الشيخ القزابري يكتب: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نور…!

02 نوفمبر 2020 18:34
الشيخ عمر القزابري يكتب: الشهرة.. شراب السراب

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..أحبابي الكرام:

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: لم يكن هذا الاسمُ الحبيب.. سِوى ذلك النور.. الزاهي الآتي من العلياء.. والذي استنَارت به الدنيا.. وعمَّ به الهناء..

نعم أحبابي: لقد طلعتْ شمسُ النبوة مُشرقة.. وسطعتْ هدايةُ الله في الأكوان هاتِفة.. أنَّ رحمة الله قد انتشرت.. وأنَّ عهود الظلم والشركِ قد انتهت..وأن أسواقَ الأوثان قد كسدَت.. وأن هذا النور سيكون أساسَ دين العزة الذي لا يبقى بيت مَدَرٍ ولا وَبَر.. إلا أدخله الله له.. بِعزِّ عزيز.. أو بِذلِّ ذليل.. فجديرٌ كل الجدارةِ أن يقابَلَ مِنَّا هذا النور الأسمى.. وهذا الدينُ الأعزُّ الأحْمَى.. بالإكبارِ والإجلال.. وأن تُبذل في التَّعريفِ به نفائسُ الأموال.. وفضائلُ الأعمال..ومحاسنُ الأقوال..تقربا بذلك إلى ربنا ذي العزة والجلال..وخَليقٌ بهذا العالم المتكدر أن يتشبث بحبله الممدود..لأنه يحمل وحيا طاهرا مُقدسا..ويقِيمُ صُروحَ الصِّلاتْ.. وينهض بالإنسان.. الذي هو محل العناية.. وجوهر الرعاية..

فيا لها من نعمةٍ تعددت ألوانها وجوانبها.. ويالها من دعوةٍ شرفت مراميها ومقاصدها.. لو وَجدَتْ مَن يتحرى فضلها بقلب سليم من لوثات الضغائن والأحقاد.. وصدرٍ قد صفا من شوائب العناد والمكابرة والإلحاد.. ولو أصابتْ من يُعمِّقُ نظرها.. ويتشرَّبُ روحها.. لأسعدتِ العالمَ وأراحتْهُ من الأزمات والنكبات.. وضمَّدَتْ من جِراحاتهْ.. وخففت من جناياتهْ.. وحدَّتْ من غُلوائِهْ..
ولكن ومع الأسف.. تبدَّى في الأفق معاندون ومحاربون..ومتعصبُون ومتشنِّجون…قد تعلقوا بآراء سخيفة..ونظرياتٍ ضعيفة..وأُشرِبت قلوبهم التعلُّق بثقافات وافدة لا تمتُّ إلى ثقافة الدين بصلة..وتبنَّوا نظريات ابتدعها المبتدعون..وروَّجها الجاهلون..وزينها للشباب المُلحدون..الذين لم يستقيموا في أنفُسِهم..ولم يستنيروا بهدي ربهم..ولم يعرفوا من الحياة غير الماديات التي طغَت عليهم..فأغرقتهم في بحر الأغراض والشهوات..وأغرقتهم في كُدوراتِ الشبهات..فآمنوا بها معتقدين أنها كل شيء…وأغفلوا عالم الأرواح الذي هو أقوى وأوسع من عالم الأشباح..والذي بدونه يصبح الإنسان مجرد جسدٍ تتقاذفه ريح الفتن..وتعبث به أمواج الفتن..وصدق الله العظيم إذ يقول( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) وآخرون أصبح عندهم رصيدٌ من الخزعبلات والتُّرهات والتأويلات التي يحاولون عزوها إلى الدين الفطري الحنيف..والدين براء منها كُلًّا وجُملة ..
وعلى أي حال: فإنه لا بد أن يمتحن الله النفوس..ويُمحِّص القلوب..ليظهر بذلك الطيب من الخبيث…
أيها الأحباب: السَّعيدُ من لزم غرز رسول الله صلى الله عليه وسلم…واتبعه واقتفى أثره..وطوبى للغرباء الذين صبروا..والذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم..ومَن نصر الحقَّ نصره الله..ومن خذل الحق خذله الله..إنَّ الاحتفال الحق بذكريات رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون على نَحوٍ يُجلِّي حقيقتها.. يكون بالتخلق بأخلاقه صلى الله عليه وسلم. .والرجوع إلى تنظيمه ونِظامه..واتباعِ أوامره وأحكامه..وعرضِ المشاكل والمشاريع على سنته وشريعته..
لا برقصٍ وأنغام..ولا بقتلٍ وترويعٍ للأنام… ولا بعنفٍ ولا بسبٍّ ولا بتفجيرٍ ولا بآثام..واللهُ المستعان..وعليه التُّكلان….وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M