بولوز*: من المؤسف أن تستمر الحالات الإرهابية للفصيل القاعدي المتطرف ولو فعلها الإسلاميون لكثر النحيب والشجب..

29 أبريل 2019 18:17

هوية بريس – حاوره: نبيل غزال

1- ما تعليقكم على الاعتداء الذي تعرض له الدكتور الريسوني بالعصي والسكاكين خلال مشاركته بمحاضرة بكلية الآداب بمرتيل؟

مما يؤسف له أن تستمر الحالات الإرهابية للفصيل القاعدي المتطرف ولأيتام الشيوعية البائدة المنتمية للقرن الماضي، والتي بمنطق الأشياء لا يمكن أن تستمر إلا برعاية ودعم من جهات لا تريد الخير للوطن والمواطنين، ومن شأن مثل هذه الحوادث كالتي وقعت مع محاضرة الدكتور أحمد الريسوني أن تسائل مجموعة من الجهات، وأولها إدارة الجامعة والكلية بتطوان ماذا فعلت مع هذه العناصر الإرهابية التي تهدد الحرم الجامعي المفروض فيه أن يكون آمنا مطمئنا مهيئا للعلم والدراسة والتكوين والأنشطة الثقافية والتربوية المناسبة والحوار الرصين بين مختلف التوجهات والأفكار والتيارات، ولا مكان للهروات والسكاكين والسلاسل وأساليب العنف والإرهاب، ويسائل الحدث مختلف الأجهزة الأمنية والترابية التي تقع الجامعة ضمن نفوذها وتسائل النيابة العامة والفرقة الوطنية ذات الاختصاص في الحماية الترابية من هذه الظواهر العجيبة الغريبة في دولة يراد لها أن تكون دولة الحق والقانون، والكل يعلم لو كانت إرادة حقيقية لاختفاء هذا الشذوذ لوقع بأقل جهد وأقل تكلفة.

2- كيف تقيم تفاعل وسائل الاعلام مع هذا الإرهاب؟
ما يستغرب له بحق هو هذا السكوت المريب من عدد من المنابر ووسائل الإعلام عن هذه الجريمة النكراء في تهديد الآمنين والاعتداء على طلبة كانوا بصدد الاستماع لمحاضرة في الاختيارات المذهبية للمغاربة في التدين، والبعض لم يكتف بالسكوت وإنما تصدى بالهجوم على الضحية والتعليق على كلام المعتدى عليه بنسف محاضرته التي لم يمض عليها سوى عشرين دقيقة، عوض إدانة العاجزين عن مواجهة الأفكار بالأفكار والحوار ولجوئهم لوسائل بائدة وقديمة زمن استئساد المد الماركسي اللينيني والتيارات الشيوعية العدمية وعملها على الهيمنة الكاملة على الحرم الجامعي بتكميم الأفواه وعدم السماح إلا لمكائهم وتصديتهم ونباحهم…

3- بالنسبة لكم كيف ستكون ردة فعل المنابر الاعلامية لو تعلق الأمر بمحاضر ينتمي للتيار العلماني؟
ولو تعلق الأمر بنسف محاضرة لأحد “التنويريين” بزعمهم وأحد الرموز العلمانية، من طرف من يحسب على التيارات الإسلامية والدينية لانهدت الدنيا وتطربقت، وكثر النحيب والشجب والصراخ والعويل ولتدخلت جهات ومنابر رسمية وخاصة وحتى دولية لتبكي وتشكو الظلامية والعدمية وإقصاء الآخر وندبت حال الحرية والتثاقف وأدب الاختلاف وتحدثت عن أطراف أخرى لا علاقة لها بما وقع من المسؤولية المعنوية ونحو ذلك، وأنه آن الأوان أن تأخذ الدولة وضمنها وزراة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني هذه الحوادث والأحداث محمل الجد وتستأصلها استئصالا من جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية والتربوية وغيرها، فالعنف من أي جهة كان مدان وغير مقبول تحت أي ذريعة كانت، فلسنا في قانون الغاب، ويجب أن يشعر الطلاب والأساتذة وأولياء الطلاب بالأمان على أولادهم وهم يوجهونهم لطلب العلم وليس إلى المواجهات القتالية والدموية وسيارات الإسعاف والمستعجلات ونحو ذلك.

——————

* محمد بولوز: قيادي بحركة التوحيد والإصلاح

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M