«النظريات الإستعمارية الفرنسية» وتنزيلها بالمغرب (les methode coloniales francaises)

24 نوفمبر 2018 17:26
«النظريات الإستعمارية الفرنسية» وتنزيلها بالمغرب (les methode coloniales francaises)

هوية بريس – ذ. إدريس كرم

نقدم فيما يلي للقراء نصا يبين التوجه الاستعماري الفرنسي الذي أقامته في شمال إفريقيا عامة والمغرب خاصة، حيث استندت إلى العهد الروماني الذي يعتبره الفرنسيون أنهم الورثة الشرعيون له بالمغرب، ولذلك لم يروا غضاضة في حكمهم المباشر للمغرب الذي وقعوا على عهد حماية مؤسساته، إلا أنهم بعدما غزوه واستتب لهم الأمر، غيروا أنظمته، وشرائعه المبنية على الإسلام، وعملوا على التفريق بين عناصر سكانه، واستولوا على أراضيهم بالسهول ومنابع مياهها، مقدمين إياها للمعمرين الأجانب، الذين حولوا ما بقي من السكان في تلك الأراضي إلى يد عاملة بأبخس الأثمان، بناء على نظريات عنصرية، ما أنزل الله بها من سلطان.

“النظريات الاستعمارية الفرنسية

على بعد 27كلم من مكناس، توجد أطلال فوليبيليس الرومانية، التي بفضل عمل المفكرين نجحت المدينة في جلب السياح الذين يعجبون من وجود صورة للحضارة الرومانية القديمة تنتشر في المغرب.

مدينة وليلي بالتأكيد مدينة تستحق الزيارة لعدة أسباب منها أنها حطام رمز يؤكد من خلال أحجار ميتة أن فكر الرومان متجسد هنا، وهو دائم حي في الواقع حيث يعسكر مرة أخرى لفيف قوات الجمهورية الفرنسية.

وليلي هي روما وسط البرابر تسلك سياسة محلية ملائمة لهوى بلد محتل يدافع عنها من طرف الأهالي أنفسهم، إنه التقليد الفرنسي للرومان المجدد اليوم بنجاح عز نظيره على أرض المغرب، فكما أن روما هذه لم تفرض بل تبنت ما هو أفضل، كذلك سياستنا في المغرب لم تقدم جديدا فقد عملنا في أرض المغرب على تجنب الأخطاء الكبيرة للماضي، نحن لا نريد تحديد خطر النظريات بحيث يمكن أن يصل التعاون الودي بين الحكومة الفرنسية والذين يمثلون المعتقدات الداخلية للشعوب المسلمة.

بالمغرب من أول وهلة طبق ليوطي أسس التعاون مما مكننا من جعلنا نهنؤه اليوم في حين أننا بالجزائر وتونس تحملنا سوء السياسة الإسلامية منذ الحرب.

إتفاق لندن السري مع بريطانيا حول المغرب سمح لنا بأعمال سلطتنا فيه بفضل مساعدة الأهالي تحت قيادة رؤسائهم المباشرين، سياسة القياد الكبار التي توجد في كل جهات الجنوب حاليا سمحت لنا بالحصول على مساعدة الجنود النظاميين الفرنسيين من الرجال الخاصعين لأولائك القياد الكبار بالأطلس الذي تمثل مساحته ثلث مساحة المغرب.

إنها سياسة ناضجة توفر حياة الجنود والمال، وتقدم نتيجة متواصلة لإنتشار فكرة إقامة مدن أوربية خارج مدن الأهالي لن تسمح فقط بالحفاظ وفق المنظور السياسي على الذهنية الوطنية لهؤلاء، لكن أيضا تسمح للمغاربة بالإنعزال واللعب على كلمة حسن عملهم في الأمن الذي حمل لهم الحضارة دون أن تصادم هذه الحضارة في خطواتها الإنسان المسلم.

نحن نريد أن يتحقق الأهالي شيئا فشيئا أننا قدمنا كمتعاونين، وقد أدركت بعض العناصر المغربية ذلك فجاؤوا يتجولون في أسواق فاس والرباط، وحتى مراكش نفسها ليروا إلى أي حد تستحسن التوجيهات المعطاة من طرف رجالنا الأقوياء، لا يتعلق الأمر بغزو وإنما بتنظيم الغزو، غزو الجيش والدبلوماسية الذين يقدمان المغرب لفرنسا إدارة حذرة وناضجة ستتأكد في الواقع التاريخي المطرد المتبين في الجزائر بعد غزوها والذي كلف غاليا في وقت الحضور بأنحاء الجزائر مع قليل من الإدارة وكثير من الفطنة”.

(ص:103 وما بعدها في مجلة france-maroc ماي 1920 السنة الرابعة).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M