تقرير مجمل عن الأوضاع الحقوقية للمعتقلين الإسلاميين بالسجون والتطورات التي عرفها ملفّهم سنة 2016‎

12 ديسمبر 2016 20:03
اللجنة المشتركة: النموذج الأمريكي مجزرة حقوقية أدت إلى وفاة المعتقل الإسلامي الغراس.. ندعو الدولة لوقفه‎

هوية بريس – متابعة

“بالموازاة مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين تضع بين أيدي متتبّعيها هذا التقرير المجمل الذي سنتحدث فيه عن الأوضاع  الحقوقية المزرية للمعتقلين الإسلاميين بالسجون وكذا تطورات ملف اعتقالهم طيلة سنة 2016 ، للوقوف على حقيقة الواقع الحقوقي المُخزي المُعاش ولتكشف زيْف الشعارات التي تدّعي احترام حقوق الإنسان .

الأوضاع الحقوقية للمعتقلين الإسلاميين بالسجون طيلة هذه السنة

عرفت الأوضاع الحقوقية للمعتقلين الإسلاميين طيلة هذه السنة تدهورا كبيرا جدا على جميع المستويات، ومما فاقم الأمر أكثر تطبيق المندوبية العامة لإدارة السجون لتصنيف السجناء وفق النموذج الأمريكي و تكليف شركة تموين خاصة بتغذية السجناء فكانت النتائج كارثية على أوضاع المعتقلين الإسلاميين وحقوقهم والتي سنقف على أهمها وهي كالتالي :

على مستوى الحق في الكرامة و المعاملة الإنسانية اللائقة

– يعاني معظم المعتقلين الإسلاميين من المعاملات القاسية و المهينة و الحاطّة بالكرامة  حيث يتعرضون للسبّ والشتم والاستفزاز والإهانة  من طرف موظفي السّجن ورؤساء المعاقل تصل لدرجة ضربهم وتعذيبهم وكأمثلة على ذلك :

– ما حدث بالسجن المركزي بالقنيطرة مع المعتقل الإسلامي محمد الطواش الذي تعرّض للقمع و الإهانة و الاستفزاز أمام زوجته في قاعة الزيارة بعدما استنكر جلوس موظّف الحراسة معه على نفس الطاولة التي يجالس فيها زوجته ليقطع عليهما حديثهما كما عوقب لمدّة 40 يوما بالزنزانة العقابية ” الكاشو ” مما جعله يقدم على الانتحار .

وقد تصل هذه المعاملة القاسية لدرجة التعذيب و حلق اللّحية بالقوة مثلا :

– كما حدث مع المعتقل الإسلامي أحمد أبرجكي  و عبد الرحيم برزاني و زكرياء  بوكرشة القابعين بسجن مول البركي بآسفي حيث تعرّض أبرجكي لضرب مبرّح ترك آثارا على جسده ، في حين تمّ أخذ عبد الرحيم برزاني إلى المصحّة حيث لا تتواجد كاميرات مراقبة وهناك  تمّت تعريته و تعذيبه و ضربه بسبب عدم قبوله للسكن وسط الشواذ و عتاة المجرمين . وهؤلاء الثلاثة جميعهم تمّ  حلق لحاهم بالقوة  والزجّ بهم بزنازن العقاب ” الكاشو ” ومنع أسرهم  من زيارتهم .

– تمزيق ثياب المعتقل الإسلامي عبد الإله وهبي بسجن تيفلت 2 و اقتياده مصفّد اليدين إلى مصحة السجن حيث لا توجد كاميرات مراقبة لينهال عليه عدد من الموظفين تحت إشراف مدير السجن بالضّرب المبرح في كل مكان من جسده بما في ذلك وجهه ، تحت وابل من الشتائم و تهديده بالاغتصاب بسبب أنه رفع الآذان لإشعار السجناء بدخول وقت الصلاة في رمضان  .

– حرمان المعتقل الإسلامي إسماعيل المهيدي بسجن تيفلت 1 من كل شيء من العلاج ، والهاتف ، والفسحة ، والزيارة ، بل حتى الهواء حيث يغلق عليه باب زنزانته ليلا ونهارا ، كما يتعرض للتجويع و الإهانة والتعرية والضرب على يد رئيس المعقل سابقا  البوعزيزي .

– تعريض المعتقل الإسلامي مصطفى الغياط القابع آنذاك بسجن بوركايز بفاس بتاريخ 01-03-2016 لضرب مبرح من طرف حارس اسمه “عادل”  وكذا تعليقه ليلة كاملة بمصحة السجن .

– تعليق المعتقل الإسلامي طارق اليحياوي القابع آنذاك بسجن بوركايز بفاس بتاريخ 31 ماي 2016 وهو مصفد اليدين بسبب احتجاجه على تفتيشه في أماكن حساسة من جسمه خلال الزيارة .

وغير ذلك من نماذج تعذيب المعتقلين الإسلاميين بالسجون .

