الدكتور رشيد نافع يكتب: عنوسة أفكار عصيد لم تجد من يخطبها

25 فبراير 2016 22:52
فيديو.. كلام محزن عن ما يتعرض له المسلمون من بطش على أيدي البوذيين

د. رشيد نافع

هوية بريس – الخميس 25 فبراير 2016

وحيث إن “المشاغب المثير للفتن والمشكك في العقائد والقيم”، كما سود بنفسه واصفا نفسه ومحددا معالم منهجه وشخصيته يتجه لأسياده تحت ذرائع متنوعة ليستعديهم ضد البرامج التعليمية الدينية، فالواجب عليهم أن يكونوا أرفع من استعداء نكرة مشاغب نفش فيه أنصاره فانتفش أو إملاءات آخر من طينته، كيف لا وهو ونحن في دولة نص المادة الأولى لنظام الحكم فيها هو: “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة تامة على أراضيها من طنجة إلى لكويرة، دينها الإسلام ودستورها الإسلام“!!

وإن الواجب على وزير الأوقاف وهذه أمانة في عنقه سيسأل عنها يوم القيامة بين يدي ربه جل في علاه أن يكون للبرامج الدينية والعقيدة المنقحة النقية في وزارته مزيد اهتمام ورعاية وعناية، كما ظن به وأمَّل ولي أمرنا الملك محمد السادس حفظه الله بتعيينه، خاصة وأننا في منعطف تاريخي يريد من خلاله المبطلون الإساءة لوطننا ما بين تطرف وغلو، وما بين جفاء ومجون، ولن يدفع عنا هذين الطرفين إلا العلم الصحيح المستمد من نصوص الوحيين، وفق ما بينه الراسخون من أهل العلم، مع حماية الشرع من تطفل المتعالمين أو المجتهدين بغير بصيرة ولا هدى.

ويا ليت عصيدنا طالب بالحد من الإسفاف والمجون الذي تنضح به كثير من المجلات والجرائد والمحطات الفضائية، والذي يجمع العقلاء على رفضه، فذلك خير من اعتراضه على ما لا علم له به، ويا ليت عصيدنا أدرك دلائل كلامه حول حرية الرأي، وأن لها شروطا والتزامات لا يجوز الخروج عنها، فحرية الرأي التي أتاحتها له بعض المنابر الإعلامية وغيرها من الجهات والجمعيات والمنظمات لا تخول له الهجوم على المسائل الشرعية وهو غير متخصص فيها، ورحم الله من قال: “من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب“، أما عصيدنا فأتى بالكسائد بدل العجائب!!!!!

وأما ما يزعمه من ترهات وأكاذيب وأباطيل عن الإسلام، فهو افتراء سبقه إليه المبطلون وأسياده في العقل ومن فاقوه في المكر، ونصوص القرآن والسنة الصحيحة وأحداث التاريخ مفنِّدة لهذه الدعوى.

واعلم يا عصيد أن أطروحاتك فاحت منها روائح الجهل المستطير، ولا تغتر بمن يصفق لك ويطبل، وتسرح بخيالك فتظن أنك ستكون أكثر إلهاما وذكاء ودهاء وفهما من مستشرقين وغربيين منصفين كتبوا ما كتبوا عن الإسلام وأرادوا النيل منه ومن كتاب الله، فما كان من بعضهم إلا أن افتخروا به وعظَّموه، بل منهم الملوك والعظماء، فهرقل ملك الروم مثلا الذي وصلته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والتي تصفها يا عصيد بـ”الرسائل التهديدية الإرهابية”، فهرقل يا عصيد وهو أحد دهاة قرنه وأقرانه، لم يجل بخاطره ولم يطف بعقله ولو للحظة ما زعمته، ولذلك لم يتردد هرقل إلا أن يتعامل مع الرسالة النبوية بتعامل حضاري راق وشريف، فقد عظَّم هذه الرسالة وشرَّف مرسلَها وأكرم وفادة من أحضرها، حتى قال عن النبي صلى الله عليه وسلم والملأ من حوله يستمعون، وفيهم وزراؤه وبطارقته وثلاثون رجلا من قريش، كما في صحيح البخاري من رواية ابن عباس: “فلو أني أعلم أني أخلُص إليه لتجشَّمتُ لقاءَه، ولو كنتُ عنده لغسلت عند قدمه“.

هل تعقل ما تقول يا عصيد؟؟!

أم أن خمر الدنيا وهواها وشهوتها وزينتها أغلقت دونك الفُهوم؟!!

إن سكر الهوى والشهوة أخطر وأشد على النفس بكثير من سكر الخمر على العقل.

قال تعالى : “لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ” (الحجر:72).

فالخمر الثاني خطره يزول بعد فترة لا تطول مهما اشتد السكر، أما الأول فخطره يمتد طويلا طويلا وقد يؤدي بالإنسان إلى ما لا يحمد عقباه كـ”الهتير والتخربيق والدخول والخروج فالهضرة”، وفي الأخير يسميها نظرية!!

قال ابن الجوزى رحمه: “واعلم أن الهوى يسري بصاحبه في فنون ويخرجه من دار العقل إلى دائرة الجنون، وقد يكون الهوى في العلم فيخرج بصاحبه إلى ضد ما يأمر به العلم، وقد يكون في الزهد فيخرج إلى الرياء“.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M