غرق بوتين في سوريا والأطماع الأمريكية

02 فبراير 2016 18:49
غرق بوتين في سوريا والأطماع الأمريكية

هوية بريس – متابعة

الثلاثاء 02 فبراير 2016

يرى كثير من المحللين والباحثين الأمريكيين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتلقى خسائر فادحة في الوقت الراهن في سوريا، مشيرين إلى أن رغم أن تدخله حال دون انهيا نظام بشار الأسد وتنسيقه مع قوات النظام والميليشيات الشيعية على إبقاء العاصمة السورية دمشق تحت سيطرة بشار إلا أنه وقع في مستنقع الحرب السورية.

وبحسب مجلة العصر، فإن المتابعين المقتنعين بخسارة بوتين يبررون رأيهم، بأن احتمال خسارته ممكن إذا ركب رأسه وقرر الإبقاء على الأسد ونظامه واستعداء الدول المعارضة له في المنطقة مثل تركيا والمملكة العربية السعودية وغيرهما. ويكون ذلك بتكرار تجربة أفغانستان معه، وما تبع ذلك من تزويد الثوار بالأسلحة والدعم، حتى وإن اكتفى بالتدخل العسكري الجوي وامتنع عن إدخال جيوشه البرية إلى سوريا، وبذلك يضع هؤلاء بوتين أمام خيارين: إما الانسحاب وإما المزيد من التورّط الجوي المواكب بتورّط بري.

وأشارت المجلة إلى أن “ما ذُكر مما حققه الروس بتدخلهم العسكري، لا يعني أن قوات بوتين وحلفاءه لم تتعرض إلى خسائر. فهو سقط له مئات بين قتيل وجريح. و”حزب الله” سقط له آلاف بين قتيل وجريح، هذا فضلاً عن قتلى وجرحى جيش الأسد وحلفائه الآخرين القادمين من العراق وإيران وأفغانستان وغيرها”.

ولفتت “العصر” إلى أنه يعتقد من يعرفون شخصية بوتين أنه إذا خسر هيبته، فإنه سيندفع نحو التصعيد “لأنه، مثل كل السياسيين والقادة الكبار في الأنظمة الديكتاتورية، لا يستطيع أن يظهر خاسرا أمام شعبه”.

وتساءلت المجلة “ولكن هل تريد أميركا حقا إغراق بوتين في المستنقع السوري أم تفضل مساعدته لإنقاذ ماء وجهه؟

وتشير المجلة إلى أن كثير من المتابعين الأمريكيين للوضع يعتقدون أنها تريد مساعدته في سوريا، للحفاظ على ما تبقى له من “ماء الوجه”، وهذا خوفا من فقدانه السيطرة على اتجاهات الأوضاع الميدانية، وكذا خشية تفجر حرب كبيرة في المنطقة لا تستطيع أن تبقى بمنأى عنها مع حلف شمال الأطلسي، وخصوصاً إذا طالت تركيا حليفة الاثنين.

ويرى هؤلاء أن الرئيس باراك أوباما يعمل لإنقاذ بوتين، وذلك من خلال مشاركته في عملية التسوية سياسية للحرب السورية. إذ النجاح في ذلك يمكّن الرئيس الروسي من إنهاء تورّطه في سوريا من دون تراجع.

وأردفت المجلة إلى أن كثيرين يستبعدون التوصل إلى تسوية نهائية وشاملة، لكن موسكو وواشنطن سيضغطان كثيرا وإن من أجل تسوية مؤقتة، تمكنهما من التخفف من أعباء التورط في الصراع الدموي المستنزف.

فيما يحذر مراقبون من “ثغرة” في التحليل الأميركي لبوتين. ذلك أنها تنطلق من معايير وقيم غربية للقول مثلاً إن بوتين سيخسر حتماً إذا بقي سعر النفط منخفضاً، لأن شعبه سينتفض علبه سخطا على الوضع الاقتصادي المتردي وغياب الحريات والديمقراطية، وفقا لتقرير مجلة “العصر”.

وخلصت تقرير “العصر” إلى أن ” المعايير الروسية مختلفة، فبوتين لا يأبه مثلاً لما يفكّر به شعبه لأن سلطته لا تنبع منه بل من الأجهزة الأمنية الخاضعة له، ولا يخشى انتفاضة شعبية عليه سواء بسبب انعدام الحريات أو الصعوبات المعيشية، ثم إن المزاج الشعبي الروسي يتفهّم اتهام حاكمه أميركا والغرب بالتآمر عليه وعلى روسيا”، وفقا للمفكرة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M