تنبيه الوسنان بحكم رفع الصوت بالأذان
(تعليقا على قضية بلاغ وزارة الأوقاف في خفض أصوات المكبرات)
رضوان شكداني السلفي المالكي
هوية بريس – الإثنين 17 مارس 2014
لقد خرجت علينا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببلاغ عجيب فحواه غريب محتواه يأمر المؤذنين بخفض مكبرات الأذان في صلاة الفجر نظرا لانزعاج بعض المواطنين النائمين بأصوات هذه المكبرات، فأردت في هذا المقام توضيح حكم رفع الصوت بالأذان تشنيفا لآذان أهل الإيمان، وتوجيها للحائر الولهان، وإغاضة لأهل الطغيان، وعلى رأسهم زمرة “بنو علمان”.
فأقول الأذان في اللغة الإعلام بأي شيء، ومنذ قوله تعالى: (وأذن في الناس بالحج). وفي الشرع: الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مشروعة.
والغاية من الأذان هي إعلام وتنبيه الغافل إلى حضور وقت الصلاة لهذا فقد وردت الأدلة الشرعية في شروعية رفع الصوت بالأذان في كل الصلوات ومنها:
ما رواه البخاري برقم (584) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري ثم المازني عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري قال له: إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب أن ينادي يوم حنين: “أين أصحابُ السَّمُرَة” لقوَّةِ صَوته. رواه مسلم برقم (76).
والسمرة هي الشجرة التي بايع بعض الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم تحتها بيعة الرضوان، ومعناه: ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
فدلّ على أن ما يطلب فيه قوة الصَّوت ينبغي أن يختار فيه ما يكون أبلغ في تأدية الصوت.
وقد اتفق الفقهاء على مشروعية رفع الصوت بالأذان كما في والخرشي على مختصر خليل (1/232) والمجموع (3/119) والمغني (2/82).
أما مكبرات الصوت فهي من نعم الله تعالى على أهل القبلة؛ لأنها تزيد الصوت قوة وحسناً لإعلام الشعائر الإسلامية، وإبلاغ الخير للبرية، ونفوذه إلى أسماع أكبر عدد ممكن من الأحياء، ورحاب المساجد والمنتديات، وعلى هذا فالأذان بواسطة مكبرات الصوت يوافق سنن الأذان ولا محذور فيها شرعاً، فإذا كان كذلك وكانت وسيلة لأمر مطلوب شرعي فللوسائل أحكام المقاصد.
وقد أفتى العلماء المعاصرين بجواز استعمال مكبرات الصوت في الأذان وغيره كما في مجلة الأزهر، الجزء السادس، المجلد الخامس والعشرون، جمادى الآخرة، عام 1373هـ/1954م فبراير، وهي مجلة شهرية تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، (ص:714)، والمجلة العربية، (العدد:121)، لعام 1408هـ/1987م، مجلة شهرية ثقافية تصدر عن المملكة العربية السعودية، (ص:12)، ومجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد الرابع، عام 1410هـ، وهي مجلة محكمة متخصصة في الفقه الإسلامي تصدر عن المملكة العربية السعودية، (ص:147-148)، وفتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم (2/127)، وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية (6/65).
ترى أي مستند لوزارتنا الموقرة في كتم أنفاس المؤذنين عن إيصال كلمة التوحيد لآذان الراقدين، أم أن بعضهم من مصلحته أن لا تقوم الأمة من سباتها لتحديد مصيرها والرجوع لهويتها؟!!
