د.بنكيران: الخطب المنبرية المفروضة على الخطيب مخالفة للأمر الشرعي ومجانبة للهدي النبوي
هوية بريس – متابعة
تحت عنوان “الخطبة المنبرية في ميزان الشرع”، كتب الدكتور رشيد بنكيران “تطلق الخطبة المنبرية في أوساط الحقل الديني على الخطبة التي ترسلها مندوبية الأوقاف والشؤون الإسلامية مكتوبة من أولها إلى آخرها (الاستهلال والموضوع والدعاء..) إلى جميع خطباء المساجد ليتلوها على من حضر من المسلمين لخطبة الجمعة”.
وأضاف مدير معهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات في منشور له على حسابه في فيسبوك “ومن الأوامر الملزمة للخطباء أثناء إلقاء الخطبة المنبرية عدم التصرف فيها، سواء بالزيادة أو النقصان أو التفسير أو الاستدراك..، وهو أمر أو شرط لم يكن من قبل، لكن مع القبضة الحديدية للسياسة الدينية الجديدة أصبح ذاك الشرط ملزما، والمخالف للأمر معرضا للسؤال قد يصل إلى حد الإقصاء والحرمان من مزاولة مهمة الخطابة، وإذا استجاب الخطيب للمطلوب منه، فإنه لا يعدو أن يكون مجرد قارئ لما طلب منه وليس خطيبا”.
وتابع بنكيران “وليس موضوع الملاحظة هو قراءة خطبة مكتوبة، فلا مانع شرعا أن يكتب الخطيب خطبته ويلقيها على الناس، أو يختار من بعض الخطب المكتوبة الموجودة ويتصرف فيها بما يراه مناسبا لأحوال من يستهدفهم بخطبته ويلقيها عليهم، وهو في هذه الحالة يكون خطيبا وليس فقط تاليا لخطبة؛ لأنه اختار برضاه ما سيقوله للمصلين..”.
وإنما موضوع الملاحظة، حسب بنكيران “هو أن يُكتب للخطيب خطبة ويُمنع من التصرف فيها، وقد يكون غير مقتنع ببعض ما جاء فيها، أو على الأقل لا يرغب في قولها، فهو في هذه الأحوال ليس بخطيب ، وما تلاه على الناس ليس بخطبة جمعة، وإنما هو كلام غيره كُلف بقراءته على الناس”.
كما أكد بنكيران في منشوره، أن “خطبة الجمعة التي سماها القرآن الكريم “ذكر الله” وأمر بالسعي إليها، فلها حقائق شرعية، من بينها أن يكون الخطيب مكلفا ومختارا لما يلقيه على المسلمين أثناء خطبته”.
وبناء عليه، يوضح بنكيران “فإن الخطب المنبرية بالوصف آنف الذكر مخالفة للأمر الشرعي ومجانبة للهدي النبوي، وعلى الجهة الوصية التي تصدر تلك الخطب أن تراجع هذا الموقف المشين منها، فإن خير الهدي الهدي النبوي، وشر الأمور محدثاتها”.