حتى نتعرف جميعا على «التشيع» الذي يبشروننا به
إبراهيم الصغير
هوية بريس – السبت 26 أبريل 2014
لم يعد خافيا على أحد في هذا الزمان، مدى شراسة الحملة الصفوية التي تشنها إيران على البلدان السُّنِّية لِجَرِّها إلى معتقد الرَّفض والتشيع، مستغلة في ذلك كل الوسائل المتاحة، لتحقيق هذا الغرض الذي خططت له بِجِدِّ، وقامت على تنفيذه بحَزم، في حين غفلة من بعض أهل السنة، وجهل من البعض الآخر لحال هذه الحرب التي تُشَّنُ علينا باسم الدين.
حرب أُرِيدَ لها أن تكون مدمرة لكل الثوابت والمُسلَّمات، التي اكتسبها المغاربة فطرة في هذا البلد السُّني، من خلال عرض التشيع في قالب مزيف.
ومن هنا كان لزاما علينا توضيح هذا الدين الجديد الوافد الذي يُعرض على المغاربة في عقر دارهم، مستهدفا عقيدتهم وسُنِّيتَّهم وإسلامهم، وبيان أهم مقوماته وأسسه الحقيقية التي يقوم عليها، والله ولي التوفيق وهو يهدي السبيل.
1-دين له رب غير ربنا سبحانه:
يعتقد البعض أن في هذا القول مبالغة كبيرة، وخاصة ممن يجهل حال الروافض الأشرار.
أ- في الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري(2/278): “إنا لا نجتمعُ معهم ـ أي: أهل السنةـ على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربَّهم الذي كان محمد نبيّه وخليفته بعده أبوبكر، ونحن لا نقول بذلك الرب ولا بذلك النبي، بل نقول: إن الرب الذي خلق خليفة نبيه أبا بكر ليس ربنا ولا ذلك النبي نبينا”.
ب- ويقول الرافضي التيجاني المعاصر في إحدى محاضراته: “الرب الذي يرضى أن أبا سفيان يموت على الإسلام هذا رب أنا لا أؤمن به”.
فما لهؤلاء القوم لا يرجون لله وقارا وقد خلقهم أطوارا.
2- دين بلا قرآن:
من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا نحن المسلمين، نعمة القرآن الكريم، كلام الله، دستور هذه الأمة، المتكفل بحفظه من فوق سبع سماوات.
ولا يخفى على أحد هنا مدى عناية المغاربة قديما وحديثا بكتاب الله، وتمسكهم به وبأحكامه، في إطار دين الإسلام الذي جبلوا عليه.
فهل يرضى المغاربة بالعدول عن دينهم إلى دين لا قرآن له؟
فالشيعة يعتقدون بتعرض هذا القرآن الذي بين أيدينا للتحريف، وعندهم مصحف علي، ومصحف فاطمة يزيد على قرآننا بالثلث، وهو غير موجود، لكونه مرفوعا مع القائم المهدي.
إذن لا قرآن عند القوم، وهذه من الحقائق التي يخفيها مبشرو الشيعة الجدد، لتعارضها مع المصلحة العامة لهذا الغزو الفكري الجارف، وإليكم بيانها:
أ- يقول عدنان البحراني في “مشارق الشموس الدرية”: “والحاصل فالأخبار من طريق أهل البيت(ع) أيضا كثيرة إن لم تكن متواترة على أن القرآن الذي بأيدينا ليس هو القرآن بتمامه كما أنزل على محمد (ص) بل هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو محرف ومغير وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي (ع) في كثير من المواضع ومنها لفظة آل محمد(ع) منها أسماء المنافقين ومنها غير ذلك، وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسول الله (ص) كما في تفسير علي بن إبراهيم).
ب- يروي الكليني في “الكافي في الأصول”: عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية”.
والقرآن الذي بين أيدينا لا تتجاوز آياته 6236 آية، على خلاف بسيط في طرق العد.
