د. البشير عصام: هل الحركة الإسلامية معصومة من الخلل في التصورات والقصور في التطبيق؟

27 مارس 2017 21:43
"مركز إرشاد للدراسات والتكوين".. مركز جديد لنشر الوعي في مختلف مجالات المعرفة

هوية بريس – د. البشير عصام المراكشي

اكتشفت اليوم أن بعض الأفاضل لم يفهم من مقالي الذي نشرته أمس، والذي ذكرت فيه البدائل التي قصرت الحركة الإسلامية فيها، في مصر والمغرب وغيرهما، إلا أنني إذ انتقدت غيري فذلك لأنني راض عن عملي ودعوتي!

والحق أن الأمر عندي من أيسر ما يكون، وألخص ذلك في نقاط:

أولا: هل يحق لي أن أنتقد الحركة الإسلامية، بقطع النظر عن حالي في العمل؟ نعم، دون ريب. والعبرة بحال النقد من جهة الصحة والفساد، لا بحال المنتقد ومرتبته في التأثير المجتمعي، وهل الأضواء مسلطة عليه أم على غيره! فهذه كلها إيرادات خارجة عن موضع النقاش.

ثانيا: هل قصرت الحركة الإسلامية عندنا وفي مصر في المنافسة في مراكز السلطة؟ نعم، دون ريب. يعرف ذلك كل متابع. وهو النقد ذاته الذي وجهه عشرات المخلصين للتجربة المصرية من قبل. ولو أن الناس يستفيدون من تكرار التجارب وتراكم الابتلاءات، لاستفادوا من هذا النقد السابق، فما احتجنا إلى نقد لاحق!

ثالثا: هل هم معذورون في هذا التقصير؟ نعم في بعضه، ولا في كثير منه! ومن شاء التفصيل ذكرت له التفصيل!

على أننا في مقام الحكم على الفعل، لا على الفاعل. فمدارسة الأعذار ليست من وكدنا في هذا المقام ..

رابعا: هل الحركة الإسلامية معصومة من الخلل في التصورات والقصور في التطبيق؟ قطعا: لا!

فما بال بعض الناس لا يقبل مني نقدا بناء وضعت فيه يدي بوضوح على المجالات التي على هذه الحركة أن تستدرك الخلل الواقع فيها قبل أن تغرق السفينة؟

أتريدون منا أن نقول على الأحوال جميعها: ليس في الإمكان أبدع مما كان -وقد قيل-؟!

أم تريدون منا أن نرى المياه تتسرب إلى داخل المركب، فنقول: كل شيء على ما يرام، حفظا لصداقة أو ود، أو حماية لقلوب الناس من حزن أو كمد؟!

خامسا: أربعوا على أنفسكم إخوتي ومشايخي أجمعين، فإنني أقول لكم بأقصى ما يكون عليه الوضوح: “لست راضيا عن نفسي ولا عملي!”، يعرف هذا عني، المقربون مني.

فكان ماذا؟!

أسكت.. فأضيف إلى قصور في عمل الذات، قصورا في خطاب الإصلاح للغير؟

ثم أزيد أيضا: ولا أنا راض عن السلفية المعاصرة، وقد انتقدتها من قبل في أمور كثيرة، ولا يزال في الجعبة الكثير.

فأين الإشكال؟

سادسا: أيهما أفضل لتصحيح المسيرة وإصلاح العيوب: خطاب النقد والتقويم أم خطاب التصفيق والتطبيل؟ أما أنا فأقول للقوم بوضوح وصراحة: هذه أخطاؤكم.. استدركوا قبل فوات الأوان.

وإنما أخاطب بهذا من أرجو صلاحه، وأرجو بصلاحه صلاح الأمة ورفعتها.

وإذا رأيتموني يوما ما أنتقد بمثل هذا النقد حزبا من أحزاب الفساد -في المنهج أو العمل-، فاعلموا أن عقلي قد غاب، وأن القلم قد رفع عني!

فإن قيل: فما بالك لا تذكر هذا سرا، في نصح بينك وبينهم، لا على رؤوس الأشهاد؟

فالجواب من وجهين:

. أولهما: أن موضع الخلل ليس سرا، وأثره ليس محصورا في شخص ولا طائفة، بل عم حتى لم يسلم منه أحد. فحق الناس أجمعين علينا البيان الواضح وإظهار الحق.

. والثاني: أنني سعيت منذ سنوات في مثل هذا النصح الخفي، فما وجدت استعدادا للنقاش ولا السماع!

فما تراني أصنع؟!

* وأخيرا..

الحركة الإسلامية اليوم في مفترق طرق، والصدمات إن مرت دون أن تثمر مراجعة كانت محض ابتلاء يرجى أجره في اليوم الآخر، لكنه لا يكون سببا لإصلاح ولا تجديد ..

ورب لطمة أعقبتها يقظة..

ورب بسمة جرت خدرا..

والناس ينظرون إلى أهل العلم والفكر يسألونهم البيان والتقويم، وهي الأمانة التي أناطها الله بهم، وعليها -لا على غيرها- يحاسبون!

وهي التي نرجو أن يكون لنا فيها نصيب، إن قل فالله ينميه بفضله، وإن ضعف فالله يقويه بمنه.

والله الموفق.

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. فوالله لن يتقوى الاسلام بالحركات ولا الاحزاب الا بالرجوع الى كتاب الله وسنته فهؤلاء اسباب التفرقة بين المسلمين

  2. الى الأخ عبد الله يكفيك قول الله تعالى ( من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون ) وانت سببتني ورسول الله قال ( ليس المؤمن بسباب ولعان) فما رأيك؟!

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M