خرافة إصلاح التعليم..

23 أغسطس 2020 19:37

هوية بريس – د.يوسف فاوزي

عندما أسمع أحدهم يتكلم عن إصلاح التعليم أشعر بالغثيان، كلام كثير ولا طائل من ورائه، وإذا نظرنا في تاريخ المغرب نلحظ أنه قبل الاستعمار الفرنسي لم يكن المغاربة يتحدثون عن إصلاح لتعليمهم، طريقة التعليم عندهم كانت واضحة جدا، يلتحق الطفل أولا بالمسيد -الكتاب- يحفظ القرآن وما تيسر من المتون، ثم بعدها ينخرط في حلقات العلم بالجوامع وأشهرها جامع القرويين، وإذا كانت أسرة هذا المتعلم من الأعيان ميسورة الحال أرسلوه إلى مصر أو بلاد الغرب لمتابعة دراسته وللحصول على شهادة عليا في تخصص ما، وكان التعليم وقتها تعليما بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أما بعد الاستعمار فلقد بدأ مسلسل الإصلاح أو بالأحرى الإفساد، فكثرت المشاريع والنظريات حتى أصيب الناس في هذا المجال بالحيرة بين كثرة هذه المشاريع التي تستنزف الميزانية العامة دون فائدة، وصار كل مشروع ينسخ الذي قبله بحجة عدم نجاحه، ليكون المتعلم دائما ضحية هذا العبث، وكل هذه المشاريع كانت إملاءات فرنسية محضة.

ودخلت الأسر في تفاهة المقارنة بين العمومي والخصوصي، لتصل المقارنة لحد ازدراء الفقراء وتوسيع الهوة بين العامة والخاصة، فأي تعليم هذا؟؟!

وإذا أردت أن أحدد السبب الرئيس في هذه الفوضى فسألخصه في قوله صلى الله عليه وسلم (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة)، الذي يتولى مهمة الإصلاح ينبغي أن يكون مستقل الرأي لا تابعا، وأن تكون له الجرأة في الإصلاح بالعودة إلى الأصل الأصيل.

مقولة إصلاح التعليم خرافة، التعليم طريقه واضح فالعلم هو العلم، وليس هناك علم قديم وعلم جديد، فقط ابتعدوا عن ماما فرنسا وستنجحون…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M