ج- يقول الكليني في “الأصول من الكافي”: “…ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، قال: قلت: هذا ولله العلم قال: إنه لعلم وما هو بذاك” (1/239).
فالشيعة إذن عندهم مصحف يزيد على المصحف الذي بين أيدي المسلمين بالثلث، والقول بالتحريف دينهم، فقد ألف نوري الطبرسي كتابا سماه “فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب”، وضح فيه معتقد الشيعة في القرآن، ويعتقدون أن القائم عندما سيخرج سيأتي معه بمصحف علي أو فاطمة ويلغي العمل بالمصحف الذي بين أيدينا كما في “الكافي” للكليني.
فما للمغاربة؟ وما لهذا الدين الحادث المحدث؟ وهل يقبل المغاربة بهذه الجاهلية بعدما أنعم الله عليهم بنور الإسلام؟
3- دين يكفر صحابة نبيكم:
يعتبر الصحابة الكرام حلقة وصل في مسلسل التبليغ النبوي لدين الله، ولما أراد الشيعة الأنجاس محاربة هذا الدين، توجهوا إلى هذه الحلقة المباركة بالطعن والتجريح الذي وصل إلى حد التكفير.
في تفسير العياشي وغيره: “…عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ قال: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي”.
ويقول الشيعي مرتضى محمد الحسيني النجفي في كتابه “السبعة من السلف” (ص:7) ما نصه: “إن الرسول ابتلى بأصحاب قد ارتدوا من بعد عن الدين إلا القليل”.
فصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين يتقرب المسلمون إلى الله بحبهم قد ارتدوا عن دين الإسلام عند الشيعة.
فهل يتحول المسلمون من دين يحترم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ويُحبهم يُجلُّهم، إلى دين يكفرهم ويخرجهم من دائرة الإسلام؟
4- دين يكفر أمكم عائشة -رضي الله عنها- ويتهمها بالفاحشة:
عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال: بعَثَني رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-على جيشِ ذاتِ السلاسل، قال: فأتيتُه قال: قلتُ: يا رسولَ الله، أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: (عائشة)، قال: قلت: فمِن الرِّجال؟ قال: (أبوها إذًا)، قال: قلت: ثُمَّ مَن؟ قال: (عمر)، قال: فعدَّ رِجالاً”، أخرجه الشيخان.
فهذه حبيبة رسول الله، الصديقة بنت الصديق، أم المؤمنين بنص القرآن يقول الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (الأحزاب6).
المبرأة من فوق سبع سماوات، الطاهرة المطهرة، الناسكة العابدة، والعالمة الجليلة. لها مكانة كبيرة في قلوب المسلمين عامة من ذوي الفطر السليمة، إلا قلوب هؤلاء الروافض الذين يكفرونها ويتهمونها بالفاحشة نعوذ بالله من الخذلان.
– يقول الشيعي محمد طاهر القمي الشيرازي في كتاب الأربعين،(ص615): “مما يدل على إمامة أئمتنا الاثني عشر، أن عائشة كافرة مستحقة للنار”.
فالرافضة يصبون جام غضبهم على أم المؤمنين، فلم يكفهم السب اللعن والتكفير، بل حكموا عليها بالنار، واتهموها بالفاحشة.
هذه بعض النقط فقط أحببت أن يطلع عليها المغاربة السنة، ليزدادوا بها إيمانا بدينهم وتمسكا بسُنِّيَّتِهم، وأن يغلقوا أبوابهم ونوافذهم أمام هذه الرياح الخبيثة، التي تمثل الباطل الذي لن تلبث أن يزول ويزهق أمام الحق المجلجل.
وأترك الحكم على هذا المعتقد لجميع المغاربة.
والله أسأل أن يجنب بلدنا المغرب الحبيب الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ علينا ديننا إنه ولي ذلك والقادر عليه.