ملف حول الأمن الأسري
هوية بريس- ملف إعلامي
تقديم ملف “الأمن الأسري”
د. زكرياء خديري
تعتبر الأسرة من أهم مؤسسات المجتمع، وضامنة أساسية لاستقراره واستمراره في قيامه بوظائفه، لأن أول عمل وعيش جماعي ومؤسساتي كان في نطاق الأسرة، وأكثر ما يعيشه الناس إلى اليوم من حياة مؤسسة ومؤسسية هو في نطاق الأسرة، التي هي أرسخ هذه المؤسسات؛ لأنها على مر العصور وتقلبات الأوضاع تظل صامدة أكثر من أي مؤسسة أخرى اقتصادية أو سياسية. ولذلك حظيت بمكانة بالغة الأهمية في عموم المجتمعات وخاصة المجتمع الإسلامي، إذ إقامة الأسرة من مقاصد الشريعة الإسلامية، ويزداد الاهتمام بها في ظل ما أضحت تعرفه من تحديات متتالية ومتسارعة تهددها في بنيتها ووظيفتها، اهتمام من شأنه أن يرقى بها من دور الممانعة إلى دور الإسهام في التدافع.
ولتحقيق ذلك أولت حركة التوحيد والإصلاح عناية بالغة لموضوع الأسرة وجعلته ضمن أولويات اشتغالها، فأطلقت حملتها الوطنية رافعة نداء “أسرنا مسؤوليتنا”، كما تم إطلاق مشروع الأسرة: (مودة ورحمة، رسالة ومسؤولية).
وفي هذا السياق يأتي هذا الملف الإعلامي ليناقش موضوع “الأمن الأسري”، ويشخص التحديات الداخلية والخارجية المحدقة بمؤسسة الأسرة، ويعالج مفهوم الأسرة المسلمة التي تقوم في بنائها على “إنسان الأسرة” لا “إنسان المؤسسات”، مقدما لأهم الوسائل والسبل الكفيلة بتحصين مؤسسة الأسرة وضمان استمراريتها واستقرارها. وهكذا يتناول هذا الملف في محور أول المقصود بالأمن الأسري وأهم مرتكزاته تحت عنوان “الأمن الأسري دراسة في الأسس والمرتكزات” للدكتور محمد ابراهمي، ثم يحاول في محور ثان توضيح مفهوم الأمن الأسري مع بيان الأسس التصورية الإسلامية التي يقوم عليها من خلال عنوان “قبسات إسلامية عن الأمن الأسري” للدكتور مصطفى قرطاح، وفي محور ثالث يعالج الملف مفهوم الأسرة المسلمة ومواصفاتها مع رصد أهم التحديات الداخلية والخارجية التي تستهدف بالأساس الهوية الدينية والشخصية الإيمانية والقيم الفطرية والإنسانية للأسرة المسلمة ويقدم بعض التوجيهات التي ستسهم بشكل كبير في تحصين الأسرة وضمان استمراريتها لأداء المهام المنوطة بها، ويجد القارئ الكريم هذه المباحث مسطورة تحت عنوان “الأسرة المسلمة والتحديات الراهنة” للدكتور عبد الله بوغوتة، وفي محور رابع نتناول قضية “إنسان الأسرة” في قراءة متبصرة كمدخل لكتاب “بناء الأسرة بين القيم والتحديات المعاصرة” للدكتور محمد خروبات، وفي محور خامس يعالج الملف قضية بعنوان “الحوار بين الزوجين سبيل الاستقرار والأمن الأسري” للدكتور عبد الرحمان البوكيلي مقسما إلى جزئين، الأول في مجالات الحوار حال الاستقرار وحال الاضطراب، والثاني في عوائق الحوار وقواعده الذهبية في تعزيز الاستقرار والأمن الأسري، وفي محور أخير يتطرق الملف إلى قضية خاصة لم تصل بعد في بلدنا الحبيب إلى مرتبة الظاهرة لكن تزايدها المستمر ينذر بالخطر إن لم تتم محاصرتها وتطويقها، إنها قضية بعنوان “العنف ضد الأصول والفروع: الواقع والمتوقع والحلول” للدكتور الحسين الموس، وبمسك الختام يتحفنا شاعرنا المغوار الأستاذ محمد أزناك بقصيدة شعرية بعنوان “سراديب التيه”.