استفار أمني بسلا عقب اقتحام وكالة بنكية بطريقة احترافية
استفار أمني بسلا عقب اقتحام وكالة بنكية بطريقة احترافية
هوية بريس – متابعات
شهد حي السلام بمدينة سلا، ليلة الاثنين الماضي، حالة من الاستنفار الأمني الواسع، إثر تنفيذ عملية سطو ليلي استهدفت وكالة تابعة لـالبنك المغربي للتجارة والصناعة (BMCI)، بطريقة وصفت بـ”الاحترافية والمعقدة”، ما أعاد إلى الواجهة الجدل حول هشاشة تأمين الوكالات البنكية، خصوصاً تلك المتمركزة وسط الأحياء السكنية.
وبحسب المعطيات الأولية ذكرت يومية “الأخبار”، أن مجهولين نجحوا في التسلل إلى داخل الوكالة الواقعة على شارع عبد الرحيم بوعبيد، في القطاع السادس قرب تقاطع عبد الكريم الخطابي، بعد كسر نافذة خلفية، يُعتقد أنهم استعانوا خلالها بمعدات تقنية متطورة يُرجّح أن من بينها أجهزة لكسر الشيفرات وتعطيل نظام الإنذار الداخلي.
خلال المعاينة التقنية التي أجرتها عناصر الشرطة القضائية، تم العثور على هاتف ذكي فوق أحد مكاتب الوكالة، يُشتبه في استخدامه ضمن العملية، إما لاختراق النظام الإلكتروني أو لإرباك منظومة الحماية. وتم رفع آثار وبصمات من المكان في انتظار نتائج التحليل الجنائي، التي قد تساعد في كشف هوية الجناة.
وباشرت المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بسلا، تحت إشراف النيابة العامة، سلسلة من التحقيقات المعمقة، شملت الاستماع إلى أطر وموظفي الوكالة البنكية، مع مراجعة دقيقة لتسجيلات كاميرات المراقبة المتصلة بالنظام الداخلي للبنك، التي ينتظر أن تكشف عن معطيات حاسمة.
الأسلوب المتّبع في تنفيذ العملية، وغياب أي مؤشرات على العنف أو التخبط، يعزز فرضية تورط عناصر تنتمي إلى شبكة إجرامية محترفة. وتثير هذه الحادثة تساؤلات جدية حول فعالية إجراءات الحماية المعتمدة من طرف بعض المؤسسات البنكية، خصوصاً تلك التي تفتقر للحراسة الليلية أو لا تعتمد أنظمة إنذار متصلة مباشرة بالمصالح الأمنية.
ويشير عدد من المتابعين إلى أن استهداف وكالة داخل حي سكني كثيف يكشف عن ثغرات أمنية مقلقة، كما يعكس تغيرًا في نمط الجريمة المنظمة، حيث تُستغل الثغرات التكنولوجية والبشرية في اقتحام مؤسسات يفترض أن تكون محصّنة.
وتأتي هذه الواقعة في سياق تصاعد السرقات المماثلة في عدد من المدن المغربية، أبرزها طنجة، الدار البيضاء، وفاس، ما يدفع المهنيين إلى المطالبة بـ”مراجعة جذرية وشاملة” لنظم تأمين الوكالات البنكية ومراكز تحويل الأموال، مع إدماج حلول ذكية للتدخل السريع وتفعيل التنسيق الأمني المستمر.