على مستوى التغذية

بجلّ السجون المغربية إن لم نقل كلّها قامت مندوبية السجون بإصدار قرارات صارمة لإداراتها في مختلف مناطق المغرب تقضي بمنع عائلات المعتقلين الإسلاميين من إدخال كل الخضروات تقريبا و غالبية الفواكه مع مواد غذائية أخرى مما جعل المعتقل تحت رحمة الشركة المكلّفة بتغذية السجين وهنا الطاّمة الكبرى فما تقدّمه تلك الشركة رغم الشعارات البراقة والزائفة  هو غذاء غير صحّي بتاتا  و رديء كما أنّ كميته  قليله إضافة إلى تباعد أوقات تقديم الوجبات الغذائية مما يجعل السجناء عرضة للجوع الشديد الأمر الذي أثّر على لياقتهم البدنية .

على مستوى التطبيب

مجموعة من المعتقلين الإسلاميين يعانون من الإهمال الطّبي كالمعتقل الإسلامي عبد الهادي الذهبي المحكوم بالإعدام الذي يعاني من مرض على مستوى رجله حيث يلزمه إجراء عملية جراحية انتظرها منذ مدة طويلة دون أيّة فائدة .

ومعتقلين آخرين يتم إهمالهم والتلكؤ في تزويدهم بالأدوية وعرضهم على الطبيب حتى تتفاقم حالتهم الصحية كالمعتقل الإسلامي أحمد الشعرة المتواجد حاليا بسجن تيفلت والذي يعاني من مرض على مستوى ظهره و كليتيه و معدته مما جعله عاجزا عن المشي لدرجة أنه يخرج للزيارة محمولا من طرف السجناء ومع ذلك أخروا دواءه عنه  .

على مستوى حق تقريب المعتقلين من عائلاتهم

تعرّض مجموعة من المعتقلين الإسلاميين للإبعاد بمئات الكيلومترات عن عائلاتهم من أمثال :

– عبد الصمد الشردودي الذي تتواجد عائلته بمدينة سلا فتم ترحيله تعسفيا إلى سجن مول البركي بآسفي .

– عبد الهادي الذهبي  و عبد المالك بوزكارن اللذان تتواجد عائلتهما بالدار البيضاء تم نقلهما أيضا  تعسفيا إلى سجن مول البركي بآسفي .

– رشيد الغريبي العروسي المتواجدة عائلته بطنجة  رُحّل إلى سجن رأس الماء 1 بفاس

– محمد النكاوي المتواجدة عائلته بطنجة  رحّل إلى سجن تولال 2 بمكناس

– صلاح الدين بنيعيش  وأحمد الشعرة المتواجدة عائلتيهما بطنجة رحّلا إلى سجن تيفلت 2

– إدريس براعدي المتواجدة عائلته بالعرائش  رحل إلى سجن تولال 2 بمكناس.

وغيرهم كثير.

على مستوى الفسحة والزيارة

تقليص مدة الفسحة  بشكل كبير جدا وصلت في بعض السجون إلى ساعة في اليوم و الليلة . وتقليص مدة الزيارة حتى وصلت في بعضها لربع ساعة، هذا ناهيك عن ترك العائلات المسافرة مئات الكيلومترات تنتظر ساعات أخرى أمام باب الزيارة إضافة إلى التفتيش المهين والاستفزاز .

أما فيما يتعلق بالتطورات التي عرفها ملف اعتقالهم في هذه السنة

لم تعرف قضية المعتقلين الإسلاميين أي انفراج برغم أن المعاناة شديدة و قد طال أمدها . بل هناك ضحايا جدد  ضمن سلسة من الاعتقالات الجديدة المستمرة أبرزها:

– اعتقال الناشط الحقوقي محمد بوزيد المنسق المحلي لفرع تطوان لــ “اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين” بتاريخ  21 يونيو  2016 مُخلّفاً وراءه زوجة وثلاثة أطفال صغار أبرياء يحتاجون للرعاية والحنان ، وتوجّه له التهم جزافاً حتى قبل إنهاء التحقيق معه .

– إقدام الأجهزة الأمنية على اعتقال خلية كلها نساء معظمهن فتيات قاصرات عمرهن يتراوح ما بين 15 سنة و17 فيما سمّي ب”خلية النساء العشرة ” والتي تم توقيفها بتاريخ 03-10-2016  في سابقة خطيرة من نوعها كون أن  الخلية المزعومة كلّها من الفتيات ، وقد أعقب ذلك حملة تشويه ممنهجة ضدهن وإصدار حكم نهائي عليهن واستباق محاكمتهن بناء على الرواية الرسمية الظنّية .

ملاحظة  هامة

خلال هذه السنة توفي عثمان الرتيوي ابن المعتقل الإسلامي عبد الرزاق الرتيوي الذي كان يعاني من مرض سرطان الدم يوم 31 ماي 2016 صباحا ، فارق عثمان الحياة ولم يحظى بعناق أو وداع أخير مع أبيه برغم أنه وجّه نداء منذ ما يزيد عن السنة تقريبا  قبل وفاته من أجل إطلاق سراح أبيه .

هذا جزء من حقيقة أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب .

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل و به تم الإعلام والسلام.

المكتب التنفيذي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين”.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. لا حول و لا قوة إلا بالله، ما قيمة عضوية الدول العربية في منظمة المؤتمر ”الإسلامي”؟؟ و ما هو واجب الأمة لمآزرة إخواننا الأسرى و المعتقلين؟
    أليست هذه الممارسات الحيوانية هي التي تدفع الشباب المندفع إلى تطرف داعش؟؟؟؟ من المسؤول إذن؟؟

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M