حماس ليست مجرد فكرة.. ولا هي مجرد حماس

22 يونيو 2024 22:22
الريسوني يهاجم الإمارات: تنشر الأحقاد والمؤامرات حول العالم

هوية بريس – د.أحمد الريسوني

أوْلَت وسائلُ الإعلام اهتماما لافتا لتصريح صدر عن أحد قادة جيش العدو الصهيوني، ذكر فيه أن حركة حماس لا يمكن القضاء عليها لكونها فكرة، وهي مغروسة في قلوب الناس، وأن هذه الحقيقة لا يمكن إخفاؤها.. ومثل هذا الاعتراف صدر من قبل عن عدد من الساسة الأمريكيين والأوروبيين، وخاصة من شركاء إسرائيل في عدوانها ضد فلسطين..

وبغض النظر عما إذا كان هذا التصريح تمهيدا لإعلان فشل “الجيش العتيد” في حربه الطويلة ضد غزة وشعبها وكل من فيها وما فيها، أم هو اعتراف شبه رسمي بالهزيمة أمام المقاومة وصمودها في وجه عدوان مدجج بكل الأسلحة الفتاكة، ومسنود أمريكيا وأوروبيا، وحتى من بعض الأنظمة العربية..، فإن هذا الاعتراف الاضطراري يبقى مجرد جزء من الحقيقة..

نعم حماس فكرة، قوامها: الإيمان بأن الشعب الفلسطيني قد اغتُصب منه وطنه، وهُجّر قسرا من أرضه ودياره.. ومن بقي فيها صامدا صابرا يتعرض يوميا للقهر والعدوان، والقتل والحصار، منذ عشرات السنين.. وأن هذا الشعب يقاوم الاحتلال والعدوان، كما تفعل الشعوب الحرة، وأن حركة المقاومة حماس هي إحدى طلائع تلكم المقاومة التحريرية، أو هي طليعة طلائعها. فهذه هي “الفكرة” التي تؤمن بها حماس، وتتجسد اليوم بالدرجة الأولى في حماس.

ولكن فكرة حماس، أو حماس الفكرة، ليست محصورة في حزب أو تنظيم اسمه حماس أو كتائب القسام، بل هي منغرسة في “نفوس الناس” كما قال الناطق باسم الجيش الصهيوني؛ أي في نفوس الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وفصائله. وحتى حركة فتح، التي تحولت اليوم، أو تحول بعضها، إلى “سلطة”، تأسست ونشأت على ذات الفكرة، ولذلك سمّت نفسها: “حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح”. وكان قادتها الأولون يوضحون أن اسم “فتح” إذا قرئ من اليسار إلى اليمين، فهو “حتف”؛ أي هي “فتح” للشعب الفلسطيني، وهي “حتف” لإسرائيل واحتلالها.

على أن “حماس”، وفوق كونها فكرة منغرسة في النفوس، هي عقيدة دينية راسخة في القلوب، في قلوب كافة المسلمين، باستثناء أصحاب القلوب المنكوسة أو المطموسة، وهم قليل والحمد لله.

فعامة المسلمين مؤمنون بهزيمة إسرائيل وزوالها، قرونا قبل قيامها.. ومؤمنون بوجوب قتال الغزاة المعتدين أيا كانوا: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة:190]. ومؤمنون بقداسة القضية الفلسطينية. وعمومُ المسلمين مؤمنون بوجوب تحرير فلسطين والمسجد الأقصى المبارك. وينتظرون متى تتاح لهم الفرصة لنيل نصيبهم من هذا الشرف. والأمة الإسلامية حبلى بالمجاهدين، المؤمنين بفكرة حماس وعقيدة حماس، والمتحفزين للانخراط في إنجازها، سواء من أهل الحزام العربي المتاخم لفلسطين، أو من غيره من الشعوب الإسلامية.. فكم سيدوم لإسرائيل حراسها من أمثال الدكتاتور المفضل، أو الهاشميّ المدلل، أو الأسد المزوّر؟

وأما مجازرهم وجرائمهم، فلو كانت ستنفعهم، لنفعتهم منذ الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.. فالمجازر والجرائم الصهيونية مستمرة متواصلة من ذلكم الزمان.. ولم تجلب لهم سوى مزيد من الكراهية والرفض والمقاومة..

نعم إن تلك الجرائم والمجازر تجلب المعاناة والالام الشديدة للشعب الفلسطيني، ولكنها تجلب مثل ذلك أيضا لما يسمونه “الشعب الإسرائيلي”، أي اليهود المخدوعين المغرر بهم، الذين سيقوا إلى فلسطين، بمختلف أوطانهم وشعوبهم وجنسياتهم وألوانهم..

ويبقى أن أصحاب الفكرة وأصحاب العقيدة، مؤمنون بقول الله تعالى {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104].

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21].

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M