْعَدُ إِنْ حَصَّلْتَهَا***لاَ تَذَرْ كَنْزَ الثُّرَيَّا لِلثَّرَى
فَاقْبَلِ اللَّهُمَّ مِنَّا وَأَجِرْ***دَمْعَةً حَرَّى وَجَفْنًا سَهِرَا
يَا مُحِبَّ العَفْوِ فِيكَ الـمُرْتَجَى***فَاعْفُ عَنَّا وَأَقِلْ مَنْ عَثَرَا