أغنية «هاك آماما» والشرك الصريح..!!!

02 يوليو 2016 05:08
أغنية «هاك آماما» والشرك الصريح..!!!

أسامة اغداش

هوية بريس – السبت 02 يوليوز 2016

بلغت نسبة مشاهدة الأغنية حسب موقع جريدة الأحداث المغربية أكثر من 15200 مستمع في أقل من أسبوع على طرحها عبر “ساوند كلاود” بعد إعادة غناءها من طرف أحد المغنين المغاربة، وهي أغنية تندرج ألحانها وكلماتها ضمن التراث الشفاهي والموسيقي اليهودي من أصول مغربية وكعادة القنوات العلمانية المغربية، فهي حريصة على نشر العقائد الباطلة والأخلاق المنحلة، ومن جملة ذلك إذاعتها للأغنية اليهودية “هاكا أماما” وجعلها مقدمة لأحد التمثيليات الهزلية، لكن مالا ينتبه له أغلب الناس من العامة، هو ما يرد فيها من عبارة شركية صريحة حيث جاء ضمن كلمات الأغنية “فيا مولاي ابراهيم صاحب الفوضى راه يقضي حوايجي” فهذه استغاثة بالمدعو إبراهيم وزعم أنه يقضي الحاجات وإبراهيم هذا هو إبراهيم بن احمد بن عبد الله بن الحسين الامغاري، ينتهي نسبه إلى جده أبي عبد الله محمد بن أبي جعفر إسحاق أمغار الصنهاجي له ضريح يبعد عن مدينة مراكش بحوالي 50 كلم ومن غريب ما يروى عنه، تركه حلق الشعر والزينة إذا دخل شهر محرم، وإذا وجه إليه لوم على ذلك، قال “ما فعلنا هذا إلا امتعاضًا لقتل الحسين”، وفي هذا إحالة على المذهب الشيعي. ومن أقواله المأثورة “لا يأتينا إلا من آمنه الله، إن مقامنا هذا مقام إبراهيم الخليل، ومن دخله كان آمنا، دارنا دار سر، لا دار علم” نقلا عن موقع وزارة الأوقاف المغربية)

http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/6845

نسأل الله العافية.

ومن راجع أصل قصة هذه الأغنية يجد أن شابا يهوديا قصد ضريح إبراهيم ليحل مشكلة عجزه الجنسي بسبب سحر إبنة خالته له، حتى يتسنى له أن يتزوج حبيبته التي يناديها بماما – وليس المقام مقام رواية للقصة كاملة فنقتصر على المفيد – فما يهمنا في هذا الموضع هو خطورة المضمون الشركي والإنحراف العقدي لهذه الأغنية، بغض النظر عن الحكم الشرعي للإستماع للأغاني فحكم التحريم بهذا الخصوص صريح صحيح ومن أمثلة نصوص الشرع في بيان حكم تحريم الموسيقى: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة » (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).

ومن الملاحظ أن مخالفة الشرع والوقوع في المحرمات وإشاعتها بين الخلق بإسم الفن هو ديدن أهل الطرب والغناء تحت مسمى الثقافة ٬ والثقافة منهم براء كبراءة الذئب من دم يوسف ومن أمثلة الأغاني المشتهرة على الألسن والمصادمة للشرع المنزل والمضادة للمعتقد الصحيح٬ والجهر بالكفر البواح أغنية عبد القادر للشاب خالد ففيها الإستعانة وطلب الشفاء ودفع البلاء وحصول الأمن من عبد القادر الجيلاني ونحوه من الأموات العاجزين المربوبين!!

 “ضعف الطالب والمطلوب” حيث جاء فيها:

عبد القادر يا بو علم ضاق الحال عليّ***داوي حالي يا بو علم سيدي أرؤف علي

يا سيدي بومدين وأنا في أرضك نتأمن***يا سيدي الهواري.. سلطان غالي

واشفني عبد الله سطان الأعالي***داوي حالي يا بو علم سيدي ارؤف عليّ

فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون أم عمي عليهم قوله تعالى: {أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون} سورة النمل الآية:62.

قال تعالى: (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون) [الأحقاف:5].

وقال تعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذًا من الظالمين.) [يونس:106].

وقال تعالى: (فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) [الأعراف:37].

وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال عن قول الشرع في من وقع في الشرك أو الكفر جاهلا.

والجواب: أن من فعل شيئا من المكفرات جهلاً: فإنه لا يكفر بذلك، ولا يرتفع عنه وصف الإسلام حتى تقام عليه الحجة ويبين له.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: “فكل من كان مؤمنا بالله ورسوله، مصدقا لهما، ملتزما طاعتهما، وأنكر بعض ما جاء به الرسول، جهلا، أو عدم علم أن الرسول جاء به: فإنه وإن كان ذلك كفراً، ومن فعله فهو كافر، إلا أن الجهل بما جاء به الرسول يمنع من تكفير ذلك الشخص المعيَّن، من غير فرق بين المسائل الأصولية والفرعية، لأن الكفر جحد ما جاء به الرسول أو جحد بعضه مع العلم بذلك.

وبهذا عَرفت الفرق بين المقلدين من الكفار بالرسول، وبين المؤمن الجاحد لبعض ما جاء به جهلاً وضلالاً، لا علماً وعناداً” انتهى من “الفتاوى السعدية” (ص:443-447).

فالعذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربَّه، سواء في مسائل الاعتقاد والتوحيد والشرك، أو مسائل الأحكام الفقهية.

