دور الإنصات في المؤسسات التعليمية

25 ديسمبر 2021 11:41

هوية بريس – ذ. عبد العزيز أوتكوميت 

امتنعت عن الكتابة، دموعها تهبط على خديها.. بينما بقيت القسم منهمكون في كتابة الدرس، سألتها عن السبب، انفجرت بالبكاء.. تركتها وشأنها.. استدعيتها على انفراد.. ما بك؟ عندي مُشكلة أسَرية.. خير إن شاء الله.. قالت:” إن أبي طلَّق أمي، وأعيش مع جدَّتي، وأبناء خالتي معنا يظلمونني دائماً، ثم يتهمونني بأنني ظالمة”.( وللقصة تفاصيل أعرضت عنها).

حالةٌ ضمن حالات كثيرة – ربَّما سَنحت الفرصة للبوح بها – يتحمَّل فيها الأبناء الصغار مشاكل الكبار، وغرضي من هذا التذكير حث الأولياء والأساتذة على فتح قلوبهم للتلاميذ والاهتمام بمشاكلهم، والقيام بدور الوساطة الأسرية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وإن لم يكن، فعلى الأقل الانصات لمشاكلهم – وإن لم نستطع إيجاد حلولٍ لها – فإن هذا الانصات:

– يفعل مفعوله السحري في نفوسهم بوجود من ينصت لهم.

– يجعلهم ينفِّسُون كُربتهم عن طريق البوح.

– يصرفهم عن بوح مشاكلهم لزملائهم فيصرفونهم على غير الجادة مع قلة تجربتهم وخبرتهم بأمور الحياة.

– يستفيدون من توجيه مدرسِّيهم الذين يُفترض فيهم في الغالب الأعم النصيحة، فيتحقق فيهم قول النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم:” الدِّين النصيحة”، قلنا: لِمَن يا رسول الله؟ قال: ” لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمَّة المسلمين، وعامَّتِهم”؛ رواه مسلم.

– إيجاد حلول بقدر الاستطاعة. وغيرها من فوائد الانصات.

وختاماً أخي المدرس أختي المدرسة، لا تُحصر مهمتك في التدريس فقط، بل العب أدواراً أخرى كثيرة – كلها لها علاقة بمهمتك كمربِّي وليس كمدرس وحسب – وأعلم أن ثمار غرسك ستؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، – إن راعيت فيها جوانب الانسانية-.

وتذكر دائماً حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: “قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة . ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” رواه مسلم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M