سيدي الوزير.. أنَا المعلِّمُ.. فتنبّه!!

20 سبتمبر 2017 18:32
مناصرو اللغة العربية يتهمون حصاد بفرض فرنسة التعليم وربط المدرسة المغربية بالنموذج الاستعماري

هوية بريس – لطيفة أسير

سيدي الوزير

لا أدري لمَ أشعر بكثير من الإهانة وأنا أطالع جديد قراراتكم بخصوص رجل التعليم، ينتابني إحساس فظيع بالمرارة حين أراكم تتعاملون مع هذا الكائن (المسحوق) بمزيد من الاستهتار وامتهان كرامته، مع أنّنا كنا نطمح إلى ارتقاء وزارتكم في تواصلها مع أطرها التربوية، ومع هيئة التدريس خصوصا، باعتبار الدور الرائد الذي يقوم به المدرس داخل المجتمع.

ولا يخفى عليكم أن الكثير من الدول التي ارتقت اليوم سلّم المجد، يمّمت بوجهها شطر هذا الجندي المجهول، فأوْلته من العناية والرعاية ما يستحق، ونفضت ذاك العهد الذي كان فيه المعلم يُضام، و لا يُؤبه إليه كغيره من الأنام، وبوّأته مقاما سامقا جعلت الأعين تتطلع إليه والأعناق تشْرئبّ للظفر به، لا أن تفرّ منه فرار الحمر المستنفرة من قسورة، كما هو الحال في أوطاننا العربية الكئيبة.

 وما حضارة اليابان عنكم بغريبة، ولعلكم سمعتم بمقولة الإمبراطور الياباني (إن دولتنا تقدّمت، في هذا الوقت القصير، لأننا بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلّمنا من أخطائهم، وأعطينا المعلّم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير).

وما قالته المستشارة الألمانية حين رفضت مساواة رواتب القضاة برواتب المدرسين: (كيف أساويكم بمن علموكم؟؟).

إن المدرس بالدول المتقدمة يحظى بكامل التوقير والتقدير والإجلال ماديا ومهنيا و معنويا. ونحن كما لا يخفى عليكم، نحظى بكامل التحقير ماديا ومهنيا ومعنويا!!

فلا رواتبنا أعلى من رواتب القضاة والنواب والوزراء، ولا نملك حصانة كالتي يملكها الكثير من موظفي الدولة، ولا نتمتع بالتوقير المجتمعي الذي يوازي ثقل مسؤولياتنا.

سيدي الوزير

 من حقكم -إن لم أقل من واجبكم- تتبع سير عملنا، ومحاسبتنا على تقصيرنا، وعقاب من شئت منّا، متى أبصرتَ فينا تقصيرا، أو إخلالا بواجباتنا، لكن في حدود ما يليق بنا كأساتذة، لا كموظفين عاديين بوزارة التربية الوطنية.

أنا أرفض لهجة التهديد التي تفوح رائحتها من قراراتكم، وأرفض أن تتعامل معي لجان المراقبة والتفتيش بطريقة مخزنية لا تربوية، وأستهجنُ أي مسّ أو تجريح بكرامتي أمام تلامذتي من طرف هذه اللجان.

سيدي الوزير

قيمة رجل التعليم في المحافظة على كرامته، وتمتيعه بكامل سلطته داخل فصله، وأمام تلامذته.. ومتى هتكتَ الستر بينهم، ستُعجّل بتهاوي ما تبقى من هذا الصرح الذي كان يوما ما شامخا، لكن جارت عليه الأيدي الآثمة فبدأت بنقضِه لبنةَ لبنة!!

حين يتعرض رجل التعليم للإهانة من طرف من لا خلاَق لهم، فالواجب أن تقوموا بمؤازرته والذود عنه، باعتبار مقامه الخاص كـ(أستاذ)، لا أن تنهالوا عليه بالتقريع العلني، والمجالس التأديبية في قضايا أنتم أعلم بطبيعة ظروفها.

وحيث شئتم تأديبه على غيابه -غير المبرر- (ولا أخالكم تتحدثون عن غياب مبرر، لأن الأستاذ كائن حيّ، يمرض كما تمرضون، ويتعب كما تتعبون، وليس آلة جامدة) -قلت- حيث شئتم ذلك، فقوموا بمراسلته، وزجره بطريقة تربوية، لا أن تتوعدوا بالتشهير به على مواقع التواصل. وإن طاب لكم إلزامه بشيء ما، فدونكم المذكرات الوزارية بعيدا عن أعين المتطفلين والشامتين.

سيدي الوزير

تذكّروا وأنتم تخطّون أمرا بشأننا، أننا أساتذة، ولولا أنّكم تتلمذتم على أيدينا ما ارتقيتم لهذه المراتب، فالتوقير التوقير في خطابكم معنا، ورحم الله من قرأ حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وعمل به: (من أسدى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد كافأتموه).

آخر اﻷخبار
4 تعليقات
  1. رغم كل ما يحاك ضد رجال و نساء التعليم فهم لازالوا تلك المنارة التي تضيء لنا الطريق في عتمة الليل ولأنهم أثبتوا صبرهم و حلمهم في مواقف شتى ارتأى الوزير أن يتخدهم شماعة يعلق عليها فشل البرامج التعليمية و قلة المدارس و مشكل الإكتظاظ…
    سيدي المعلم(ة) إن الاعتراف بفضلك لمن شيم الكرماء.فلا تحزن من تمرد تلامذتك فالمجتمع لا يخلو من اللؤماء.
    سيدي المعلم(ة) كما يستحيل حجب أشعة الشمس الساطعة بالغربال فإنه يستحيل إسكات ذلك الصوت القوي الذي ما انفك يردد بداخلنا ”كاد المعلم أن يكون رسولا” فعذرا إن فكروا في إهانتك يا من علمتهم حروفا و أرادو أن يصيروك عبدا فعذراو عذرا ثم عذرا.

  2. حال االمدرس يندى له الجبين في بلد يدعي الحق والقانون ،نعم بلدنا بلد الحق والقانون ، ولكن أين يتجلى ذلك في ترك أساتذة يبيتون في العراء في اكاديمية كلميم وادنون ، لا يريدون الا حقهم في التعيين بالبلدية ، لانها من حقهم قانونيا ،ولكن نجد أن المسؤول يقول لاتكلمني عن قانونية طلباتكم نحن المتضررون من الحركة الانتقاليةالوطنية بكلميم ، الذين يبيتون في العراء ، ماذا سنعمل يا أختي لطيفة وانا كاتب هذه الاسطر قضيت عشرين سنة في العالم القروي وعندما جاءتني الفرصة لأعمل قرب أسرتي منعني المدير الاقليمي والمدير الجهوي لكلميم ، والوزير صامت لا يبالي رغم مراسلتنا إليه ، لاحول ولاقوة الا بالله

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M