ويدل على عذر المسلم بالجهل في مسائل العقيدة جملة من الأدلة الشرعية، وهي:

الأول: النصوص الشرعية الدالة على إعذار المخطئ، كقوله تعالى: ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) البقرة/286.

وقد قال الله تعالى: (قَدْ فَعَلْتُ)، كما في “صحيح مسلم” (126)

وقوله تعالى: (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) الأحزاب/5.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ) رواه ابن ماجه (2043)، وحسنه الألباني.

فهذه النصوص تدل على أن كل من خالف ما كُلف به، ناسياً أو جاهلاً فإنه معفو عنه؛ فالمخطئ يشمل الجاهل ؛ لأن المخطئ هو كل من خالف الحق بلا قصد.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: “وهذا عام في كل ما أخطأ فيه المؤمنون من الأمور العملية والأمور الخبرية” انتهى من “الإرشاد إلى معرفة الاحكام” ص:208.

وقال الشيخ ابن عثيمين: “والجهل -بلا شك- من الخطأ، فعلى هذا نقول: إذا فعل الإنسان ما يُوجب الكفر، من قول أو فعل، جاهلاً بأنه كفر، أي: جاهلاً بدليله الشرعي، فإنه لا يكفر” انتهى من “الشرح الممتع” (14/449).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ” وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( قَدْ فَعَلْت)، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْخَطَأِ الْقَطْعِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ… فَمَنْ قَالَ: إنَّ الْمُخْطِئَ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ يَأْثَمُ، فَقَدْ خَالَفَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالْإِجْمَاعَ الْقَدِيمَ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (19/210).

وقال: “هَذَا مَعَ أَنِّي دَائِمًا وَمَنْ جَالَسَنِي يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنِّي: أَنِّي مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ نَهْيًا عَنْ أَنْ يُنْسَبَ مُعَيَّنٌ إلَى تَكْفِيرٍ وَتَفْسِيقٍ وَمَعْصِيَةٍ، إلَّا إذَا عُلِمَ أَنَّهُ قَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الرسالية، الَّتِي مَنْ خَالَفَهَا كَانَ كَافِرًا تَارَةً، وَفَاسِقًا أُخْرَى، وَعَاصِيًا أُخْرَى، وَإِنِّي أُقَرِّرُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ خَطَأَهَا: وَذَلِكَ يَعُمُّ الْخَطَأَ فِي الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ الْقَوْلِيَّةِ وَالْمَسَائِلِ الْعَمَلِيَّةِ”. انتهى من “مجموع الفتاوى” (3/229).

وقال ابن العربي: “فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً، فإنه يعذر بالجهل والخطأ، حتى تتبين له الحجة، التي يكفر تاركها، بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله ” انتهى، وقد نقله عنه القاسمي في “محاسن التأويل” (3/161).

وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي: “فنحن وإن قلنا في صورةٍ من صور السؤال ونحوها: إنَّ هذا دعاءٌ لغير الله تعالى وعبادةٌ وشرك، فليس مقصودُنا أن كلَّ من فعل ذلك يكون مشركًا، وإنما يكون مشركًا مَنْ فَعَلَ ذلك غيرَ معذور، فأما من فعلها معذورًا، فلعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى، وأفضلهم وأتقاهم” انتهى من ” آثار الشيخ عبد الرحمن المعلمي” (3/826).

و قد دلت نصوص الشرع على أن حجة الله على العباد لا تقوم إلا بعد العلم:

كقوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) الإسراء/15.

وقوله: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء/165.

وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ) التوبة/115، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان.

فهذه الآيات تدل على: أن المكلف ليس مطَالباً بالتكاليف الشرعية إلا بعد علمه بها، وإذا لم يعلم بها، فإنه يكون معذوراً.

قال الشيخ ابن عثيمين مبينا فوائد هذه الآية (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ…) قال: “الفائدة العظيمة الكبرى وهي العذر بالجهل، حتى في أصول الدين ؛ لأن الرسل يأتون بالأصول والفروع، فإذا كان الإنسان جاهلاً لم يأته رسول، فله حجة على الله، ولا يمكن أن تثبت الحجة على الله إلا إذا كان معذورا” انتهى من “تفسير سورة النساء” (2/485).

وقال ابن القيم: “الأحكام إنما تثبت في حق العبد بعد بلوغه هو، وبلوغها إليه، فكما لا يترتب في حقه قبل بلوغه هو، كذلك لا يترتب في حقه قبل بلوغها إليه”. انتهى من “بدائع الفوائد” (4/168).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في “الرد على الإخنائي” تحقيق العنزي (ص: 206):

“كذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله هو أيضًا مشرك، والذي فعله كفر، لكن قد لا يكون عالمًا بأن هذا شرك محرم.

كما أن كثيرًا من الناس دخلوا في الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام، ويتقربون إلى النار أيضًا ولا يعلمون أن ذلك محرم، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك، فهذا ضال، وعمله الذي أشرك فيه باطل، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة، قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون)” انتهى.

والأدلة في هذا الباب كثيرة فنكتفي بهذا القدر.

https://twitter.com/o_ourhdach

nasaim-asa3ada.blogspot.com

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. هذه حالنا، سكوت بل دعم للشركيات و الإنحرافات بينما القمع و التضييق يطال كل ما هو إسلامي، و من يدعي غير ذلك أو أن هناك حماية للملة و الدين فليقدم الدلائل على قوله.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M