سفينة حنظلة في عرض البحر: محمد البقالي وصوت الإنسان المغربي الغيور على القضايا الإنسانية

27 يوليو 2025 09:38

سفينة حنظلة في عرض البحر: محمد البقالي وصوت الإنسان المغربي الغيور على القضايا الإنسانية

هوية بريس – الخامس غفير

مع اقتراب وصول سفينة “حنظلة” التي تضم نخبة من الحقوقيين والمناضلين الشجعان من جنسيات مختلفة، وفي خضمّ حملات التضامن العالمي مع غزة العزة، تتجلى مشاهد تعبّر عن الحضور المغربي المشرف في نصرة القضية الفلسطينية، وكأنها تنطق بلسان كل مغربي خرج للتظاهر والتضامن مع شعب فلسطين الجريح.

في هذا السياق، يسطع اسم محمد البقالي؛ الصحافي المغربي الحر، حاملاً كاميرته وقلمه، ليطل علينا مناضلاً صادقًا من أجل الحق الفلسطيني، ناقلًا أحداث السفينة بالصوت والصورة، وبمشاعر الإنسان قبل المهني، وبحسّ وطني غيور على انتمائه، مستحضرًا تاريخ شرفاء الوطن الذين كانوا دائمًا في الصفوف الأولى منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى المبارك”، دعمًا وإسنادًا وتضامنًا. سيخلّد التاريخ اسم محمد البقالي إلى جانب رمز “حنظلة” الفلسطيني الذي يحمل أبعادًا رمزية قوية، تشير إلى الطفولة المقاومة، وتستحضر ذاك الصبي الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، والذي تحدّى بصمته وصغر حجمه آلة القمع، فكانت حجارته التي حملها خلف ظهره ذات يوم، شرارةً تحوّلت لاحقًا إلى رموزٍ للمقاومة، من عبوات “شواط” و”الباندوم”، إلى صواريخ “عياش 250″، و”قسام”، و”أر 160″، و”سُجيل”، وصولًا إلى أسراب الطائرات، مثل “أبابيل 1″ التي دخلت الخدمة عام 2014، و”شهاب” الانتحارية المعلنة سنة 2021، و”الزواري” التي شاركت في “طوفان الأقصى”… إن رمزية السفينة اليوم تؤكد أن القضية الفلسطينية ستظل حية في وجدان كل إنسان حر ومناضل شريف.

ينقل البقالي تفاصيل الرحلة إلى جانب نخبة من الحقوقيين الذين تفاعلوا بصدق مع مشاهد التجويع والحصار والإبادة الجماعية، فأبوا إلا أن يتصدروا الصفوف الأمامية لكسر الحصار، في وقت غاب فيه الموقف الإقليمي الصارم، وتخلّى فيه كثيرون – من العرب والجيران – عن الأطفال والشيوخ والنساء الذين يُسحقون بأبشع صور التنكيل في التاريخ المعاصر.

يمثل محمد البقالي ضميرًا حيًا لكل المغاربة، ويعبر عن إنسانيتهم التي يُراد لها أن تنطفئ على أكثر من صعيد؛ تضامنًا، وإسنادًا، وتفاعلًا مع القضايا العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي عشقها المغاربة وتربّوا على محبتها في المدارس، والجمعيات الثقافية، والمخيمات الصيفية، والمناسبات الدينية.

يبعث البقالي برسائل إنسانية إلى العالم، تنبّه إلى حجم الظلم والإبادة التي تستهدف رقعة جغرافية صغيرة، وتفضح التواطؤ الدولي بوصفه شريكًا في الجريمة، سواء بالصمت أو غضّ الطرف عن الجرائم الصهيونية. كما يوجّه نداءً لكل إنسان حر، مؤكدًا ضرورة الانحياز إلى الحق، ونصرته، والدفاع عن الكرامة الإنسانية وحق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة.

إن محمد البقالي، بشجاعة الصحافي الرسالي، يتحدى القيود الظالمة من أجل نقل الحقيقة، ويسعى، من خلال رحلته الإنسانية، إلى إعادة بثّ الأمل والصمود، مستحضرًا روح التضحية، ومؤكدًا أن محاولات الإبادة والقهر والإقصاء لن تنال من عزيمة الشعوب. فالإنسانية، والأخوة، والصمود، والصبر، والمقاومة، ستنتصر على أسلحتهم وعلى همجيتهم.

ستبقى رحلة سفينة “حنظلة”، وهي تلامس مياه غزة، شاهدًا حيًا على أن الإنسانية ما تزال تنبض، وأنها تقاوم محاولات الاغتيال الإعلامي والتطبيعي. وستظل “حنظلة” رمزًا إنسانيًا لا يُطفأ نوره مهما تعاظمت أدوات القمع، وسيبقى المغاربة، ممثلين في الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، وفي طليعتهم الصحافي المغربي محمد البقالي، أوفياء للعدالة الإنسانية، ومخلصين لحبهم للأقصى، ومرتبطين وجدانيًا بالتاريخ والجغرافيا التي تحتفظ لهم بمفتاح القدس وباب المغاربة، شاهدًا خالدًا على وشائج العلاقة والوفاء.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء

كاريكاتير

حديث الصورة