الهيمنة على سوق الغاز في المغرب: أزمة جديدة تثير الجدل
الهيمنة على سوق الغاز في المغرب: أزمة جديدة تثير الجدل
هوية بريس – عبد اللطيف سودو
تتسارع الأحداث في الساحة الاقتصادية المغربية مع توقيع اتفاقية مثيرة للجدل بين شركة “أفريقيا غاز” المملوكة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش وشركة “ساوند إنرجي” البريطانية. الاتفاقية، التي تمتد لعشر سنوات، تتيح لشركة “أفريقيا غاز” استيراد 100 مليون متر مكعب سنويًا من الغاز المسال من حقل “تندرارا”، أكبر مشروع غاز بري في المغرب.
هذا الوضع يطرح تساؤلات حول الهيمنة على السوق ومدى تأثيرها على المنافسة. فقد لوحظ أن هذه الصفقة تعزز احتكار “أفريقيا غاز”، مما يعيق دخول شركات أخرى إلى السوق ويضعف فرص الاستثمار.
إضافةً إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن شركة “ساوند إنرجي” استفادت من إعفاءات ضريبية تصل إلى 36 مليون دولار، ما يثير القلق بشأن العدالة في توزيع الفوائد. في وقت تعاني فيه البلاد من أعباء ضريبية متزايدة، كيف يُسمح لشركة خاصة بالاستفادة من مثل هذه التسهيلات؟
العلاقة بين “أفريقيا غاز” و”ساوند إنرجي” تثير أيضًا الشكوك حول نزاهة السوق. فالشركة المغربية ليست فقط مستفيدة من الصفقة، بل قامت بشراء 9.8% من أسهم الشركة البريطانية، مما يزيد من مخاوف استغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة.
في ظل هذه الديناميكيات، تبرز الحاجة الملحة لدعوة الشفافية في الصفقات العمومية. يجب أن تكون الأولوية هي خدمة المواطن المغربي وتعزيز التنمية المستدامة، بدلاً من السماح لعدد قليل من الشركات بالهيمنة على موارد البلاد.
