الأستاذ إدريس كرم يسلط الضوء على سيرة ونضال شيخه العلامة المكي الناصري رحمه الله

26 فبراير 2016 23:32
الأستاذ إدريس كرم يسلط الضوء على سيرة ونضال شيخه العلامة المكي الناصري رحمه الله

هوية بريس – إبراهيم بيدون

الجمعة 26 فبراير 2016

ضمن سلسلة “محاضرات سبيل الفلاح” في سنتها الخامسة التي تنظمها حركة التوحيد والإصلاح، ومحورها التعريف بأعلام المغرب المعاصرين، جاءت المحاضرة الثالثة تحت عنوان: “الشيخ المكي الناصري.. من فقه الدعوة إلى فقه الدولة”، أطرها اليوم الجمعة بمقر الحركة في الرباط الأستاذ إدريس كرم.

استهل المحاضر محاضرته بوضع الإطار الذي سيتناوله في حديثه عن الشيخ المكي الناصري، من خلال حصر مساره وتاريخه العلمي والسياسي والنضالي بين “فقه الدعوة وفقه الدولة”، لأن الإنسان يحتاج إلى دين وهو الدعوة ويحتاج إلى أرض ونظام وقانون يحكم وهو الدولة؛ زاعما أن الشيخ الناصري هو صانع نظام الدولة الحديث، لأنه استطاع أن يمزج بين الديني والسياسي بالشكل الصحيح.

الأستاذ إدريس كرم يسلط الضوء على سيرة ونضال شيخه العلامة المكي الناصري رحمه الله

ثم ساق الباحث في علم الاجتماع الديني والثقافي نصوصا تاريخية لمنظري الاحتلال وكيف كانت فرنسا تنظر إلى المغرب على أنه الابن الشارد الذي ينبغي أن يرجع إلى الحظيرة الفرنسية؛ وفي ذلك كانوا يكيلون أشد عبارات الاحتقار والازدراء في حق المغاربة والمسلمين، نافين أن يكون المغرب دولة، زاعمين أنه كان مجرد قبائل تتقاتل فيما بينها، مروجين لطرحهم الامبريالي “المغرب يعيش اللحظة الانقسامية”.

في هذه المرحلة من تاريخ المغرب ولد الشيخ المكي الناصري (سنة 1906)، ثم جاء الاحتلال بنظمه وقوانينه ودعم الطرقية والقبوريين الذين لم يكن أعلامه ومريدوهم يرون فائدة من مقاومة المحتل، مستسلمين لقدرهم المكتوب عليهم بزعمهم يمارسون بدعهم ومحدثاتهم بكل أريحيه، وهو ما دعمه الاحتلال لفرض هيمنته على المغرب.

ثم ذكر الأستاذ كرم أن الشيخ الناصري بعدما تتلمذ منذ صغره في حلق العلم، لم يتجاوز 16 سنة حتى كتب كتابه الأول الذي سيكون له ما بعده، وهو كتاب: “إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة”، وقد كان لهذا الكتاب أثر قوي في زلزلة عروش رؤساء الطرق القبورية الذي هموا بإذايته، وعملوا على تحريض المحتل ضده، فتدخل السلطان المولى يوسف لحمايته من خلال تنصيبه مشفعا في مسجد أهل فاس بالرباط.

الأستاذ إدريس كرم يسلط الضوء على سيرة ونضال شيخه العلامة المكي الناصري رحمه الله

بعد هذا الكتاب أسس الشيخ الناصري ورفاقه في النضال جمعية باسم “أنصار الحقيقة”، ظاهرها دعوي وباطنها دفاع عن الدين والوطن، تحت اسم “الرابطة المغربية”، فكان لمأسسة عملهم الأثر القوي مي مسارهم في مقاومة المحتل، من خلال العديد من المشاريع.

وفي سنة 1929 انتقل الشيخ المكي إلى الدراسة في القاهرة، ومن هناك انتدب ليمثل الأمة المغربية عام 1931 في المؤتمر الإسلامي العام بالقدس الشريف، وفيه تلى “بيانا من الأمة المراكشية”، ذكر فيه وحذر من سياسة فرنسا وحربها على العقيدة الإسلامية والقضاء والتعليم واللغة العربية، ومشاريعها لتنصير المغاربة، ونشر السلوكيات المنافية لأحكام الشريعة.

فلما رجع إلى القاهرة وسع بيانه فطبعه كتابا، وتم توزيعه على نطاق واسع في العالم الإسلامي، وهو ما جعل السفارة الفرنسية في القاهرة تطالب بطرده من مصر، فطلب منه الرحيل، فسافر إلى سويسرا وهناك أمضى فترة قيمة من حياته اطلع فيها على ما كتبه المستشرقون والمنظرون الفرنسيون على المغرب؛ فكان ثمرة ذلك كتاب آخر قيم أسماه: “فرنسا وسياستها البربرية في المغرب الأقصى”.

ولما رجع إلى المغرب أسهم في كتابة مطالب الشعب المغربي التي قدمتها الكتلة مطالبة بالإصلاحات المستعجلة، أدت به إلى الانتقال إلى تطوان، ليبدأ مرحلة جديدة من جهاده.

كما ذكر الأستاذ إدريس كرم مجموعة من المواقف والأحداث التي عاشها الشيخ الناصري ولم يكن وقت المحاضرة كافية لتسليط الضوء على المزيد منها.

الأستاذ إدريس كرم يسلط الضوء على سيرة ونضال شيخه العلامة المكي الناصري رحمه الله

بعد انتهاء المحاضرة تقدم خالد الناصري وزير الاتصال السابق، وهو ابن أخ الشيخ المكي الناصري، بكلمة شكر فيها المنظمين والمحاضر والحضور، وأثنى على عمّه الذي كان مثالا ونموذجا للمغاربة الذين ضحوا من أعماقهم لخدمة هذا الوطن، وأن عمه كان نموذجا للوطنيين الصادقين، متأسفا على أنه لم ينل حقه في أخريات حياته وبعد مماته.

الأستاذ إدريس كرم يسلط الضوء على سيرة ونضال شيخه العلامة المكي الناصري رحمه الله

من جانبه قال عبد الوافي نجل الشيخ المختار السوسي رحمه الله أن الشيخ مكي كانت تجمعه مع والده الكثير من الأمور، فهما درسا معا في القرويين، كما أن الشيخ المكي طلب من والده أن يرحل معه إلى القاهرة لكنه اعتذر بسبب قلة ذات اليد.

كما روح على الحضور بحكاية وقعت لهما معا، وهو أنهما لما كانا يسجلان محاضراتهما في الإذاعة، التقيا بعد انتهاء الشيخ المكي من التسجيل، فقال له المختار السوسي، ماذا تفعل هنا؟

قال المكي: أسجل دروسي، ثم سأله: وأنت ماذا تفعل هنا؟

فرد المختار: أنا هنا أشلح ما عربته.

الأستاذ إدريس كرم يسلط الضوء على سيرة ونضال شيخه العلامة المكي الناصري رحمه الله

بعده تحدث الدكتور محمد بولوز والأستاذ امحمد الهلالي، وكلاهما أشادا بالعلامة الناصري رحمه الله وأنه نموذج للعالم الوطني الغيور على دينه، والذي عمل في مشروع النضال والإصلاح، وكان هو ورفاقه ثمرة الصحوة الإسلامية الأولى في تاريخ المغرب الحديث، لكننا لم نوفهم حقهم، بسبب الانصراف إلى المشارقة والتأثر بهم، بدل البحث والتنقيب على ما في المغرب والاستمرار على درب مصلحيه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M