الكائنات الشهرية

23 يونيو 2020 10:38

هوية بريس – إبراهيم مجيد

الكائن الشهري هو موظف يعمل في القطاع العام أو الخاص، حيث ينتظر أجرته الشهرية من أجل صرفها بعمليات حسابية دقيقة، بمتتالية متقاربة، تنتهي حلولها عند أغلبيتهم عند منتصف الشهر. ليبدأ الانتظار مرة أخرى نهاية الشهر، انها دورة حياة الكائنات الشهرية، التي يبتغيها العديد من الأفراد رغم الصعوبات والمشاكل والإكراهات، التي يمر بها كل من يعيشها، وهي تدخل ضمن العشر المتبقي من أعشار الرزق، فقد ورد عنمسدد، قال حدثنا خالد بن عبد الله، ثنا داود بن أبي هند، عن نعيم بن عبد الرحمن: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” تسعة أعشار الرزق في التجارة “.

وهذا واضح جلي في جميع مجتمعات الدنيا، فالتاجر يتغير حاله بمتتالية هندسية، تراه اليوم في وضعية معينة وبعد مدة يسيرة تجده قد سافر عبر الزمن وصار من أغنياء الحي أو المدينة وربما بلغ بسفره ذاك أن أصبح مليونيرا، فلا يبقى مجال للمقارنة بين الموظف والتاجر،لأن الفوارق أصبحت سماوية فالكائن الشهري يعيش حياةالتقشف والمحاسبة على كل صغيرة وكبيرة،يعيش على أعاصبه خوفا من فقدان مصدر رزقه، ناسيا أو متناسيا قول ربنا عز وجل ﴿فَابْتَغُواعِنْدَاللَّهِالرِّزْقَوَاعْبُدُوهُوَاشْكُرُوالَهُإِلَيْهِتُرْجَعُونَ﴾، أذكر وتذكرون معي كثيرٌ من الموظفين الذين بلغوا سن التقاعد ولا يملكون بيتا يأوون إليه، لقد أصبحت ملابس بعضهم مرقعة من فرط حرص أهله على سؤاله من أين إكتسبته وفيما أنفقته. لكن ألا تنظرون معي أن هناك معادلة صعبة نعيشها، حاولت حلها لكن عجزت عن ذلك، إبن الوزير يصير وزيرا، وابن المعلم يصير معلما، وابن التاجر يصير تاجرا، طبعا هناك استثناءات معدودة لا نقيس عليها لأن الشاذ لا يقاس عليه، فوجدتني حائرا كيف أساعد ذلك الكائن الشهري في تغيير دورة حياته، فهل الى خروج من سبيل؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M